قبل ساعات من بدء قمة العشرين التي تعقد اليوم في مدينة هامبورج الألمانية, وقبل أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجها لوجه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين, وضع ترامب النقاط علي الحروف حول معاهدة الأمن الجماعي لحلف شمال الاطلنطي ناتو وحول الدور الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وسلوك موسكو مع دول الحلف, فيما كشفت مسودة للبيان الختامي للقمة دول المجموعة( عدا الولاياتالمتحدة), عازمة علي تنفيذ عاجل لاتفاقية باريس للمناخ التي لا رجعة فيها. وحسب المسودة, فإنه من المنتظر أن يتضمن البيان الختامي الخلافات مع الرئيس الأمريكي وذلك في خطوة غير معتادة, حيث جاء في المسودة أيضا أن الدول الأخري في المجموعة أحيطت علما بتراجع الولاياتالمتحدة عن الاتفاقية. في الوقت نفسه, نصت المسودة علي أن الولاياتالمتحدة أكدت التزامها القوي باتباع نهج عالمي يقلص غازات الاحتباس الحراري ويدعم النمو الاقتصادي ويفي بحاجات أمن الطاقة. يأتي ذلك فيما استبعدت الصين, أمس, بيانا للمجموعة حول التغير المناخي لا تدعمه أمريكا أيضا, رافضة بذلك مخططا اقترحه دبلوماسيون وسط سعيهم لتحقيق إجماع قبل القمة. وقال تشو جوانجياو, نائب وزير المالية الصيني:لا ينبغي استبعاد أي أحد. وبينما قد تواجه خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للانسحاب من اتفاقية باريس للتغير المناخي انتقادات, قال تشو إن جميع الدول الحاضرة في الاجتماع, الذي سيستمر لمدة يومين, ينبغي أن تؤيد ما تعلن عنه القمة في نهايتها. من جانبه, أكد الرئيس الأمريكي في خطاب ألقاه أمس أمام حشد في ميدان عام بالعاصمة البولندية( وارسو) التزام أمريكا بمعاهدة الأمن الجماعي الخاصة بالحلف مع الحلفاء الأوروبيين, منتقدا سلوك روسيا إزاء التعامل مع دول الحلف. وشدد ترامب- علي ضرورة الدفاع عن الحضارة الغربية في مواجهة تحديات ما أسماه الإرهاب الإسلامي المتطرف والتطرف الأيديولوجي, بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. وتضمن خطاب الرئيس الأمريكي- تأكيد إلتزام بلاده صراحة بالمادة5 من معاهدة الناتو, والخاصة بالأمن الجماعي, قائلا إن الولاياتالمتحدة أظهرت, ليس فقط بالكلمات, ولكن بأفعالها أننا نقف بحزم خلف المادة5, الالتزام الدفاعي المشترك. ورأت الصحيفة أن تصريحات ترامب تمثل عدولا عن خطابه السابق في هذا الشأن, إذ لم يتضمن الخطاب الذي ألقاه في مايو الماضي بمقر الناتو بالعاصمة البلجيكية بروكسل, أية إشارة إلي المادة5, وأشارت الصحيفة إلي أن جميع الرؤساء الأمريكيين, بدءا من هاري ترومان في عام1949, تعهدوا باحترام السياسة التي تعتبر أن أي اعتداء علي دولة من دول الحالف يعد اعتداء علي جميع دوله الأعضاء, وعمل بموجب هذا المبدأ مرة واحدة من قبل, بعد هجمات11 سبتمبر2001 الإرهابية بالولاياتالمتحدة. من جانب آخر, ذكرت صحيفة( نيويورك تايمز) الأمريكية أمس أن ترامب اتخذ منهجا أكثر صرامة في الحديث عن روسيا, لكنه جدد رفضه الاعتراف بمسئولية روسيا عن التدخل المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية, العام الماضي. وقالت الصحيفة إن ترامب- الواقع تحت ضغوط لمواجهة بوتين فيما يتعلق بمحاولاته المزعومة للتأثير علي نتيجة الانتخابات الأمريكية- وجه خلال خطابه رسائل مختلطة حول موسكو, إذ رأت أن إحدي الرسالات كانت مصممة خصيصا لمستمعيه من البولنديين, والأخري من كتابه لقواعد اللعب المتعلق ببوتين. وبشأن تخوف البولنديين من التدخل الروسي في أوكرانيا, قال ترامب إنه يعمل مع بولندا للتعامل مع السلوك الروسي المزعزع للاستقرار.