ابن خلدون هو أول مؤرخ لا في الإسلام فقط بل في العهد القديم والعصور المتوسطة بوجه نسبي أيضا نظر الي التاريخ من حيث هو كل لا يتجزأ, وتخيل طريقة لتمحيص الوقائع التي تكونه, وابتدع أيضا علما إضافيا يساعد علي فهمه. ويندر أن تجد في العالم الإسلامي مؤرخين يتأملون أحيانا الوقائع التاريخية ثم لا يفوتهم أبسط ضروب النقد وأسهلها... ابن خلدون نظر الي التاريخ نظرة واسعة النطاق استطاع معها أن يظفر منه بشيء يستحق أن يدرس في ذاته ولذاته بعيدا عن الاعتبارات والنتائج العملية التي لم يهتد أحد قبله الي فصلها عنه. هذه الكلمات من الرسالة التي نال بها طه حسين شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون في سنة1917, والتي نشرت في كتاب عام1925 قام بترجمته من الفرنسية الي العربية الأستاذ محمد عبد الله عنان المحامي.الكتاب بعنوان فلسفة ابن خلدون الاجتماعية, مطبعة الإعتماد,.1925 يقع الكتاب في184 صفحة تشمل كلمة المترجم. كان طه حسين قاسيا علي إبن خلدون الذي يتفق علي عبقريته القاصي والداني والعدو والصديق, فقال في مقدمة رسالته عنه: قد لا يجب أن نصف ابن خلدون بالعبقرية. كان إبن خلدون عقلية عملية. لم تمكنه حياته الدبلوماسية التي إمتزجت أيما إمتزاج بالدسائس والمصاعب السياسية, من أن يطيل التأمل في نفسه أو في الحياة الأخري. علي أنه إستخرج من تلك الحياة ذاتها ومن دراسته لتاريخ الإسلام ومختلف النظريات الفلسفية التي عرفها المسلمون دراسة عميقة مستفيضة وفلسفة جديدة موضوعها المجتمع وتاريخه. احتلت رسالة دكتوراه الدكتور طه حسين165 صفحة من الكتاب وشملت مقدمة المؤلف وقائمة المراجع التي إستخدمها وعددها عشرون مرجعا, منها فقط ثلاثة مراجع عربية, وهي قائمة هزيلة بكل المقاييس ومدونة بطريقة خاطئة ومخافة لمتطلبات رسائل الدكتوراه في أي مكان وزمان. تحتوي الرسالة الي جانب ذلك عشرة فصول: الفصل الأول عن ابن خلدون: حياته وأخلاقه ومؤلفه. يقول طه حسين عن تعليمه وثقافته أنه: حفظ القرآن ورواه بالقراءات السبع, ودرس السنة علي كتابين شهيرين هما موطأ مالك وصحيح مسلم وبعض نبذ من صحيح البخاري. ويدل الفصلان اللذان كتبهما في مقدمته عن المهدي ونهاية العالم أنه كان متقنا لدرس السنة, ودرس الفقه والنحو, وأنه استظهر كثيرا من شعر الجاهلية وكثيرا من نظم العصر العباسي. أما العلوم فلم يذكر في الترجمة كتبا عنها, ولكنه يقول أنه درس المنطق والكلام. يستمر الدكتور طه حسين في إلقاء الكثير من الضوء علي أسفاره ومعاناته ودراساته, وأنه يحمل عدة اجازات. ويذكر المؤلف أنه إشترك مع الأمير محمد المهدي حاكم بجاية الذي كان حينئذ سجينا بفاس, وأخذا يدبران معا أسباب ثورة تعيد للأمير سلطته علي أن يكون إبن خلدون وزيرا له. ولكن إفتضحت المؤامرة وألقي إبن خلدون في السجن حيث قضي فيه ثلاث سنوات, أخلي بعدها سبيله. يسرد طه حسين المؤامرات والخيانات الأخري والدسائس التي اشترك وأسهم فيها إبن خلدون حتي قدومه للقاهرة وإنبهاره بها وتسميته لها بعاصمة الإسلام, وقضائه بها إثني عشر عاما, وحيث صقل بها معارفه وقدراته. ولم يقدم لنا المراجع الداعمه لتلك الإتهامات القاسية غير مرجع لأحد المستشرقين هو ده سلان, وهو الأمر الضروري واللازم في رسائل الدكتوراه. يخلص الدكتور طه حسين الي استنتاجه: إني أعتقد أن إبن خلدون كان قبل كل شيء سياسيا وافر الحكمة والبراعة. علي أنه لم يستخدم براعته السياسية لتأييد دولة أو أسرة كما إستخدمها لمنفعته الشخصية. كانت تغلب فيه عاطفة الأثرة وذلك واضح في ترجمته وضوحها