أصبح الجميع مشغولا بالسياسة, فهو أمر ايجابي من يتابع السياسة علي علم ووعي ودراية اما من لا يعلم عنها شيئا او عن كيفية ممارستها فبالتالي سيصبح ذلك أمرا سيئا! فعندما أجلس علي مواقع التواصل الاجتماعي اجد الجميع اصبح سياسيا ويتدخل في امور الدول بشيء مبالغ فيه, فلا أشعر غير بالطاقة السلبية التي تبث من مواقع التواصل الاجتماعي, فعقب كل حدث داخلي او دولي اجد الجميع اصبح محللا سياسيا واستراتيجيا, ولا يعلم الجميع بأن بنشر تلك الاخبار يصبح مرتكبا لعدة جرئم وهو لا يعلم! فهناك من ينقل حدث وليس كما هو وانما اضافة عليه بعض من السخرية والنيل من صاحب الحدث والتحدث عنه بالسوء ويرتكب جريمة هتك العرض بدون أن يشعر, هذا إذا كان الحال علي المستوي الداخلي اما المستوي الدولي فالجميع يأخذ الحدث بصورة ظاهرية ولا يعلم البواطن من الأحداث التي تكمن فيها الحقائق والاعتبارات السياسية, فيبدأ بتخوين القيادات ولا يعلم بأن لا هناك صداقات او عداوات دائمة بين الدول انما توجد مصالح, فالدولة الصديقة اليوم قد تصبح معادية غدا والعكس, أنا كواطنة مصرية أشعر بالحزن والآسي من تلك الأخبار ولا أجد فيها فائدة الا بث الطاقة السلبية والإحباط وإدخال اليأس في قلوب الجميع, فذلك هو الارهاب الفكري والنفسي بعينه الذي قد يسهم فيه الجميع بدون أن يشعر, فالجميع يتحدث عن المؤامرات الخارجية ولا يعلم بأن تلك المؤامرات لن تؤتي ثمارها المطلوبة الا بمساعدة أبناء الوطن بالداخل وتكون المساعدة ليست بالأسلحة كما يعتقد البعض ولكن بالفكر والنفس, اي عن طريق أبناء الشعب وما يبثونه من اخبار سلبية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والتي تسهم في نجاح تلك المؤمرات بتأثيرها السلبي علي الشعب وشعوره بالاحباط واليأس والرغبة في الانتحار وفقدان الأمل والرغبة في ترك الوطن لشعوره بأنه لا يوجد شيء ايجابي بالدولة, وأيضا يسهم الاعلام أيضا في نجاح تلك المؤامرات عن طريق بث الاخبار السلبية والشاعات الخاطئة ونقل كل حدث ايجابي بطريقة سلبية, والدليل القاطع علي نجاح الارهاب الفكري والنفسي في نجاح المؤامرات, بعد سقوط الاتحاد السوفيتي, كرمت المخابرات الامريكية عميلها الروسي وكان يشغل منصب وزير الخدمة المدنية في موسكو, سأله ظابط في المخابرات الروسية: أنا كنت مسئولا عن مراقبتك لم أجد لك علاقة مع المخابرات الامريكية, ولا تواصلا, ولا مراسلة, فكيف خدمتهم؟! قال: كنت أعين كل خريج في غير تخصصه! في غير مجاله! وأشجع علي ترقية الاغبياء الي الاعلي مع دعاية إعلامية لهم, وأحول دون صعود الكفاءات بإختراع نقص الشروط حتي تبقي في رأس الدولة العجائز والقدامي والاغبياء الجدد!, فأصيب الإتحاد السوفيتي بالإفلاس الفكري وسقط!. فعندما يوكل الأمر إلي غير آهله يكون الإنهيار حتميا!وهذا للأسف ما يحدث في مجتمعنا الآن! فنجد الشخص غير المناسب في المكان المناسب ونجد الدولة لا تهتم بأصحاب الكفاءات!وتوجيه الدراما نحو الانحدار الأخلاقي والثقافي! وبدون أن ندري نخدم أعداءنا بأيدينا! فالفرق ما بين الإرهاب الأسود الذي تعودنا عليه المعتمد علي الأسلحة والقنابل بأن عدد الضحايا في الارهاب الدولي معلوم اما الارهاب الفكري والنفسي فعدد الضحايا يكاد يصل لأغلبية الشعب ومن ظل عايش كالموتي! فعند انفجار قنبلة نستطيع ان نحسم عدد الضحايا اما الارهاب النفسي والفكري يعيش معنا يوميا فهو كالسرطان يتغلغل بداخلنا وينتشر بسرعة البرق مما يصعب السيطرة عليه الا ايضا بنفس السلاح الفكري والنفسي ولكن الايجابي, فحتي مريض السرطان نسبة شفائه من ذلك المرض اللعين99% معتمدة علي العامل النفسي!.