في هدوء تام فقد الفن المصري والوسط الغنائي الملحن الكبير إبراهيم رجب احد عمالقة الجيل الذهبي للأغنية, وعلي الرغم من هذا غاب أهل الفن عن جنازته التي شيعت امس من مسجد الخلواتي علي أن يقام العزاء اليوم بمسجد الرحمن الرحيم, كما لم تصدر نقابة الموسيقيين أي بيانات نعي او عزاء للراحل. تخرج رجب من معهد الموسيقي عام1958, وعلي مدي نصف قرن تعاون مع كبار الشعراء والمطربين, حيث قدم عددا كبيرا من الأغاني الوطنية من أبرزها يا بلدنا لا تنامي,من قلب المواكب لعبد الحليم حافظ, تعيشي يا بلدي,يا بيوت السويس مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي وغناء محمد حمام, ياما زقزق القمري غناء ماهر العطار, وغيرها من الروائع الوطنية التي حرص علي تقديمها, هذا إلي جانب تقديمه عدد من الأعمال الإذاعية والتليفزيونية والمسرحية, مثل فوازير نيللي وشريهان وسمير غانم وبوجي وطمطم, وغيرها من الأعمال الدرامية, إضافة إلي البرنامج الإذاعي شاعر عباد الله أشعار فؤاد حداد, وإلقاء صلاح جاهين, الذي تتضمن30 أغنية, وبرنامج صور وحكايات الذي يحوي68 أغنية, المسرحية الغنائية حلم ليلة صيف, مسلسل الأطفال الغنائي كان يا ما كان لصفاء أبو السعود. ومن أشهر الأغاني التي لحنها إبراهيم رجب أغنية أنا عايز صبية التي غناها المطرب محرم فؤاد, من كلمات عبد الرحمن الأبنودي,كما كتب له الشاعر الكبير سيد حجاب أغنية يلا بينا تعالوا والتي غناها محمود عبد العزيز في فيلم الكيت كات, وخلي بالك من زوزو, كما غني له المطرب محمد قنديل أغنية ولا غني ولا صيت من كلمات الشاعر فؤاد حداد, وغني له محمد رشدي أغنية مجاريح, وأغنية أنا بيه التي غناها أحمد زكي في فيلم البيه البواب إلي جانب مسرحيتي البرنسيسة وخد الفلوس واجري, واستطاع رجب ان يشكل ثنائيا ناجحا مع الشعراء عبد الرحمن الأبنودي,وصلاح جاهين, بالإضافة إلي الموسيقار سيد مكاوي والذي ساهم في تعليمه وعشقه للموسيقي ليكون بمثابة المدرسة التي تخرج منها هو وصلاح جاهين. لم يكن التلحين أول أهداف إبراهيم رجب, ولكنه بدأ حياته ممثلا في مسرح القاهرة للعرائس, حيث كان أول أعماله مسرحية الشاطر حسن تأليف صلاح جاهين, وألحان علي إسماعيل, وبطولته وصلاح السقا, ثم توالت الأعمال, إلي أن تركه ليعمل كمدرس موسيقي في مدرسة ببنها, ثم عاد بعد عامين كلاعب عرائس مع افتتاح التليفزيون عام1960 حيث تفرغ للتلحين لبرامج العرائس في التليفزيون, وكانت أول أغنية قدمها إبراهيم رجب للمطرب إبراهيم حمودة, كلمات صلاح جاهين وكانت بعنوان آخر غرام, وقام المخرج الإذاعي فؤاد شافعي بتصويرها علي هيئة فيديو كليب. وعلي الرغم من الكم الكبير من الألحان والموسيقي التصويرية للأغاني والمسلسلات التلفزيونية والمسرحيات والأفلام والاستعراضات الفنية المتنوعة, فإن رجب لم ينل نصيبه من الشهرة أسوة بغيره من الملحنين المصريين, وشهد عام2000 آخر نشاطاته الفنية, بتلحين مسرحيتين للأطفال بعنوان الرحلة العجيبة واحتجاج علي الشمس, ونال عليهما جائزة أحسن ملحن من وزارة الثقافة المصرية.