يلف العلم جثامين الابطال, وتعلو الزغاريد رغم الدموع التي تنهمر من حدقات العيون والألم الذي يعتصر القلوب, لكنها الشهادة التي يسعي إليها ابطال الوطن المرابطون علي ثغوره المدافعون عن شرفه, الذين يرهنون حياتهم في سبيل ذرة من ترابه, يروونها بدمائهم الطاهرة الذكية, ويقدمون أرواحهم فداء لوطنهم, لتبقي رايته عالية خفاقة, ويبقي شعبه آمنا مستقرا, فدماء الشهداء هي التي تنير الطريق الي المستقبل, ومهما نتكلم عن الشهداء فلن نوفيهم حقهم, لأنهم رمز للإيثار والانتماء, انتماء للوطن وايثار لشعبهم علي أنفسهم, غادروا الحياة لنعيش نحن مرفوعي الرأس, وهاهي مصر تودع شهداءها عرسان السماء, وهي صابرة صامدة قوية تحتسبهم عند الله, وتجدد من خلالهم العهد بأنها ستبقي علي الدوام في رباط الي يوم القيامة, ومن غير خير أجناد الارض يحفظ العهد ويدافع عن الارض ويصون العرض؟ ومن غيرهم يراعي الله ويخشاه؟ رغم انه يخوض حربا ضد عصابات إرهابية لاتقيم للاديان وزنا, رغم انها تتدثر بالاسلام وتجهر زورا بأنها تمثله وهو منها براء, فلو كان الجيش المصري يريد ان يسوي الارض بمن عليها ويبيد هذه الجماعات الارهابية لفعل في ساعات قليلة, لكنه يراعي حرمات الله ويفرق بين الابرياء من أهل شمال سيناء والارهابيين الذين يتحركون بينهم كالجرزان, ويتخذون من المزارع والجبال مأوي لهم, يخرجون منها لتنفيذ عملياتهم الشيطانية مستخدمين كل وسائل الدمار التي تصل اليهم عبر الجبال من قوي الشر التي لاتريد لهذا الوطن استقرارا, لكن هيهات لها أن تحقق أهدافها أو تبلغ مرادها, لانها لاتعرف ولاتقدر ولم تقرأ بما يكفي عن الجيش المصري وبطولة أفراده وعقيدتهم القتالية عبر التاريخ. والأمثلة كثيرة علي هذا, ويكفي ان العقيد الشهيد احمد المنسي الذي استشهد في رفح قبل يومين, كان قد تعرض لاصابة قبل بضعة شهور وأصر علي أن يعود الي موقعه الذي كان فيه ليواصل عمله مع زملائه في محاربة الارهاب, حتي لقي وجه ربه, ونال أرفع وسام يمكن لبشر أن يحصل عليه الا وهو الشهادة التي تمناها كثيرون لمعرفتهم بفضلها في الآخرة, ويكفي ان القائد خالد بن الوليد الذي خاض العديد من المعارك ورفع راية الاسلام ندب حظه علي انه لم ينلها ومات علي فراشه, من هنا يكون المجد للشهداء والفخر لذويهم أبد الدهر, فهم موضع الشرف والنبل الذي يزين كل من يرتبط به, ومن فضل الله علي الشهيد انه يشفع يوم القيامة في سبعين من أهله, فأي شرف وأي تكريم ذلك الذي يناله الشهداء, ويكفي أنهم عند الله أحياء يرزقون, وبتضحياتهم هذه يحيا الوطن, وحتما سيكون النصر حليفه في النهاية, فلم يذكر التاريخ ان عصابة إرهابية انتصرت علي وطن, قد يطول الصراع نعم, لكنه ليس الي مالانهاية. وكم من فئة ضالة ظهرت عبر التاريخ وحاولت فرض نفسها, لكنها دحرت وطواها النسيان, لانها عصابات مرتزقة تنفذ مايطلب منها لمن يدفع لها, وندرك ان مصر التي أسقطت ورقة التوت عن دول بعينها تدعم الارهاب, نعرف ان هذه الدول ستسعي بكل مالديها من امكانات مالية ولوجستية الي تنفيذ مخططها الشيطاني في مصر, لكن ثقتنا في الله أولا ثم أبطال جيشنا ولحمة شعبنا ستتفوق علي قوي الشر وتحيا مصر.