بمناسبة تكريم الفنان جميل راتب في مهرجان دبي السينمائي خلال دورته الأخيرة, أصدر المهرجان كتابا من إعداد الزميل الناقد محمود قاسم بعنوان الوجوه المتعددة للفنان جميل راتب والذي رصد فيه الوجوه المتعددة للفنان في كل من السينما المصرية والعربية والعالمية. وأوضح ان جميل راتب قد سافر إلي فرنسا لأول مرة عام1946 وظهر في بعض الأفلام الأمريكية والفرنسية في أدوار صغيرة, وإن كانت لهذه الأفلام مكانة مهمة مثل فيلم لورانس العرب.. وكان جميل راتب قد جاء إلي مصر وقام بدور البطولة في فيلم.. أنا الشرق إخراج عبد الحميد زكي واختفي بعد ذلك في باريس يقوم هناك بالبطولات المسرحية وفي أعمال درامية عديدة.. وفي منتصف السبعينيات من القرن الماضي عاد إلي مصر لأسباب عائلية وعمل في المسرح.. وما لبث أن أحس كبار المخرجين بأهميته فإسندوا إليه أدوارا رئيسية كشفت عن موهبته وكم يتمتع وجهه بقبول وصدق في أفلام مثل الكداب لصلاح أبو سيف وعلي من نطلق الرصاص لكمال الشيخ.. ثم انطلق إلي أدوار البطولة أمام فاتن حمامة في فيلمين هما ولا عزاء للسيدات لبركات وحكاية وراء كل باب لسعيد مرزوق. في طيور الظلام وكشف الكتاب عن أن جميل راتب صاحب وجه مرن في الأداء.. وهو من طراز نجوم عظماء مثل زكي رستم وحسين رياض نصدقهم في جميع أدوارهم سواء كانت أدوار الخير أو الشر أو الأدوار المحايدة.. لذا ظل الفنان يعمل في أفلام عالمية وعربية ومصرية عديدة.. ومن أبرز أدواره دور سائق الميكروباص العجوز في فيلم عفاريت الأسفلت والذي أفلت فيه من أدوار الطبقة الميسورة والشخصيات المرموقة مثل دور الوزير في فيلم طيور الظلام ودور رجل الأعمال في فيلم الأولة في الغرام وفيلم البداية لصلاح أبو سيف. في الصعود الى الهاوية كما أشار الكتاب إلي أن جميل راتب هو الممثل المصري الوحيد الذي أتقن التمثيل باللهجة المحلية التونسية في الافلام الثلاثة التي قام ببطولتها وهي شيش خان1991, وكش مات1994, وصيف حلق الواد عام1996 حيث إن جميع الممثلين المصريين الذين عملوا في السينما العربية خاصة في تونس أحتفظوا دوما باللهجة المصرية.. أما جميل راتب فقد أجاد التمثيل بلهجات عديدة غير لهجة وطنه. وقد توقف الكتاب عند بعض المراحل والأفلام المهمة في حياة الممثل الذي حصل في مهرجان دبي علي تكريم من نوع خاص, حيث التفت الحفاوة من حوله طوال أيام المهرجان.. في احلام الفتى الطائر ومن هذه القراءات السينمائية ركز الكتاب علي الشخصيات التي جسدها جميل راتب في أفلام البداية وشيش خان وعفاريت الاسفلت وقد توقف الكتاب أيضا عند الجوائز والتكريمات العديدة التي حصل عليها الفنان في فرنسا والمغرب ومصر التي كرمته مرتين في كل من مهرجان القاهرة عام2005 والأسكندرية عام.2010