بعد وصول النجم الكبير جميل راتب من فرنسا التي كان يعيش فيها, وتم تكريمه في مصر بحضور وزير الثقافة حلمي النمنم عام 2015 في شهر نوفمبر, وكرمه عدد كبير من النجوم المصريين, بدار الأوبرا.. كانت حكايتي معه أنا وهو في أول الأفلام التي يقدمها معي وهو فيلم الكداب للمخرج الكبير صلاح أبو سيف وأنا أحد أبطال الفيلم. ويذكر أن جميل راتب حفيد هدي شعراوي وسلطان باشا وكان يقوم بتصوير الفيلم, مصطفي فهمي الذي تحول بسببي إشارة علي إمكانيته أن يمثل وتم ذلك فعلا. ويذكر أن النجم جميل راتب كتب وصيته وطلب من محاميه أن يفعلها وهي تشتمل علي أن ثروته توزع كلها وشقته التي كان يسكن بها علي زوجته وابنه الذي يعيش في الخارج!! وكنت أنتظر تصوير أحد مشاهدي في فيلم الكداب فوجدت النجم جميل راتب يقف بحيرة وحيدا ويتحرك بقلق واضح واكتشف أنني أحد أبطال الفيلم ولطبيعتي التعامل مع كل من حولي من المشاركين في الفيلم, كالمخرج, ومدير التصوير, والعمال, والمساعدين, وأتحرك بكل هدوء في مكان التصوير, لاحظت جميل راتب, وهو قلق جدا, وذهبت إليه وبدأت الحديث معه عن حيرته وصمته, وبدأ الحوار بيننا, فقال لي أنا مهتز بعض الشيء, وكانت لهجته في الحديث بها لمسات اللهجة الفرنسية التي عشت فيها كثيرا, وحتي عودتي إلي هنا, فسألته عن دوره في الفيلم, فقال إنه يقوم بشخصية صاحب شركة كبيرة, وسألتقي هنا عمالا من فرع شركتي الكبيرة!! قلت له, ولماذا الخوف؟! قال إنها اللهجة التي بها اللمسة الفرنسية, وأنا أتحدث مع العمال وغيرهم!! قلت له هذا شيء عظيم فعلينا أن نفرض أن شركتك في باريس.. ولها فرع هنا في مصر.. وبه العمال المصريون.. وانتظرني قليلا.. وسأعود إليك!! وتركته.. وناديت لمساعدي الذي يعمل معي.. وطلبت منه أن يذهب ويشتري بعض هدايا من الشيكولاتة والهدايا الأجنبية والعودة هنا بسرعة!! وفعلا تم ذلك.. وعاد مساعدي.. بالهدايا الأجنبية.. فأسرعت إلي النجم جميل راتب وقلت له.. تكلم علي راحتك.. ولا تخش لهجتك ولمستها الفرنسية وقم بتوزيع هذه الهدايا علي العمال الذين يعملون في فرع شركتك في مصر!! قال لي, والمخرج؟ قلت له, إنني أخبرته بكل شيء, ووافق!!. وارتاح, جميل, ثم طلب بعد أن حدث بيننا بداية الصداقة, قال لي, هل تسمح بأن تختار الكرافتة التي تلائم ملابسي هذه؟! فابتسمت وأخذته إلي حجرة ملابسي.. واخترت معه الكرافتة المناسبة التي تم اختيارها بعناية.. وهنا التقي بنا المخرج الرائع الذي أخبرته بكل الحلول الي قدمتها ووافق عليها.. وحضر إلي حيث يقف النجم جميل راتب وسأله.. هل أنت جاهز يا أستاذ للمشهد؟! فأجاب جميل راتب بلهجة مصرية, وبها لمسة اللهجة الفرنسية بكلمة.. نعم!! وصاح المخرج بهدوئه المعروف هيا نصور أكشن, ودارت الكاميرا, وقدم جميل مشهدا جميلا, ومريحا بأسلوب مليء بحرية الأداء والإبداع, وبعد المشهد صفق الجميع له, ومنذ هذا المشهد, وما بعده أصبحت أنا والنجم جميل راتب أصدقاء. بصدق, وقدمنا معا عددا من الأفلام, والمسلسلات التليفزيونية, بكل الإبداع, والصداقة!! وسلامتك, يا صديقي, جميل راتب!! وأنت بخير!!