آمالنا عريضة وطموحاتنا كبيرة في أن يكون رئيس وأعضاء الهيئة الوطنية للإعلام عند حسن الظن بهم, باذلين أقصي جهدهم من أجل تطوير وتجديد وتحديث خريطة الإعلام المصري, بحيث تكون هذه الخريطة مرآة عاكسة لكل ما يجيش في قلوب أبناء مصر من رغبة قوية في نهضة اقتصادية وثقافية وعلمية وذلك من خلال برامج تعرض بكل الشفافية مشكلات المواطنين وتعمل علي حلها, وبرامج تفتش عن المواهب الفنية والأدبية والعلمية التي تعيش في مناحي المحروسة وتحتاج لمن يجهد نفسه في اكتشافها, وبرامج تحفز المواطن لكي يرتقي الصعب ويجتاز الموانع ويتخطي السدود ليحقق ذاته ويبني صروح المجد, وبرامج تبث روح التفاؤل وتحث الناس علي التفاني في إجادة العمل ومضاعفة العرق والعطاء في سبيل رفعة مصر , برامج تحض النفوس علي البعد عن الشللية والنفاق والسبهللة والاتكالية, وأداء الواجب بالإتقان المطلوب ممن أتمنهم الوطن علي وسائل الإعلام المرئي والمسموح أن يقدموا فكرا جديدا فهناك برامج عديدة تقدم خلال الشاشة وعبر الميكروفون تتسم بأنها تقليدية عفي عليها الزمن وتقدم بشكل روتيني, وفي هذا السياق فإنه من واجب الهيئة أن تنظر بعين ثاقبة ورؤية إيجابية إلي معيار الكفاءة والإجادة بحيث يعامل كل حسب قدراته وحسبما يقدمه من جهد وعرق, وليس كما هو الحال الآن حيث نشاهد من لا يجيد متساويا في كل المميزات مع المجتهد. وهنا لابد من وقفة مع اللائحة المطبقة الآن في ماسبيرو والتي يتساوي فيها الخامل مع النشيط والمتواكل مع المجتهد. إن ماسبيرو قلعة من قلاع الثقافة والتنوير بل هو أكبر قلاع الثقافة والتنوير والفن الراقي, هو مبني عريق له تاريخه, إنه مبني زاخر بكفاءات وأصحاب الخبرات كل ما في الأمر أنه يتوجب أن نتعرف ونبحث عن الكيفية التي توصلنا إلي الاستفادة القصوي من هذه الكفاءات وهذه الخبرات. خاصة أن كل السادة الذي تشكلت منهم الهيئة لهم باعهم الطويل في ساحة الإعلام الرسمي, وبالطبع لديهم أفكار ثاقبة, ومن هنا فإن الفرصة سانحة للتطوير والتجديد ليعود ماسبيرو, وقد أمسك بعصا الريادة من جديد. ثم ان ماسبيرو هو من يحافظ علي المهنية والموضوعية وهو لا يبث إلا الإعلام المتميز بالمصداقية بخلاف ذلك الإعلام الذي لا يأبه بمفردات الإعلام التي تتسم بالنزاهة. ومن هذا المنطلق فإن المطلوب من الدولة أن تقدم الدعم اللازم لماسبيرو الذي أشعر أنه في الفترة الأخيرة أصبح يسير بخطي حثيثة نحو الأفضل ونحن لا ننكر نجاحه وبتفوق في تغطية الأحداث الأخيرة خاصة تغطيته لما وقع من إرهاب دنئ في كنيستي طنطا والإسكندرية, فقد كان هو الأسرع في التغطية والأكثر التزاما بقواعد المهنية دون غمز أو لمز كما حدث في بعض القنوات الخاصة. ومما يغمرني بالتفاؤل أن أشاهد أبناء ماسبيرو والثقة تملأ قلوبهم بعد استلام الهيئة الجديد لمقاليد الأمور, وأنهم قادرون علي تخطي الصعب وكتابة صفحات جديدة لعودة الريادة, إن دعم الدولة لماسبيرو أمر مطلوب وفوري وليس من المعقول أن تبدو استوديوهات التليفزيون الرسمي وديكوراتها تكاد تكون بالية بل إن هناك العديد من البرامج تقدم بديكور واحد. وبالطبع نثق تماما أن الهيئة الجديدة, ستبذل الجهد من أجل استغلال طاقات ماسبيرو لتطوير الشاشة والميكروفون, وذلك من خلال عملية الهيكلة التي تنشدها الجميع خاصة هيكلة البرامجيين واختبار المتميزين منهم ليقودوا العمل في الشبكات والقنوات. الآمال عريضة والطموحات كبيرة كل ما في الأمر أننا نرجو عملا جادا وفعالا وأفكارا جديدة خارج الصندوق كل الأمنيات الفنية للهيئة الوطنية للإعلام.