عادة مايلجأ صاحب الحق للقانون من أجل إنصافه...ولكن ماذا عن القانون الذي يتضمن بعض بنوده ظلما.. ظلم لمواطنين يعيشون ظروفا غاية في الصعوبة.. يعيشون علي هامش الحياة لأن هناك من يعتقد بأنه ليس لهم الحق في حياة كريمة..عن الأيتام ذوي الاحتياجات الخاصة نتحدث والذين ظلمهم قانون دور الرعاية بتسريحهم بعد بلوغ سن ال18 عاما ليصبح الشارع مأواهم وملاذهم. أما عن الحياة فهي مصير مجهول محفوف بكل أنواع المخاطر والقسوة وأحيانا الجريمة.. ولأن القلوب الرحيمة مازالت تنبض وتحيا للخير كان مشروع القرية الطيبة بالاسكندرية من قبل احدي الجمعيات الخيرية والذي يعد الأول من نوعه علي مستوي الجمهورية وتم افتتاحه الاسبوع الماضي ليكون هو البيت الكبير لأبناءنا من الايتام المعاقين. عن القرية الطيبة تقول الدكتورة هدية السعيد رئيس مجلس ادارة جمعية زهور الحياة الخيرية للايتام المعاقين....في البداية هناك عدة حقائق لابد من توضيحها في هذا الصدد أولها ان هذه الفئة من أبنائنا الأيتام المعاقين تعيش مأساة حيث تتولي الدولة رعايتهم وايواءهم في دور الرعاية المنتشرة علي مستوي الجمهورية ولكن للاسف هذا الدور الانساني في المقام الاول ينتهي بمجرد بلوغ الشاب او الفتاة سن ال18 عاما وذلك وفقا لبنود قانون الطفل ولابد من اخراجهم من الدور ولكن الي اين؟ الواقع ينطق بمأساة أخري وهي أن هذه الفئة يتم تسريحها إلي الشارع فليس لهم اسر ولا مسكن..وهنا الشارع يصبح ملجأهم....الحياة تكون في الشارع....مصير مجهول يواجه ايتام معاقين منهم ذوي اعاقة ذهنية محرومين من الامان...من التعليم....من العمل....بل من معظم حقوقهم الانسانية مثل اقرانهم في هذه المرحلة العمرية. وتتناول بعدا آخر لهذه المشكلة حيث تؤكد أن الأهم من ذلك هومايتعرض له هؤلاء الايتام المعاقين بالشارع فهم في مهب الريح لذلك هناك من يكون عرضة للانحراف ومنهم من يتعرض للعنف والاعتداء الجنسي والجسدي وغير ذلك الكثير من المآسي اللانسانية الحل.. بيت كبير وتستطردالدكتورة هدية السعيد قائلة: كان لابد من ايجاد حل حاسم وسريع لهؤلاء الايتام المعاقين والتي تؤكد الاحصائيات الرسمية بان عددهم يبلغ نحو(180) الف يتيم معاق علي مستوي الجمهورية وقد فرض الواقع الذي يحياه هذه الفئة وهو ضرورة ايجاد مكان لاقامتهم يتوافر فيه كل سبل الراحة والامان وايضا الاحتياجات التي تتطلبها المرحلة العمرية لهم.. وتولد الأمل في إنقاذ هؤلاء الأيتام عام2004 حين تقدمت باسم جمعية زهور الحياة بطلب لمحافظة الاسكندرية لتخصيص قطعة ارض لانشاء بيت كبير لابناءنا الايتام المعاقين....وتمت الموافقة بتخصيص ارض بمنطقة برج العرب غرب الاسكندرية.....وعلي مدي12 عاما كانت مراحل البناء والتأسيس للقرية الطيبة لابناءنا...وتحول الحلم الي واقع يضمن القرية مكونة من اربعة ادوار بسعة استعابية تبلغ(400) نزيل من الايتام المعاقين الذين تخطوا ال18 عاما والاهم انها بالمجان لأبنائنا الأيتام. القلوب الطيبة وأضافت: تم البناء والتأسيس وأيضا التجهيزات الخاصة بالقرية بتبرعات من اهل الخير والقلوب الطيبة والجهود الذاتية حيث تم تجهيز غرف الاقامة بالكامل بالاضافة الي غرفتين لتنمية الحواس وعلاج التوحد بالمشاركة المجتمعية كما تضم القرية عدة قاعات للتدريس والاحتفالات وتعليم الحاسب الآلي حيث يوجد من بين هؤلاء الابناء من يستوعب المواد الدراسية ومنها الحاسب الآلي والمفاجاة من منهم من وصل الي المرحلة الثانوية....الي جانب قاعة للموسيقي واخري للاعمال اليدوية لتنمية مواهبهم... ومن اجل رعايتهم صحيا تم اعداد قاعة للعلاج الطبيعي كما تضم القرية مطبخ وصالات للطعام مجهزة علي اعلي مستوي من الامكانيات....ولان الرياضة احد اهم العوامل في علاجهم حيث ثبت ان التعليم بالرياضة له تاثير فعال في حالات الاعاقات الذهنية والجسدية لذلك فقد الحق بالقرية ملعب مفتوح لممارسة كافة الانشطة الرياضية تحت اشراف متخصصين....ونأمل في تخصيص قطعة أرض من المحافظة لتوسعة الملعب ليصبح عدة ملاعب لأبناء بالقرية الطيبة خاصة وان من بينهم ابطال رياضيين حاصلين علي ميداليات برونزية في العاب القوي والبولينج وتنس الطاولة وكرة القدم.