جمعتهما مهنة البحث عن الخردة وسط أكوام القمامة المنتشرة بدروب وشوارع منطقة شبرا الخيمة فتعرفا علي بعضهما رغم فارق السن الذي تجاوز الخمسة عقود ولكن الفارق الكبير بينهما لم يكن عائقا في توطيد علاقاتهما التي تجاوزت كافة الحدود وانتهت بمقتل العجوز علي يد شاب يصغرها ب50 سنة وإلقائه جثتها بإحدي المصارف للتخلص منها.. هي سيدة عجوز تجاوزت العقد السابع من عمرها بسنة تعيش بمفردها داخل شقة بعزبة القطاوي بنطاق دائرة قسم شبرا الخيمة ثان.. وهو شاب لم يتجاوز عامه ال21 تمرد علي حياته منذ صغره بدءا من تهربه من دراسته في مراحلها المبكرة وكافة الحرف التي حاول ذويه تلقينه أيا منها في نشأته ولكنه فضل المكوث في الشارع.. انغمس مينا وسط بيئته الجديدة التي تعلم منها كافة أنواع الجرائم وتعرف علي من علي شاكلته ممن في مثل سنه أو يكبرونه بقليل ومارس معهم كافة أنواع البلطجة والتسول من الأهالي.. مرت الأيام علي الصبي الصغير كبر بعدها واشتد عوده وهو مازال علي دربه المعوج.. يتسكع بين الشوارع حتي عرض عليه أحد الأشخاص العمل معه في مهنة البحث عن الخردة وسط أكوام القمامة يجوب الشوارع علي عربة كارو يفتش وسط أكوام القمامة المنتشرة بحثا عن مبتغاه.. وفي إحدي المرات تعرف مينا علي امرأة عجوز كانت تبحث بين القمامة عن ورق الكراتين لتعيد بيعها لمن يرغب في شرائها مقابل بضعة جنيهات تقتات بهما لقمة عيشها وتكررت اللقاءات التي جمعت بينهما بحثا عن الرزق حيث كانت العجوز وتدعيعطيات تشعره بأنها بمثابة الأم له وتحنو عليه من وقت لأخر.. استمرت العلاقة بينهما علي هذا النحو عدة شهور ولكن سريعا ما تبدل الأمر وتطورت العلاقة بينهما بعد أن سيطرت عليهما غريزتهما وخضع كل منهما لرغباته الشيطانيه حيث اعتادا التقابل سويا داخل مسكن العجوز بعد انتهاء يومها حتي تملك منهما الشيطان وانتهت بالعثور علي العجوز جثة داخل جوال ملقي بأحد المصارف بشبرا الخيمة.. بدأت تفاصيل القصة تتكشف عقب ورود إخطار للواء أنور سعيد مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية من اللواء علاء الدين سليم مدير المباحث الجنائية يفيد بعثور الأهالي علي جثة داخل جوال ملقاة بمصرف القطاوي بدائرة شبرا الخيمة ثان.. وبانتقال العميد محمد الألفي رئيس مباحث المديرية والرائد أحمد سامي رئيس مباحث شبرا الخيمة ثان تبين أن الجثة لسيدة في العقد السابع من عمرها ترتدي جلبابا كحلي اللون وحافية القدمين كما تبين من المعاينة إصابتها بتهشم بفروة الرأس وكدمات بالوجه وآثار تآكل بجلد اليدين ولم يعثر بحوزتها علي ثمة متعلقات شخصية تفيد في تحديد شخصيتها.. وبتكثيف تحريات رجال المباحث بمكان العثور علي الجثة تعرف عليها الأهالي موضحين أنها لسيدة تدعي عطيات... وتبلغ من العمر71 عاما وهي ربة منزل وتقيم بمفردها داخل شقة بمنطقة عزبة القطاوي دائرة القسم.. تم التنسيق مع مصلحة الأمن العام بقيادة اللواء جمال عبد الباري مساعد وزير الداخلية للقطاع وتشكيل فريق بحث علي مستوي عال تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مدير المباحث لسرعة كشف غموض الواقعة والقبض علي الجناة.. اعتمدت خطة البحث التي باشرها العميد محمد الألفي رئيس مباحث المديرية والعقيد محمود هندي مفتش الأمن العام علي بعض النقاط أهمها فحص المجني عليها وأهليتها وعلاقاتها وتعاملاتها وفحص قاطني العقار التي تسكن به ومن كان يتردد عليها وتجنيد المصادر السرية بمحيط الحادث لجمع المعلومات التي تفيد في كشف اللغز.. وأثناء تنفيذ فريق البحث بنود الخطة التي شارك فيها العقيد محمد عبد الهادي رئيس فرع البحث الجنائي بشبرا الخيمة والرائد أحمد سامي رئيس المباحث بدأت المعلومات تتكشف حيث تبين اعتياد شاب يدعي مينا. م21 سنة عامل جمع خردة وشهرته مينا العجل التردد علي مسكن المجني عليها كما تبين مشاهدته في مسرح الحادث في وقت معاصر لارتكاب الواقعة.. وبتكثيف التحريات حول المشتبه فيه ومراقبته تبين أنه وراء ارتكاب الواقعة وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن ضبط وإحضار للمتهم وتم إعداد مأمورية من رجال المباحث للقبض عليه حيث تم ضبطه وبمواجهته انهار واعترف بارتكاب الواقعة وأقر بمعرض اعترافاته أنه تعرف علي المجني عليها من خلال عمله في جمع القمامة وفي الأونة الأخيرة صارت بينهما علاقة غير شرعية ويوم الحادث نشبت بينهما مشادة تطورت لمشاجرة قام علي إثرها بضربها بحجر علي رأسها فسقطت وسط بركة من الدماء وفارقت الحياة.. وأضاف المتهم في اعترافاته أنه عقب تأكده من وفاتها قام بالاستيلاء علي كيس النقود الخاص بها ووضع جثتها داخل كيس قمامة ووضع بداخله بعض الحجارة لإثقال وزنها وقام بإلقائها بمصرف القطاوي وتم بإرشاد المتهم العثور علي كيس النقود الخاص بالمجني عليها وبداخله مبلغ75 جنيها وتم التحفظ عليه.. تم تحرير المحضر اللازم وإحالة المتهم للنيابة العامة التي تولت التحقيق.