في جميع مؤلفاته. ومن الممكن جدا أنه لم يكتب ترجمته إلا حبا في التحدث عن نفسه ورغبة في الظهور... ولم يذكر التاريخ الإسلامي قط كاتبا أشد إكبارا لنفسه وأوفر شعورا بقيمته, مضحيا بالدين والأخلاق في سبيل أطماعه الضخمة.. علي أن الذي يعنينا من أمره بنوع خاص هو توقد ذكائه وسمو فكره ذي الرجاحة النادرة وسعة معارفه ورسوخها, وطرافة آرائه ونفاسة مؤلفاته. ألف ابن خلدون كثيرا من الكتب في موضوعات شتي منها كتبا في المنطق ومختصرا لإبن رشد, وألف كتبا في الفقه والرياضة وفي الأدب. غير أن كتابه الأهم هو تاريخ إبن خلدون الذي يقص فيه تاريخ العالم منذ بدأ بدأ الخليقة الي نهاية القرن الثامن الهجري. يقول طه حسين: وبعد رحلته لمصر وإحتكاكه بالمشرق أتم مؤلفه وأسماه كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر. وينقسم الي ثلاثة أقسام, يتضمن الأول تمهيدا في درس التاريخ ومقدمة في الحضارة هي موضع بحثنا, ويتضمن الثاني تاريخ العرب وغيرهم من الشعوب منذ بدء الخليقة حتي نهاية القرن الثامن, ويتضمن الثالث تاريخ البربر, وينتهي هذا الجزء بترجمة المؤلف التي تشغل وحدها كتابا مستقلا عنوانها رحلة ابن خلدون في المغرب والمشرق. في الفصل الثاني يناقش طه حسين فهم إبن خلدون للتاريخ ومنهجه التاريخي. عن ذلك يقول طه حسين: كان إبن خلدون يحيط كل أعماله بعناية دقيقة, فقد كونته دراسة طويلة راسخة لجميع العلوم التي عرفها العرب الي عهده, وخبرة مستمرة بالإضطرابات السياسية التي هي كل التاريخ الإسلامي في القرن الثامن الهجري. وعن منهج إبن خلدون فهو كما وصفه إبن خلدون نفسه في مقدمته: التاريخ في مظاهره لا يزيد علي أخبار عن الأيام والدول, وفي باطنه نظر وتحقيق, وتعليل للكائنات ومباديها دقيق, وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق, فهو لذلك أصيل في الحكمة وعريق, وجدير بأن يعد في علومها وخليق. ومن هنا فإن هناك إجماعا لدي الجميع أن ابن خلدون هو أول من جعل التاريخ علما. ويري إبن خلدون أن العلم الذي أنشأه لا يقتصر علي أن يسبر غور الماضي بل يمكنه من التنبؤ بالمستقبل أيضا. يعارض الدكتور طه حسين في رسالته إجماع المؤرخين من الشرق والغرب علي أن إبن خلدون هو أول من إعتبر التاريخ علما بقوله: إن إبن خلدون لم يفكر مطلقا في أن يجعل من التاريخ علما بمعني الكلمة.. وأن مؤلفه التاريخي من الوجهة العملية لم يحقق الغاية العلمية التي نسبت إليه. رأي ابن خلدون لأجل أن تسير المباحث التاريخية في طريقة حسنة, ولأجل أن تجتنب الأغلاط التي وقع فيها المؤرخون يجب أن يبحث باديء بدء عن الأسباب التي أدت الي هذه الأغلاط, وأن أول شرط يجب علي المؤرخ مراعاته هو عدم التشيع( الالتزام بالحيادية), والمنشأ الثاني للخطأ هو تصديق المؤرخ لما يرويه الناقلون وهو ما يضطره أن يقبل كل ما يروي دون فحص, وأنجع وسيلة لإجتناب هذا النوع من الخطأ هي أن تستخدم للتمحيص مع كثير من العناية والتأمل طريقة يعرفها المسلمون جيدا هي طريقة التجريح والتعديل التي إبتدعها رواة السنة النبوية. والمنشأ الثالث للخطأ هو الجهل بطبائع الأحوال في العمران, فإن المؤرخ الذي لا يلم بطبائع المجتمع ولا يستطيع أن يفرق بين ما يتفق وما لا يتفق مع طبائع العمران يفقد أثمن وسيلة لتمحيص الوقائع. يري إبن خلدون أن هناك ظواهر ضرورية عامة تنشأ عنها قوانين يجب علي المؤرخ الإلمام بها إذا أراد كتابة التاريخ, هذه القوانين هي قانون العلية أي ربط السبب بالمسبب, وقانون التشابه: الماضي أشبه بالآتي من الماء بالماء, فالمجتمعات