يقول الدكتور محمد الطيب خضري العميد السابق للدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بكفر الشيخ إن مصيبة الأمة الإسلامية في عصرنا أن أقوال الناس أصبحت مخالفة لأفعالهم فأصبح الناس يقولون ما لا يفعلون وقد خاطب الله تعالي الأمة علي مر العصور بقوله سبحانه وتعالي يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون فالتحذير الإلهي للأمة جمعاء من مخالفة أفعالها لأقوالها ثابت في كتاب الله عز وجل. وقد حظر الله عز وجل أن هذا الأمر يكون من أمقت الأفعال عند الله عز وجل. فأصبحنا نري الناس يقولون أقوالا ثم بمطابقة أفعالهم نجد أن أفعال الناس مخالفة لأقوالهم. وتلك طامة كبري سواء أكان هذا الأمر من إنسان عادي أو متعلم أو عالم بأمور الشريعة. فتلك مصيبة أصبحت عامة. بين الغالب الأعم من الناس. حتي بين المتصدين للدعوة. نجد أن أقوالهم تخالف أفعالهم. وقد تبين النبي صلي الله عليه وسلم أن أول من تسعر عليه النار عالم. وفي رواية أن أول من يدخل النار عالم خالف قوله فعله. وتلك وآل كل من يخالف قوله فعله سواء سواء كان متعلما أو غير متعلم أو عالما لأن الإنسان في حقيقته المقترنة بتصرفاته في حياته الدنيا ما هو إلا كلمة إن قال صدق وإن وعد أو في. فإن خالف ذلك كان له عند الله عز وجل ما أعده الله عز وجل لأمثاله من كل من يخالف قوله فعله. ويضيف الطيب خضري أن كلمة الإنسان إما أن تكون طيبة لأنها طابقت فعله وإما أن تكون خبيثة إن خالفت الكلمة فعله. وضرب الله عز وجل في القرآن الكريم مثلا لذلك فقال سبحانه وتعالي ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون. ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار فعلي الناس أن يدركوا أن الكلمة إن خرجت من اللسان فهي دستور علي صاحبها محاسب عليها بين يدي ربه سبحانه وتعالي. ومطالب هو أولا بالالتزام بها والعمل عليها وإلا أصبح صاحبها كمن يأمر بمعروف ثم ينسي نفسه عنه كما قال الله سبحانه وتعالي في محكم التنزيل أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ومن هنا كانت مصيبة أي إنسان أن يخالف قوله فعله أو تكون تصرفاته مخالفة لأقواله. وقد سأل سيدنا معاذ رسول الله صلي الله عليه وسلم قائلا له هل سنحاسب علي ما يتكلم فيه ألسنتنا؟ فقال عليه الصلاة والسلام ثكلتك أمك يا معاذ. وهل يكب الناس علي مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم أقتبس بكل ذلك أن الإنسان يجب عليه أن تكون أفعاله مطابقة لأقواله. وأن تكون كل كلمة بقولها أو يعظ الناس بها يكون قد امتثل بها قبل قولها.