شيء مرعب أن يظلم قلبك وتفقد قدرتك علي الوعي فلا تري في نفسك غير الدم لغة تتواصل بها مع الحياة وأنت علي يقين زائف أنك صاحب رسالة وفي الحقيقة لست إلا ألعوبة في يد تلهو بمقدرات شعب آمن مستقر من عمق التاريخ إلا منك ومن هم علي شاكلتك.. ترتدي مسوح الشيطان وتتواري خلف ستار ديني حاملا في جوفه ذئبا تأتي وفي ركابك الموت في كل اتجاه......! تري ما الذي كان يدور في عقلك ساعة أن اقترب منك ضابط الحراسة بالكنيسة ملتاعا يحتضن الموت فيك ويمنعه من الدخول ؟ ألم تفكر لحظة أنك بعد أقل من لحظة سوف تقفان أمام الله الحق العدل تختصمان وكل منكما مات علي ما هو عليه.. واحد احتله الشيطان عقلا وقلبا فعاث في الأرض قتلا وتدميرا يرفع رايات الإصلاح بالخراب. واحد دفعته إنسانيته أن يواجه بقلب هابيل الشر في قلب أخيه قابيل ويرتمي في حضن الموت دفاعا عن بشر يقف عليهم حارسا وهم ليسوا من دينه ولكنهم علي دين إنساني واحد يعبدون الله الخالق, يقف أمامه يشكوه ما فعل أمثالك بالآمنين من عباده في يوم عيدهم قتلا وتفجيرا. لعل من دفعوا بك إلي آتون الشر وتفجير الكنيسة وزهق أرواح الأبرياء ثملوا الآن من نشوة الموت ويرقصون مع الشيطان رقصته الأخيرة علي أشلاء وطن يريدون به الخراب. كيف لنا أن نقف أمام أفكار هدامة ترجمتها نفوس مريضة إلي إرهاب الغير تحقيقا لأطماع وإرادة من لا يريدون بهذا البلد خيرا ؟ هل نواجه الفكر الأسود بأهازيج الأغاني الوطنية تنوح علي شهدائنا كل يوم بلا فاعلية حقيقية لدرء هؤلاء القتلة باسم الدين ؟ متي ندرك أن مصطلح الخطاب الديني الذي ننادي بإصلاحه ليس مجرد رجل يقف علي منبر يتشدق بآيات التسامح وحكايات التراحم بين المسلمين والمسيحيين بلا استراتيجية مجتمعية شاملة وواضحة يعمل عليها الجميع كل في مكانه لشرح صحيح الأديان السماوية جمعاء وكيف أنه يجمعها رباط واحد من الحب للجميع يا سادة ما وقع من تفجير في كنيستي طنطا والإسكندرية زرع الخوف في نفوسنا جميعا نحن المصريين مسيحيين ومسلمين مصابنا واحد والألم يسري في جسد الأمة كلها في النهاية المواجهة ليست أمنية وإنما هي مجتمعية في المقام الأول يتضافر فيها الجميع من أجل هدف واحد هو تطهير هذا البلد من الفكر المتطرف بدءا من البيت ومرورا بالمدرسة ووسائل التواصل الإعلامية والاجتماعية ونهاية بدور الدولة ومؤسساتها الأمنية والتشريعية. خ. ح. ا