تتشابه النهارات والليالي, تذوب الفروق بين أشعة الشمس وضوء القمر وتتلاشي وتغرق في الظلام, تمر الساعات والأيام ومحمد قابع في مكانه, يتحسس طريقه في شقته الصغيرة, يسير علي مهل حتي لا يصطدم بكرسي هنا أو منضدة هناك, بالكاد يستطيع أن يري الأشياء كأنها خيالات مكررة, لا يدري بالتحديد أهي بعيدة كما تبدو له أو قريبة تتربص به, يلمح شبح أمه المريضة تتحرك وعلي عاتقها هموم وهموم. محمد, ورغم شبابه الغض, خذلته عيناه, منذ سنوات عدة وهو لا يزال في العشرينات من عمره وضوء عينيه يخبو رويدا رويدا, وعتامة قرنيته تزيد رغم العلاج, بدأ الأمر بسحابات تطوف في مقلتيه تحجب عنه بعض الأشياء فلا يراها كاملة, ثم رويدا رويدا أصبح لا يري جيدا إذا كان المساء وقلت الإضاءة, وقتها أسرع محمد إلي الطبيب يستشيره, لتبدأ رحلته المضنية مع الأطباء والمستشفيات والقرارات العلاجية, وتستمر بلا أمل في شفاء قريب. محمد من أسرة مستورة الحال, أب أصبح في آخر أيامه مريضا مقعدا, وأم صابرة محتسبة تحملت عن طيب خاطر ما لا تتحمله الجبال, تحملت مسئولية الأب في إطعامه وقضاء حاجته وحمله إلي الطبيب إن مرض حتي وافته المنية, كما تحملت, ولا تزال, مسئولية قيادة محمد في زياراته التي لا تنتهي إلي الطبيب أو إلي معامل التحاليل ومراكز الأشعة, كما دارت بأوراق ابنها الذي أوشك علي العمي علي المكاتب والمسئولين تنهي أوراق قرار طبي أو تحجز له موعدا لإجراء فحص أو دخول المستشفي. لا يملك محمد المال لينفق علي علاجه, فاليد قصيرة والعين ليست بصيرة, فلجأ إلي مستشفيات وزارة الصحة, وقد أوصي له المجلس الطبي المتخصص المنعقد بجلسة2011/5/23 بالعلاج من عتامة القرنية بمستشفي المنيل الجامعي بقسم العيون لمدة30 يوما, علي أن يشمل القرار العلاج داخل المستشفي وخارجه وإجراء تدخل جراحي لترقيع القرنية, وذلك علي نفقة الدولة وفقا للبروتوكولات المعمول بها في وزارة الصحة. دخل محمد المستشفي قبل6 سنوات, وخضع للعلاج, وحدث تدخل جراحي وترقيع للقرنية, وخرج بتحسن طفيف سرعان ما زال أثره وانتكست حالته الصحية, ومنذ ذلك الحين والمرض يتطور وتزداد الأمور سوءا, والآن لم يعد هناك حل ولا علاج إلا بزرع قرنية جديدة حتي يستطيع محمد العودة إلي حياته, وممارسة نشاطاته اليومية, ورعاية والدته المسنة, وتعويضها ولو قليلا عما قدمته له من جهد وتعب وهي ترافقه في جولاته بالمستشفيات. يناشد محمد عطيتو أبو القاسم(32 سنة) الدكتور أحمد عماد الدين راضي, الموافقة علي علاجه علي نفقة الدولة, بزرع قرنية له, حيث حالته المادية متعثرة ولا يملك نفقات إجراء هذه العملية الضرورية لإنقاذ حياته من ظلام العمي, رأفة به وبوالدته المسنة التي تحملت الكثير معه ومع والده الراحل.