أشعر بقلق بالغ بل وبالألم الشديد وأنا ألمح اللغة العربية وهي تلاقي الإهمال من أبنائها وكأنهم يريدون التبرؤ منها وتراهم وهم يصدون عنها وإلا لماذا يقومون بنشر اعلاناتهم في الصحف والمجلات ويقومون برشق أسماء منتجاتهم ومنتجعاتهم علي الأعمدة وجميعها مكتوبة بلغات أعجمية وكأننا لسنا نعيش في بلد عربي وإنما نعيش في لندن أو باريس أنظروا إلي آلاف الاعلانات عن الاحياء السكينة والمنتجات الخاصة بالطعام وكلها مكتوبة بالانجليزية وبحروف بارزة بينما تتواري اللغة العربية في أسفل الإعلان مكتوبة بحروف صغيرة والمصائب لا تأتي فرادي فهناك الكثيرون من المتحذلقين من معدي برامج السهرات التليفزيونية وهم يلجأون إلي المصطلحات الأجنبية لأنه بسلامتهم لا تسعفهم اللغة العربية أو لمجرد المنظرة والأدهي والأمر أن هناك العديد من البرامج الاذاعية والتليفزيونية يختار لها مقدموها أسماء أجنبية ولا استثني ماسبيرو إذاعة وتليفزيون الذي تتناثر علي خرائط برامجه فبعض البرامج معنونة أسماء أعجمية, أما الشاشات الخاصة فحدث ولا حرج من كثرة البرامج التي إختار لها مقدموها أسماء أجنبية والأدهي أيضا أن محتوي هذه البرامج منقول بالحرف عن برامج أجنبية بما تحتويه من إسفاف وسطحية لأنها خالية من محتوي ثقافي يتناسب مع تقاليدنا وعاداتنا, ولعلي في هذا السياق أطالب الهيئة الوطنية للاعلام أن تدلي بدلوها في هذا الأمر وتعتذر عن القرارات بما يقضي علي هذه الظاهرة التي لو استمرت علي حالها هذا لأصبحت اللغة العربية هي اللغة الثانية في أرجاء المحروسة إننا نهيب بالهيئة أن تقوم بعملية إنقاذ سريعة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه, كما أنني أتمني من أبنائي في ماسبيرو ان يقدموا العديد من البرامج التي يشنون من خلالها حربا علي هذه الظاهرة وعلي من يكتبون إعلاناتهم بلغات أجنبية وعلي المسئولين الذين يسمحون برشق هذه الاعلانات علي الكباري واللوحات المنتشرة في الشوارع والميادين مع الغاء كل الأسماء الاعجمية التي تطلق علي بعض البرامج وإذا كان الأمر كذلك في مجال الاعلام فإن الأفدح نلمحه في مجالات أخري وتعالوا بنا ندخل إلي أي ناد من أنديتنا الكبيرة خاصة تلك التي يرتادها أهل الصفوة لنري العجب حيث كل اللافتات باللغة الأنجليزية فهذا هو السنتركورث أي الملعب الرئيسي وهذه شركة كبري تضع اعلانا كبير الحجم علي ملعب من الملاعب مكتوب باللغة الانجليزية مفاده أنها هي التي قامت بتطوير الملعب وتنسيقه, الأدهي أن اللوحة التي تتصدر الممشي المؤدي إلي المسجد عليها سهم يشير إلي المسجد وكلمة المسجد مكتوبة بالانجليزيةmoste وكأن المصلين المتوجهين للمسجد من الانجليز حتي مركز شباب الجزيرة الذي هو مجال حيوي لشباب القاهرة من مختلف الأحياء الشعبية يوجد به العديد من الإعلانات مكتوبة باللغة الانجليزية ناهيكم عن أسماء الشركات والمقاهي والمطاعم والمحلات التجارية المعنونة اسماؤها بغير اللغة العربية, وإذا وجدت لوحة بالعربية أو اسما أو مطعما بالعربية فان ذلك كله نجده محشورا وسط غابة من اللوحات المكتوبة بالانجليزية وأتساءل هل في شوارع باريس أو لندن لافتات باللغة العربية بالطبع لا فهم هناك يحترمون لغاتهم الوطنية أذكر أن عضو البرلمان الفرنسي كان محل اللائمة عندما نطق لكلمة انجليزية وهو يدلي ببيان في المجلس ثم هذه المدارس المنتشرة في العاصمة وبعض المدن الكبري والتي يتم التدريس فيها للتلاميذ بلغةأجنبية ومحظور أن تدرس أية مادة أخري باللغة العربية أنه أمر عجيب يحيرني السكوت عليه ولعلي أتوجه إلي البرلمان لكي يصدر من القوانين ما يقضي علي الضاد اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ولغة الآباء والاجداد وهي خط أحمر وأمن قومي اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.