مأساة حقيقية يعيشها أكثر من 18 ألفا من الأيتام ذوى الاحتياجات الخاصة - كما تشير الإحصائيات الرسمية - بالإسكندرية الذين تحتضنهم دور الإيواء حتى بلوغهم سن 18 عاما ثم فجأة يجدون أنفسهم فى الشارع طبقا لقواعد العمل بدور الإيواء فتتحول المأساة إلي كارثة اجتماعية وقنابل موقوتة يعاني منها المجتمع، حيث يصبح الشاب أو الفتاة فريسة سهلة لأعمال التحرش والعنف والاغتصاب والتسول حتي الاتجار في بيع اعضائهم لأنهم معاقون غير مدركين خطورة تلك الامور، لذلك قررت إحدى الجمعيات إنشاء مشروع «القرية الطيبة» الذى يحتضن هذه الفئة بعد انتهاء استضافتهم فى دور الرعاية لكن هذا المشروع الذى بدأ عام 2004 بمنطقة برج العرب يحتاج إلى تبرعات أهل الخير حتى يرى النور، ويبقي مشروع القرية الطيبة شاهداً على عجز المسئولين بالإسكندرية ووزارة التضامن الاجتماعى، وفى انتظار تبرعات أهل الخير. تقول الدكتورة هدية السعيد رئيس مجلس إدارة جمعية زهور الحياة للأيتام ذوي الاحتياجات الخاصة بالاسكندرية، هذه الفئة من أبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة تعيش مأساة حقيقية، حيث تتولي الدولة رعايتهم ممثلة في دور الإيواء المنتشرة علي مستوي المحافظات لكن للأسف هذا الدور ينتهي بمجرد بلوغ الشاب أو الفتاة سن الثامنة عشرة عاما، ولايجد سوي الشارع للنوم والاقامة الكاملة به. وتضيف الدكتورة هدية لابد من ايجاد حلول عملية لحماية هذه الفئة وتوفير حياة كريمة آمنة لهم مدي العمر، لذلك قامت جمعية زهور الحياة بالتفكير في انشاء قرية متكاملة لاقامة هؤلاء الايتام المعاقين، وبالفعل نجحنا في الحصول علي قرار تخصيص لقطعة ارض من محافظة الاسكندرية عام 2004 تبلغ مساحتها (3200) متر بمنطقة برج العرب غرب المدينة بهدف انشاء (القرية الطيبة) للايتام ذوي الاحتياجات الخاصة تسع (400) شاب وفتاة من سن (18) عاما بالاضافة الي المسنين من الرجال والنساء وتعد اول قرية علي مستوي الجمهورية لايواء الايتام ذوي الاحتياجات الخاصة المعاقين ذهنيا ومتعددي الاعاقة «بالمجان». وبعد استخراج التراخيص اللازمة واستيفاء الاوراق الرسمية شرعنا في البناء عام 2007 بالأموال التى تبرع بها اهل الخير وعلي مدي ثماني سنوات تم الانتهاء من انشاء المبني المكون من بدروم ويضم مطعما ومطبخا ومغسلة ومستوصفا وغرفا للعلاج الطبيعي ودورا ارضيا ويضم الادارة وفصول الانشطة التعليمية والتأهيلية والمكتبة وغرفا للموسيقي وقاعة احتفالات وثلاثة ادوار لاقامة الفتيات والشباب والمسنين ، وقد تم الانتهاء من تشطيب الدور الأول فقط من تبرعات أهل الخير. ولكن المشكلة كما تؤكد الدكتورة هدية أن القرية «الطيبة» مازالت في حاجة لاستكمالها من حيث التشطيبات والأثاث والأجهزة حتى يمكن افتتاح القرية واستقبال ذوى الاحتياجات الخاصة للاقامة فيها. ويبقى السؤال .. أين دور الدكتور هانى المسيرى محافظ الإسكندرية والسيدة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى في مساعدة «جمعية زهور الحياة للايتام ذوي الاحتياجات الخاصة»؟ وهل يبخل أهل الإسكندرية فى تقديم المساعدة لهذه الفئة من الأيتام؟ ومتى ينتهى العمل فى القرية الطيبة حتي تكون أول مشروع من نوعه على مستوى الجمهورية يخرج من الإسكندرية؟!