ذهبت الي شركة الانتاج.. وجلست مع مجموعة النجوم الذين سيشتركون معي في بطولة المسلسل الذي سنقدمه معا علي شاشات التليفزيون.. وكان معي نجوم من عالم السينما.. الذين فتح التليفزيون لهم الأبواب للمشاركة في مسلسلاته.. جلست مع الزملاء وأخبرني مدير الانتاج أن المخرج لم يحضر بعد.. بدأنا نحن بقراءة المسلسل وتبادلنا الحوار عن بعض أجزاء السيناريو.. ومنها مايجب أن يقوم المؤلف بتعديله.. وبكل حب واخلاص للوصول إلي أعلي درجات الصدق فيأحداث المسلسل!! وكان المخرج قد تأخر عن الحضور في الموعد المحدد لاجراء البروفة.. ولم أكن أعرف هذا المخرج.. ولم أقابله من قبل... لأنه كما أخبرني المنتج كان يدرس السينما في الخارج!! وحضر المنتج الي صالة البروفات.. وأخبرنا بوصول المخرج.. وطلب مني أن أقابله.. وهو في انتظاري في المكتب الذي قابلني فيه من قبل.. وذهبت الي المكتب.. ودخلت بعد أن طرقت علي الباب خبطات لأستأذن في الدخول وسمح لي من الحجرة بالدخول. ووجدت شابا.. في ريعان شبابه.. يجلس علي مقعد أمام المكتب.. وجلست أمامه... بعد مساء الخير ورده علي بمساء الخير.. هو أيضا.. شكله لم يكن غريبا علي.. ربما التقيت به في بعض أفلامي.. أو المسلسلات التي كنت أصورها.. وساد الصمت بيننا نحن الاثنين.. وكل منا ينظر للآخر.. لقطع لحظات الانتظار والصمت.. واندفعت أنا لقطع هذا الصمت.. قلت له.. ياأخي أنا تعبت مع المخرج ده.. لم يحضر البروفة.. وانتظرناه.. وأنا جالس معك.. وأنت تنتظر.. وأنا أنتظره أيضا. ابتسم الشاب ابتسامة طيبة.. وقال لي.. أنا المخرج ياأستاذ فلان- اسمي طبعاوأنا آسف علي التأخير المرور صعب.. فوجئت به وهو يتحدث معي بالأستاذية.. قلت له.. أنت ممثل.. ومجرد مارأيتك قلت أنا أعرفك وتصورت أنك في انتظار المخرج للعمل معنا ممثلا في المسلسل.. والأن تذكرت أنك قمت بتمثيل شخصية ضابط شرطة في أحد مسلسلاتي أو أفلامي علي ماأذكر. قال: أجل.. ولن أنسي موقفا لك.. انطبع في داخلي طوال مدة دراستي في الخارج للاخراج.. حتي وصلت لأكون مخرجا في مصر.. وابتسمت ابتسامة لها معني الاستغراب قال المخرج الشاب.. كنت أقف أمامك في أحداث مسلسل وكنت أقوم بدور ضابط شرطة.. حضر للقبض عليك.. وبدأ تصوير المشهد.. وفجأة وجدتك تقول استوب وتوقف التصوير. وخشيت أن أكون قد أخطأت في الحوار.. وسمعت دقات قلبي وهي تملأ جنبات البلاتوه.. ونظرات الفنيين توقفوا باستغراب أيضا.. وصاح المخرج من الذي أوقف التصوير.. ولكنك لم ترد عليه.. بعد أن قال.. أنت ياأستاذ فلان لماذا أوقفت التصوير.. تحركت حضرتك بهدوء تجاهي.. وبدأت تمسك الكرافتة التي ارتديها بيديك وبدأت تعدل ربطتها بحيث تصبح صحيحة وصحت للمخرج عيب ياأستاذ أن ضابط الشرطة الذي سوف يقبض علي أن تكون الكرافتة بتاعته التي يرتديها بهذا الشكل السيئ الذي كانت عليه.. وابتسمت وقلت لي.. كده يبقي شكل الضابط يسمح أن يقبض علي!! وصحت للمخرج صور ياأستاذ.. وأكملنا المشهد بمنتهي الابداع.. والقدرة الفنية.. من يومها لم أنسك.. وعندما طلب مني بعد ماعدت الي مصر الحبيبة مخرح أن أقوم باخراج هذا المسلسل اشترطت أني لن أخرج المسلسل الا اذا وافقت أنت علي أن تكون بطله. وأصبحت أنا وهو.. واسمه فلان.ه. ا أعز الأصدقاء حتي الآن.. وقدمنا معا أنجح المسلسلات وهكذا لقطة صغيرة في اصلاح الكرافتة الخاصة بضابط الشرطة غيرت حياة هذا الممثل.. وكان رد فعله الصادق الطيب.. أن يصبح مخرجا كبيرا.. وجمعت الصداقة بين نجم ممثل.. ونجم مخرج!!