البشرية كلها تتشابه من بعض الوجوه, والسبب الجوهري في المشابهات الإجتماعية هو الوحدة العقلية للجنس البشري, والقانون الثالث هو قانون التباين ويقصد به أن كل المجتمعات ليست متماثلة بصفة مطلقة بل توجد بينها فروق يجب أن يلاحظها المؤرخ: ومن الغلط الخفي في التاريخ الذهول عن تبدل الأحوال في الأمم والأجيال بتبدل الأعصار ومرور الأيام وهو داء دوي شديد الخفاء إذ لا يقع إلا بعد أحقاب متطاولة فلا يكاد يتفطن إليه إلا الآحاد من أهل الخليقة وذلك أن أحوال العالم والأمم وعوائدهم ونحلهم لا تدوم علي وتيرة واحدة ومنهاج مستقر إنما هو إختلاف علي الأيام والأزمنة وإنتقال من حال الي حال. يقول طه حسين: وإذا كان قانون التشابه يستند أحيانا الي المباديء العقلية وأحيانا الي الوقائع فإن قانون التباين قانون تجريبي محض وليس له من أسباب تدخل في حيز الدين أو فيما وراء الطبيعة, وينسبه إبن خلدون الي أسباب جغرافية وطبيعية وإقتصادية وسياسية, وبالرغم من توحيد الأرواح وإتفاق الأصل فإن المجتمع البشري يتأثر بمؤثرات تبعث إليه الخلاف والتباين. فهناك تأثير الإقليم ثم التأثير الجغرافي الذي هو مصدر الخلاف بين أهل البدو وأهل الحضر وبين المجتمعات التي تسكن بالقرب من البحر والتي هي في الداخل بعيدة عنه, وهناك أيضا التأثير الإقتصادي, وأخيرا يتغير المجتمع تبعا لشكل الحكومة. يشمل الفصل الثالث من رسالة الدكتوراه إيضاح الغرض من المقدمة, والمباحث الاجتماعية قبل إبن خلدون, وفهمه للمجتمع ودرسه له, ثم المقدمة ذاتها وعلم الاجتماع. طبقا لطه حسين فإن إبن خلدون يري أنه يجب ألا يكون للتاريخ سوي غاية واحدة هي أن تشرح بواسطة القصص تطورات المجتمع البشري في أدواره وأشكاله المختلفة وأن ذلك يحدث طبقا لقوانين. وبالتالي فإن الغرض من مقدمة إبن خلدون هو شرح هذه القوانين وتقرير الطرق التي تؤثر بها في المجتمع حتي يمكن فهم التاريخ فهما صحيحا. يؤكد إبن خلدون أن العلم الذي وضعه علم مستقل لأن له خواص العلم المستقل, فله موضوع خاص به وله مسائله وله غايته. ورغم اتفاق الأولين والآخرين علي مساهمات إبن خلدون الأصيلة, إلا أن الدكتور طه حسين يعارض ذلك ويحمل علي إبن خلدون بشدة: إبن خلدون يعتقد بحق أنه أول من إبتدع ذلك العلم وأول من شرحه, وهو فخور بذلك, وأكثر افتخارا بما بدا له من أن ذلك العلم يفيد في درس التاريخ فائدة مباشرة محققة, بل هو يقرر أنه ضروري لذلك الدرس. يخطئ إبن خلدون في اعتقاده أن العرب ترجموا معظم الفلسفة اليونانية, فهم في الواقع لم يعرفوا منها سوي مباحث ما وراء الطبيعة والمنطق والفلك والعدد والهندسة وقليل من الأخلاق, بل لقد عرفوا ذلك بطريقة شديدة النقص, وبقي قسم الفلسفة اليونانية الذي يقارب عمل ابن خلدون مجهولا منهم تمام الجهل. يقول طه حسين عن فهم إبن خلدون للمجتمع: نري من قراءة المقدمة أنه لا يشير إلا الي شكل إجتماعي واحد هو الدولة المنظمة التي يسميها أحيانا بالشعب وأحيانا بالأمة. وهو يجتهد في أن يدرس أطوارها المختلفة ومنشأها وكيفية تقدمها وعلوها حتي الذروة ثم إنحطاطها الذي يعقب ذلك مباشرة. وهو لا يكتفي بشرح هاته التطورات المتوالية وقوانينها بل يحاول فوق ذلك أن يفرق بين الظواهر الإجتماعية التي تقترن بها بمقارنات بينها توضح مسبباتها ونتائجها. هو مثلا يهتم بالقبيلة البدوية لأنها في رأيه أصل كل دولة, تدفعها حياة القناعة والخشونة والعصبية التي تمدها بقوتها الي الفتح وتسبغ عليها الي حين ما سلطة لا يشوبها الإستبداد, ثم تنغمس في الترف فتفقد العصبية وتصير