قبل بداية حكايتي السينمائية, مع النجم الكبير جميل راتب.. أرسل الشكر لنقابة المهن التمثيلية برئاسة أشرف زكي التي قامت بتكريم النجم جميل راتب بحضور النقيب وزير الثقافة حلمي النمم والمخرج خالد جلال, والنجمة مديحة حمدي وسمير صبري وعلي أبو شادي, وعدد من نجوم الفن, وكان حفل التكريم عن مشواره المليء بالأعمال الفنية, وتم تكريمه باحتفال تم بمسرح الهناجر بدار الأوبرا, وتخلل التكريم بعرض فيلم تسجيلي بعنوان الجميل عن مسيرة حياته وللمخرجة ماجي أنور!! والسينمائيات تشكر نقابة الممثلين علي هذا التكريم!! يذكر أن النجم جميل راتب قرر كتابة وصيته وتوزيع ثروته علي أسرته في الفترة الحالية وأوصي محاميه بتسجيلها في الشهر العقاري والتي تقضي بذهاب ثروته الحالية, وشقته بالزمالك إلي زوجته وإبنه الذي يعيش في الخارج, وطلب من عائلته فتحها بعد وفاته, وحكاية كتابة الوصية معروفة ومشهورة بين الفنانين في أي وقت, وليس بسبب آخر..!! والنجم جميل راتب حفيد هدي شعراوي.. وسلطان باشا!! وحكايتي مع النجم جميل راتب بدأت مع أول أيام عودته من الحياة في باريس إلي مصر بلده الأصلي الذي يحبه من كل قلبه مهما بعد عنها, وكانت مقابلتي معه أثناء تصوير فيلم مهم للمخرج الكبير صلاح أبو سيف.. الكداب وكنت أحد النجوم المشتركين في الفيلم, وكان مدير التصوير الخاص بالفيلم النجم مصطفي فهمي.. وكنت انتظر تصوير أحد مشاهدي بالفيلم فوجدت النجم جميل راتب, يقف بحيرة وحيدا ويتحرك بقلق واضح, واكتشف أنني أحد أبطال الفيلم, ولطبيعتي التعامل مع كل من حولي من المشاركين في الفيلم.. كالمخرج.. ومدير التصوير.. وأبطال الفيلم, والمساعدين والعمال, ومتحرك دائما بهدوء في كل مكان التصوير!! لاحظت.. جميل راتب, الواقف وحيدا ناظرا إلي.. فشاهدته وهو قلقا وذهبت إليه ورحبت به جدا.. وبدأت بالحديث معه عن حيرته وصمته, وبدأ الحوار بيننا رسالة عن قلقه الواضح, فقال لي, أنا مهتز بعض الشيء من أن لهجته في الحديث بها لمسات اللهجة الفرنسية التي عشت فيها كثيرا.. وحتي عودتي إلي هنا!!.. فسألته عن دوره في الفيلم.. فقال إنه يقوم بشخصية صاحب شركة كبيرة.. وسألتقي في مشاهدي, هنا عمالا من فرع شركتي الكبيرة!! قلت له.. ولما الخوف؟ قال.. إنها اللهجة التي بها اللمسة الفرنسية وأنا أتحدث مع العمال وغيرهم! قلت له هذا شيء عظيم فعلينا أن نفرض أن شركتك في باريس, ولها فرع هنا في مصر وبه العمال المصريين!! وانتظرني قليلا.. وسأعود إليك!! وتركته, وناديت لمساعدي الذي يعمل معي وطلبت منه أن يذهب ويشتري بعض هدايا من الشيكولاتة, والهدايا الأجنبية, والعودة بسرعة, وتم ذلك وعاد مساعدي بالهدايا.. فأسرعت إلي النجم جميل راتب, وقلت له, تكلم علي راحتك ولا تخش لهجتك ولمستها الفرنسية, وقم بتوزيع هذه الهدايا علي العمال الذين يعملون في فرع شركتك بمصر.. قال.. والمخرج.. قلت له إنني أخبرته بكل شيء ووافق!! وارتاح جميل, ثم طلب بعد أن حدث بيننا بداية الصداقة.. قال.. هل تسمح.. بأن تختار لي الكرافتة التي تلائم ملابسي هذه!! وابتسمت وأخذته إلي حجرة ملابسه, واخترت معه الكرافتة المناسبة, وخرج معي وهو بحمل الهدايا, وارتدي الكرافتة الملائمة التي تم اختيارها, وهنا التقي بنا المخرج الرائع الذي أخبرته بكل الحلول التي قدمتها ووافق عليها, وحضر إلي حيث يقف النجم جميل راتب, وسأله.. أنت جاهز للمشهد؟.. فأجابه.. بلهجة مصرية وبها لمسة اللهجة الفرنسية.. بكلمة.. نعم!! وصاح المخرج بهدوئه المعروف هيا نصور أكشن, ودارت الكاميرا, وقدم جميل مشهدا جميلا ومريحا, بأسلوب مليء بحرية الأداء والإبداع, وبعد المشهد صفق الجميع له, ومنذ هذا المشهد, وما بعده أصبحت أنا والنجم جميل راتب أصدقاء بصدق, وقدمنا معا عددا من الأفلام.. والمسلسلات الدرامية التليفزيونية.. بكل الإبداع.. والصداقة!!وإلي لقاء.. مع حكايات.. سينمائية!!