رابطة العنق التي نطلق عليها الكرافتة هذه الكرافتة.. أنا لا أحبها علي الإطلاق لست أعرف كيف لشخص أن يخترع قطعة قماش ليرتديها كل البشر منذ ظهورها حتي الآنز وتصبح هي من أهم مظاهر الاناقة بألوانها وحجمها التي يحددها أهل الموضة كل عام..أنا شخصيا اصاب بالاختناق إذا ارتديتها ونادرا ما أرتديها إلا إذا أصر المخرج علي ارتدائها ويكون المشهد الذي أقدمه وأنا ارتديها أسوأ مشاهد الفيلم اصورها. ولأنها أصبحت تشبه العقدة النفسية وأعانيها فأنا دائما انظر إليها وإلي كل من يرتديها وكانت الكرافتة لها حكايات معي في مشواري السينمائي ومنها هذه الحكاية كنت أصور مشهدا في أحد الأفلام القوية.. وفي هذا المشهد يظهر ضابط شرطة ومعه مجموعة من رجال الشرطة يؤدون واجبهم بالقبض علي لاقف أمام النيابة في إحدي القضايا التي يثيرها الفيلم وبدأ تصوير المشهد ودارت الكاميرا وبدأ الحوار لكني أثناء التصوير قلت بصوت احتجاجي استوب وتوقف التصوير وغضب المخرج لكني أشرت إليه أن يهدأ حتي يعرف السبب وصمت الجميع وتقدمت إلي ضابط الشرطة الممثل الشاب الطيب الذي لا أعرفه ومددت يدي إلي الكرافتة وكانت معوجة وشكلها لا يليق بضابط الشرطة وقمت بإصلاح وضعها تماما وكما يجب والجميع ينتظر حتي انتهي وفعلا بدأ التصوير من جديد ولاحظت أن الممثل الضابط ينظر إلي بالشكر الصامت والود الفني الدفين. وانتهي التصوير ولم التق بالممثل الضابط ومرت سنوات طويلة واصبحت نجما مشهورا وجاء إلي أحد مديري الإنتاج بعد أن اتصل بي يعرض علي فيلما جديدا وطلبت السيناريو أعجبت بالسيناريو وطلبت موعدا مع المخرج وتحدد الموعد وذهبت لكي التقي بالمخرج في مكتب الشركة المنتجة وجلست مع المنتج فترة ثم طلبت مقابلة المخرج فصحبني إلي حجرة في الشركة وأشار إلي لادخلها.. المهم دخلت فوجدت شابا يجلس خلف مكتب والقيت عليه التحية ورد ثم ساد الصمت لم أعرف هذا الشاب عله ينتظر المخرج هو ايضا وبعد فترة صمت طويلة وقفت وهممت بالانصراف لكن الشاب الجالس طلب مني الانتظار قلت له متأسف أنا كنت عايز أقابل المخرج لكن يبدو أنه لم يأت بعد. رد علي الشاب بعد أن وقف ومد يده للسلام أنا المخرج ياأستاذ ياعظيم!! تأملته في تساؤل حضرتك المخرج فرد قائلا ألا تتذكرني أنا ضابط الشرطة في الفيلم بطولتك وعندما نظر إلي فوجدني مندهشا قال لي أنا ضابط الشرطة الذي أوقفت التصوير بسببي حتي تصلح لي وضع الكرافتة وأنا لم أنسك أبدا فأنت غيرت مساري الفني بواقعة إصلاح الكرافتة وأنا الآن المخرج وأرجو أن تقبل التعامل معي لأني أثق في قدراتك وحرصك الدائم علي فعل الصح. وساد الصمت بيننا وكان في داخلي سؤال هل إلي هذا الحد تغير هذه الكرافتة المصري ولم انسها أنا ايضا علي الرغم من رفضي لها لكنها كانت وسيلة لتغيير المسار ولم تكن هي التي غيرت المسار بل صدق الفن المتبادل هو السبب وإلي الحلقة القادمة!!