"ترامب": ملتزمون بمعاهدة الأمن الجماعي للناتو

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التزام بلاده بمعاهدة الأمن الجماعي الخاصة بحلف شمال الأطلسي الناتو مع الحلفاء الأوروبيين، منتقدا سلوك روسيا إزاء التعامل مع دول الحلف.
وشدد ترامب في خطاب ألقاه اليوم الخميس أمام حشد في ميدان عام بالعاصمة البولندية وارسو على ضرورة الدفاع عن الحضارة الغربية في مواجهة تحديات "الإرهاب الإسلامي المتطرف" والتطرف الأيديولوجي، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وتضمن خطاب الرئيس الأمريكي الذي جاء قبل يوم من اجتماع قادة دول مجموعة العشرين بهامبورج الألمانية تأكيد إلتزام بلاده صراحة بالمادة 5 من معاهدة الناتو، والخاصة بالأمن الجماعي، قائلا إن "الولايات المتحدة أظهرت، ليس فقط بالكلمات، ولكن بأفعالها أننا نقف بحزم خلف المادة 5، الالتزام الدفاعي المشترك".
ورأت الصحيفة أن تصريحات ترامب تمثل عدولا عن خطابه السابق في هذا الشأن، إذ لم يتضمن الخطاب الذي ألقاه في مايو الماضي بمقر الناتو بالعاصمة البلجيكية بروكسل، أية إشارة إلى المادة 5، وأشارت الصحيفة إلى أن جميع الرؤساء الأمريكيين، بدءا من هاري ترومان في عام 1949، تعهدوا باحترام السياسة التي تعتبر أن أي اعتداء على دولة من دول الحالف يعد اعتداءً على جميع دوله الأعضاء، وعُمل بموجب هذا المبدأ مرة واحدة من قبل، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية بالولايات المتحدة.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم أن ترامب اتخذ منهجا أكثر صرامة في الحديث عن روسيا، وذلك قبل يوم من أول اجتماع له وجها لوجه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين - لكنه جدد رفضه الاعتراف بمسئولية روسيا عن التدخل المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، العام الماضي.
وقالت الصحيفة إن ترامب الواقع تحت ضغوط لمواجهة بوتين فيما يتعلق بمحاولاته المزعومة للتأثير على نتيجة الانتخابات الأمريكية وجّه خلال خطابه اليوم "رسائل مختلطة" حول موسكو، إذ رأت أن إحدى الرسالات كانت "مصممة خصيصا" لمستمعيه من البولنديين، والأخرى من "كتابه لقواعد اللعب المتعلق ببوتين".
وبشأن تخوف البولنديين من التدخل الروسي في أوكرانيا، قال ترامب إن يعمل مع بولندا للتعامل مع "السلوك الروسي المزعزع للاستقرار".
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى إعلان مسئول أمريكي عن الاتفاق مع الحكومة البولندية على بيع أنظمة الصواريخ الدفاعية الأمريكية "باتريوت"، مؤكدة أن ذلك الإعلان، الذي جاء تزامنا مع الزيارة، يهدف إلى التشديد على التزام واشنطن بالدفاع عن بولندا في مواجهة أي اعتداء، يُرجح أن يكون من جانب موسكو.
في المقابل، قال ترامب إنه ليس مقتنعا بشكل كامل بمسئولية روسيا منفردة عن التدخل في انتخابات العام الماضي، مختلفا بذلك مع ما توصلت إليه وكالات الاستخبارات الأمريكية، والتي اتفقت على أن جهود التأثير على الانتخابات الأمريكية انطلقت من روسيا بتوجيه من بوتين.
وأردف، ردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا هي من تقف خلف التدخل: "أعتقد أنها كانت روسيا، ومن الممكن أن يكون هناك أشخاص آخرين في دول أخرى.. لا أحد حقا يعرف بالتأكيد".
وأدان الرئيس الأمريكي بشدة التهديدات الكورية الشمالية بعد تجربتها الأخيرة لإطلاق صاروخ باليستي طويل المدى، لكنه رفض الإفصاح خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس البولندي أندريه دودا، عن الخطوات التي يعتزم اتخاذها لمعاقبة بيونج يانج.
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن في وقت سابق اليوم أنه ينظر في "بعض الأشياء الحادة جدا" للرد على التهديد الكوري الشمالي، داعيا جميع الدول إلى مواجهة ما وضفه بت"التهديد العالمي" من جانب النطام الكوري.
وأضاف: "سنرى ما سيحدث، لا أحب أن أتحدث عما خططنا له، لكن لدي بعض الأشياء الحدة جدا نفكر فيها.. إنهم يتصرفون بطريق خطيرة جدا، ولا بد أن يُفعل شيئا ما حيال ذلك".