دخلت العمليات في سيناء منعطفا جديدا، ترسمه قبيلة الترابين، التي دعت القبائل للتوحد ومواجهة خطر الإرهاب الذى يهدد الوطن، بعد اشتباكات ومواجهات نشبت الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري بين أفراد من القبيلة وعناصر تكفيرية في منطقة البرث جنوبي مركز رفح وسقط ضحيتها قتلى ومصابين. وأكدت القبيلة، في بيان لها أمس السبت، أنهم ليسوا بعاجزين عن الرد بقوة على تلك التجاوزات، وأن علاقة القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء علاقة دين ووطن ودم، لن تسقطها الأقنعة والبنادق المأجورة، أو أي جهات خارجية شغلها الشاغل تنفيذ مخططات الموساد الإسرائيلى، واختتمت برسالة لأبناء القبائل الأخرى، قائلة "ابتداء من تاريخ صدور البيان، على جميع عقلاء وحكماء القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء بالتواجد الفعلي فى الميدان وتشكيل خلية مشتركة لإدارة الأزمة على الفور وفي الحال وصف الجهود لرأب أي صدع يتسلل إلى عمق وجودنا ويهدد أمننا واستقرارنا". البيان الذي أصدرته "الترابين"، إحدى أكبر القبائل، يدعو لتأمل المشهد السيناوي، خصوصاً أنها دعت بشكل صريح للم شمل باقي قبائل سيناء لمعاونة الجيش في حربه ضد ولاية سيناء، التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، في ظل وجود تحليلات تؤكد وجود مساندة ودعم قبلي من حيث جمع المعلومات وتقصي أثر الإرهابيين. العمليات الإرهابية في سيناء انخفضت خلال الفترة الأخيرة؛ فقبل أربعة أعوام؛ أي منذ 2013 حتى بداية 2015، وقع ما يقرب من 40 عملية إرهابية، أسفرت عن استشهاد 176 ضابطا وجنديا، فضلا عن إصابة حوالي 252، نفذها تنظيم أنصار بيت المقدس (ولاية سيناء حاليا) قبل أن يُبايع تنظيم داعش. انحصار الإرهاب مؤخرا، يرجع لقدرة القوات المسلحة على شل حركة "ولاية سيناء" ومهاجمته في بؤر عديدة أدت إلى إضعافه تنظيماً، بالتعاون مع عدد من أفراد القبائل في سيناء، الذين كانوا يساعدون الجيش ك"قصاصي أثر"، لعناصر التنظيم الإرهابي. في منتصف عام 2015، ظهرت مجموعة من أفراد القبائل السيناوية، أطلقوا على أنفسهم "فرقة الموت" في شوارع مدينة الشيخ زويد ومنطقة الكوثر وحي الزهور وموقف مواصلات المدينة وسط الركاب والأهالي، كان واضح للجميع أنهم يساعدون الجيش في حربه ضد "ولاية سيناء"، وتطور الأمر إلى حمل هؤلاء الأفراد لسلاح الجيش وانتشارهم في شوارع المدينة علنا. تعاون أفراد القبائل مع الجيش ك"مقاومة شعبية" في حربه، أربك حسابات تنظيم ولاية سيناء، خصوصاً أنه استمر في حربه النفسية وروج شائعات الأسبوع الماضي، مفادها أنه قتل 40 شخصا من قبيلة الترابين، محذر باقي قبائل سيناء من الانخراط مع الجيش أو مساعدته. ولم تمر ساعات على بيان "داعش"، حتى نشرت قبيلة الترابين بيانا مضادا يُكذب ادعاءات التنظيم، معلناً الحرب عليه بشكل ضمني، حيث دعت جميع القبائل في سيناء للتوحد: «حان الوقت للوقوف صفا واحدا أمام هذا التنظيم الفاشي الذي لم يرحم شيخا ولا شابا وعاثوا في الأرض فسادا وتدميرا وترويعا للآمنين، وهذا لا يتناسب مع منهج الدعوة الإسلامية وهو الرفق واللين والرقة والرحمة ولا يقوم على العنف والشدة والغلظة والنقمة». وأكدت القبيلة أن حربها مع الدواعش ستكون مثل "الريح الشمالي، فرجال الترابين ما يهابوا الميادين مثل الصقور بعاليات الجبالي، وسيوفنا على رؤوسكم صليلها عالي، ناحرة لرقابكم يا عايشين بالضلالي، وقلوبكم سوادة لرصاصنا، ودمكم مهدور بالعالي، ومرسالنا لكل من يساعد داعش بالقول أو بالفعل أو بالرصد فعليه تسليم نفسه فورا، فانتم معروفون لدينا، وأنتم يا من تلوثت أيديكم بدماء أبنائنا فنقول لكم لقد فات الأوان، والله غالب على أمره".