دخلت مقاومة الإرهاب في سيناء مرحلة حاسمة وعنيفة بعد إعلان قبيلة الترابين التحالف مع القبائل الأخري في شمال سيناء بدء مرحلة تنظيف شاملة لمن تبقي من التكفيريين, هذا التطور الجديد سيكتب حتما نهاية مأساوية كما هو متوقع لهذا الفكر الضال, بعد ان توحدت القبائل البدوية مع الجيش والشرطة ضد فلول الإخوان المسمي كذبا أنصار بيت المقدس. هذا التحول يزيد من احتمالات هزيمة دواعش الاخوان داخل سيناء والقضاء عليه الي غير رجعة, فقد كان من أهم المشكلات التي واجهت قوات انفاذ القانون هي انضمام قليل جدا من الشباب السيناوي الذين خضعوا لإغراءات وغسيل عقول من جماعة الإخوان المسلمين الي الإرهاب, وهي مشكلة وضعت حدودا للمواجهات مع الإرهاب في سيناء حيث أصرت قوات انفاذ القانون علي مواجهة المتهمين الذين يثبت حملهم السلاح أو الانخراط في الجماعات التكفيرية المسلحة بأدلة قاطعة, وكم من مرة الغت قوات الجيش مهام حساسة بسبب وجود الإرهابيين في أماكن وتجمعات سكانية في شمال سيناء يقطنها أبرياء أو أطفال فكان البحث عن معلومات من الأهالي غاية ملحة في كل المواجهات لسببين الأول تركيز المواجهات مع المتورطين فقط, والثاني إظهار مدي الخطر الشديد الذي يحيط بأهالي سيناء مع استمرار احتضان تلك المناطق العناصر التكفيرية الضالة, والتي حولت حياة سكان شمال سيناء الي قطعة من الجحيم, ولم يتوقف انخراط اهل سيناء في مقاومة الإرهاب يوما ما, ولكن هذا التطور الأخير الذي أعلنته قبيلة الترابين, وانضم إليها قبائل التياها والسواركة والفواخرية سيعجل من انهاء وجود الإرهاب الإخواني الداعشي في سيناء إلي غير رجعة, حيث كان الافتقار إلي وجود معلومات دقيقة عن أماكن وجود التنظيم في هذه المناطق المفتوحة, والتي يعرفها أهل القبائل عن ظهر قلب يؤخر من حسم المواجهة, ولكن التحول في موقف القبائل سيضع حدا لاختفاء الفئران في الشقوق, لذا يمكن القول إن مشكلة التكفيريين الهاربين من بأس جيش مصر العظيم في سيناء علي وشك كتابة فصولها الأخيرة الي غير رجعة, لقد فتح الإخوان الدواعش في سيناء علي أنفسهم عدة جبهات بعد حادث اختطاف عدد من السكان وتعذيبهم علانية ثم قتلهم وبث صورهم علي مواقع التواصل, وأيضا العملية الانتحارية بسيارة مفخخة في تجمع لقادة القبائل من البدو, ثم اختطاف أحد شيوخ الفواخرية رجل الأعمال حمدي جوده وغيرها من الهجمات علي الأهالي الأبرياء بتهمة تعاونهم مع الجيش والشرطة, وهذه الممارسات الإخوانية الداعشية أثارت القبائل البدوية كلها تحت قيادة الترابين, فكان رد الفعل السريع والحاسم بخطف إخواني داعشي وحرقه حيا وتصويره وبث هذا الانتقام علي الإنترنت ايضا, ثم قيام الترابين بالقبض علي قيادات عليا للتنظيم الارهابي وقتل العشرات في قري رفح والشيخ زويد, لم يربط القيادي المحبوس محمد البلتاجي علانية توقف الإرهاب في سيناء في نفس لحظة عودة الرئيس المعزول إلي السلطة قوله من فراغ بل إنه ترجم أساليب الإخوان في تقويض الدولة واستهدافها سواء في سيناء أو غيرها فتنظيمهم المسلح ينقسم إلي كتائب كل منها تحمل اسما مغايرا, يأتمرون جميعا من القيادات العليا سواء في السجون أو خارجها, وقبيلة الترابين التي اعلنت مساندتها لقوات إنفاذ القانون هي من أكبر قبائل سيناء و يمتد وجودها في المنطقة بين جنوب رفح حتي وسط سيناء وبإمكانها شل حركة التنظيمات الارهابية الخارجة عن القانون في هذه المناطق, الشباب والشيوخ فيها تتسم بالوطنية والوفاء عبر التاريخ, وقدمت في الماضي بطولات لا تنسي في مقاومة الاحتلال ولها صفحات مضيئة خلف خطوط العدو حتي تحقق النصر والآن يعيد التاريخ نفسه حيث تتوعد الترابين بأن تكون سيناء خالية من دواعش الإخوان خلال أيام معدودة, وإن غدا لناظره قريب.