ولد جابر في إحدي قري مركز كوم أمبو الهادئة لأسرة متوسطة الحال تعتمد علي زراعة محصول القصب في تدبير أحوال معيشتها, حيث كان الأب يحلم بأن يختم رسالته مع أبنائه بتربيتهم التربية السليمة بعد حصولهم علي شهاداتهم التعليمية لمساعدته فيما بعد في عمله الخاص كمزارع, ولكن أحلام الأب المشروعة بددها ابنه العاق الذي كان علي النقيض تماما من أشقائه الذين اتموا تعليمهم ودخلوا في مناحي الحياة المختلفة. فمنذ نعومة أظافره لم يكن مستقبل جابر. ع. أ يبشر بأي خير مقبل بعد أن أثقل كاهل أسرته بالهروب من المدرسة والدخول في مشاجرات عنيفة مع أصدقائه لأسباب تافهة فكانت أخلاقه الشاذة سببا في أن يفقد كل يوم صديقا جديدا, وهو ما دفع والده إلي الاستسلام للأمر الواقع وإقناعه بالعمل معه. ومع مرور السنوات بدأ جابر يشعر بعقدة النقص في تعليمه, ولم يكن أمامه إلا أن يثبت ذاته حتي ولو عن طريق الحرام الذي انطلق منه نحو التعرف علي مجموعة جديدة من رفقاء السوء الذين كان أول ما فعلوه معه هو منحه هدية مدمرة عبارة عن سيجارة بانجو تحت شعار خليك راجل وبدأ جابر يتعود علي الدخان الأزرق الذي أنساه همومه حتي أدمنه. ضاق به الحال ولم يعد أمامه إلا أن يطيع شلته حتي يحصل علي مزاجه وكيفه, ليبدأ بعدها مرحلة أخري من مراحل عمره الإجرامي بتوصيل البانجو إلي الزبائن ديليفري مقابل حصوله علي الكيف. لم يتوقف طموح ابن قرية كوم أمبو عند هذا الحد, فأخذ يتجه نحو الاعتماد علي نفسه في الاتجار بالبانجو فتوسع في تجارته حتي أصبح إمبراطور الكيف وفي يوم بعد أن استيقظ مبكرا لتسلم كمية من البانجو, لم تمض ساعات قليلةبعد عودته من تسلم الكمية, وبينما هو يستعد لتجهيزها للتوزيع, كان رجال مباحث مركز كوم أمبو يقودهم العميد خالد إبراهيم مدير مباحث المديرية يحيطونه به من كل جانب ليسقط جابر بين أياديهم ب19 كيلو بانجو وفرد روسي.