الي الإستبداد ثم الي الإضمحلال: تلك هي ذروة عمل إبن خلدون إذا صحت التسمية: وإذا فهمنا تلك الأدوار جيدا وأمكننا أن نعرف الأسباب المتحدة والدائمة التي تقضي الي نتائج واحدة وكيف أن التاريخ بذلك يعيد نفسه في كل مكان وزمان إستطعنا أن نفهم التاريخ وأن نكتبه. يستمر طه حسين في شرح فهمه لمقدمة إبن خلدون بتوضيح أن الطريقة التي تنمو بها الدولة تشبه تلك التي ينمو بها الفرد حتي أن ابن خلدون كثيرا ما يشبه الدولة بالفرد, فالدولة كالإنسان تولد وتنمو وتموت ولحياتها حدود معينة الحياة الإنسان, هذا فضلا عن أن تطوراتها هي نفس تطورات الحيله الفردية, فلها طفولتها إذ تكون ذات بساطة وخشونة في الأخلاق وإذ تقل حاجاتها, ولها فتوتها إذ تدفعها قواها النامية الي الفتح, ثم نضجها إذ تتدبر شئونها وتتجد أطماعها ثم يعقب ذلك دور الاضمحلال. هذه خلاصة ما تحتويه مقدمة إبن خلدون بصفة عامة. يتساءل طه حسين في رسالته: هل يكفي أن نعتبربحثه باكورة لما نسميه اليوم علم الإجتماع؟. إني أعتقد أن ذلك يكون مبالغة كبيرة, أولا لأن موضوع بحث إبن خلدون وهو الدولة أضيق من أن يصلح موضوعا للإجتماع, فهو جزء منه وذلك الجزء أبعد من أن يكون كلا له. أما بحث إبن خلدون فلا يمكن إطلاقا أن يعتبر تخصيصا إذ أنه لم يشعر بأهمية المظاهر الإجتماعية التي لم يدرسها, ولا يمكن أيضا أن يعتبر المظهر الإجتماعي الذي إقتصر علي ملاحظة مبدأ بحث إجتماعي وذلك لشدة تعقيده فهو لا يمكن أن يكون نقطة إبتداء للعالم الإجتماعي بل هو نقطة إنتهاء له. يخلص طه حسين في رسالته عن مقدمة إبن خلدون الي رأي مخالف للكثيرين من المختصين والمستشرقين بقوله: يجب ألا نستنتج من كل ذلك أن ابن خلدون قد إستخرج سياسته الاجتماعية من العدم أو أنه أوحتها إليه عبقرية خارقة. الحقيقة أن رأي إبن خلدون في المجتمع ومنهجه لدرسه لا يضعانه في صف علماء الاجتماع الحديثين, بل لم يكن لإبن خلدون رأي واضح فيما يميز المجتمع من الأفراد, ومن أسس الاجتماع وجوب تمييز حقيقة اجتماعية وإلا كان الإجتماع ضربا من تعميم علم النفس ليس غير. بل أن كون منهج إبن خلدون لم يتحرر من عادات عصره تحررا كافيا ليكون علما حقيقيا وليجعل الي درجة كافية من الحادث الاجتماعي موضوعا, يضع حائلا بين عمله وبين العلم الحديث. وأخيرا يدرس إبن خلدون المجتمع ليشرح التاريخ ويجب لأن يوصف الاجتماع بأنه علم أن يكون مستقلا. هو لم يرد أن يدرس الحضارة فقط بل أراد أن يدرس قوانين التقدم الإنساني بصفة عامة, ولهذا سمينا بحثه الفلسفة الاجتماعية, لأن الآراء التي يشرحها ليست موضوعية بدرجة كافية لأن تجعلها علمية ولم تعرض بالطريقة القصصية التي هي طريقة التاريخ, هو نزع من التأمل في الحضارة تدعمه أدلة تاريخية أو غيرها. يجب هنا أن اذكر أن المؤرخين الغربيين لهم رأي مخالف بالكامل عن رأي الدكتور طه حسين ومنهم المؤرخ العظيم ارنولد توينبي صاحب أكبر مؤلف تاريخي علي الإطلاق وهو دراسة في التاريخ, حيث يقول: إن إبن خلدون في المقدمة التي كتبها لتاريخه العام قد أدرك وتصور وأنشأ فلسفة للتاريخ هي بلا شك أعظم عمل من نوع خلقه أي عقل في أي مكان وزمان. كما كتب المؤرخ روبرت فلن عن المقدمة: أن علي من يقرأ مقدمة إبن خلدون يجب أن يكون ذا عقل علمي حر خال من المؤثرات المختلفة, فليس من شيء تضيع الحقائق معه كعدم التجربة أثناء البحث العلمي كما أنصفه الأفذاذ من معاصريه ومنهم المقريزي بقوله: إلا أنه لكثرة فضله وعظيم سيادته ونبله لم يعد قط عدوا ولا حاسدا ولم يفقد في حال من الأحوال ضد معاندا.