وسط مزيج من الدموع والفخر صعدت17 من أمهات شهداء الثورة إلي منصة التكريم أمس لاستلام الدروع التي أعدتها وزارة التعليم العالي لتكريم أسر شهداء الثورة من طلاب وأعضاء تدريس الجامعات المصرية في احتفال حضره وزير التعليم العالي وعدد من رؤساء الجامعات المصرية. منصة التكريم الهمت إحدي الأمهات بإلقاء شعر مؤثر عن ابنها الشهيد بينما انهالت سيدة أخري تقبيلا لصورة ابنها التي تم وضعها علي الدرع وحاولت رفض شيك قيمته10 آلاف جنيه الذي منحته وزارة التعليم العالي لأسرة كل شهيد من شهداء8 جامعات مصرية. الدك أمهات وآباء الشهداء لم يملوا من تكرار حكايات استشهاد ابنائهم.. كانت لبعضهم مطالب مشروعة بضرورة الإسراع بتنفيذ مقترح وضع أسماء أبنائهم علي الشوارع والميادين.. والد شهيد جامعة حلوان الدكتور أحمد بسيوني طالب وزير التعليم العالي باستكمال جلسة مناقشة رسالة دكتوراه الشهيد التي انتهي منها قبل أيام من الثورة ومنحه حلم حياته في الحصول علي درجة الدكتوراه التي حرم منها بعد أن قامت بدهسه إحدي مدرعات الأمن المركزي في الأيام الأولي لثورة25 يناير. بحبها قوي الفت محمد الخولي والدة الشهيد إسلام علي عبدالوهاب الفرقة الرابعة حقوق جامعة القاهرة لم تتمكن من مغالبة دموعها وهي تروي اللحظات الأخيرة في عمر ابنها قائلة لم أكن أعرف أني لن أراه ثانية عندما استيقظ صباح الجمعة ليطلب مني دفع مصروفات الجامعة حتي لايحرم من دخول الامتحان.. وعندما شعر أنه يثقل علي بطلبه توجه إلي خاله وطلب منه توفير أي فرصة عمل بجانب الدراسة ونزل بعدها للمشاركة في المظاهرات رغم اعتراضي.. قاللي قبل ماينزل ماتخافيش علي أنا مش هاروح المظاهرات بعد شوية عرفت انه انضرب بالرصاص قدام قسم السيدة زينب بعد ماحاول ينقذ ابن خاله اللي كان بيصور القناصة اللي فوق القسم.. قالولي إنه قال قبل مايموت.. قولوا لأمي ماتزعليش مني أنا بحبها قوي مظاهرة سلمية في ركن قاعة الاحتفال جلست بدرية عبداللطيف والدة الشهيد طه حسين محمود.. ثانية حقوق جامعة الإسكندرية تغالب دموعها ترقبا لتكريم اسم ابنها وهي تردد ابني اتقتل وهو بيشارك في مظاهرة سلمية ولازم نجيب حقه من اللي قتله ابني اتقتل وسط المظاهرة كل اصحابه قالوا كده لاراح عند قسم شرطة يحرقه ولاحدف حد بالطوب.. من بين دموعها قالت ابني نزل المظاهرات يوم الثلاثاء25 يناير ولما شفته راجع متبهدل وتعبان بسبب قنابل الغاز اللي أطلقت عليهم بغزارة حاولت امنعه من النزول للمظاهرات يوم جمعة الغضب.. مارضيش قاللي ياماما انانازل ارجع حقنا.. نزل ومارجعش فضلنا ندور عليه يومين لغاية ماجالنا اتصال يوم الأحد تعالوا خدوا جثته من مستشفي السلام وقالولي انه اتنقل للمستشفي من أدام مسجد القائد إبراهيم. نفس اكون شهيدا الحاجة سعاد محمدحسن والدة الشهيد محمد علي حماد ثانية حقوق القاهرة بدأت كلامها مرددة.. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي قتلوا ولاد مصر أنا مش زعلانة علي إنه مات أنا زعلانة أنه ماشفش اليوم ده.. ماكنتش واخدة في بالي وهو بيقوللي ياامي ماتخافيش عليا.. عاجبك الحال والقرف اللي احنا فيه.. كان كل همي يرجعلي بالسلامة مش عايز اخسره زي ماخسرت أبوه.. ابني نزل من غير مايفطر حتي ماكنتش فاهمة نظرته الطويلة اللي فضل باصصلي بيها قبل ماينزل.. حاولت امنعه وفضلت قاعدة مستنياه لغاية ماجاللي خبره وأكدوا ليا إنه استشهد برصاص قناص من فوق قسم الزاوية وهو بيحاول يشيل القتلي والمصابين بعد مااخترقت الرصاصة بطنه وعبرت من الناحية الأخري وبلهجة مؤثرة ظلت سيدة عطية والدة الشهيد سامح عبدالفتاح طالب الفرقة الثانية بكلية تجارة عين شمس تردد ابني كان شقيان من الشغل للجامعة ومن الجامعة للشغل في يوم28 يناير عاد من العمل وجلس أمام التليفزيون يتابع الأحداث واثناء انهماكي في أعمال المنزل فوجئت به يفتح الباب وعندما سألته رايح فين قاللي ساعة واحدة وراجع نزل من غير مايودعني راح يشارك في المظاهرات فقتلوه قدام قسم الحدائق. راجع من الدرس شربات حماد والدة الشهيد أمين محمد أمين طالب كلية تمريض طنطا بالفرقة الأولي أكدت أن ولدها كان عائدا من أحد الدروس يوم29 يناير واثناء عودته شارك في مسيرة بشارع الجلاء توقفت أمام مقر الأمن المركزي للهتاف لكن قناصة الشرطة أطلقوا الرصاص وقنابل الغاز علي المتظاهرين واثناء محاولة الشهيد إسعاف أحدالمصابين اخترقت رصاصات الشرطة جسده. وأكدت لما البلد هاجت يوم25 ابني الكبير حاول يمنع محمد من النزول يوم الجمعة لكن محمد اصر علي النزول قائلا يعني أنا ابن ناس.. واللي نزلوا مش ولاد ناس.. وطلب منا أن ندعي له ولم نره بعد ذلك إلا جثة هامدة. بهجة أحمد والدة الشهيد محمدراشد ثالثة آداب انجليزي بجامعة طنطا كانت أكثر الحاضرين تماسكا لكنهاظلت تردد ابني اتقتل عمدا برصاص الرش اللي انتشرفي كل جسمه أطلق عليه من علي بعد لايزيد عن مترو احد أثناء مشاركته في مظاهرات بورسعيد. بهجة عبرت عن حالتها بمجموعة من الأبيات الشعرية التي ألقتها علي جمع الحاضرين جاء فيها.. ياامايا مااعرفش إنك أمي.. مصري ياامايا وعلي اسمك متسمي. ضربوني ياامايا لحمي مترمي. طرت ياامايا علي الجنة.. سبت في أرضك دمي. شايفك بتلملمي في حشايا يايامايا لمي. ساعتها قلت يامايا معرفش إنك أمي احنا صارلي يامابالزوفة عليا بتحبي.. لما تشوف صورتي بتدمع وكأنها أمير. وتقولي ياحبيبي ياضنايا تبقي أكيد أمي.. يكفيني ترابك ضميني ياامايا ضمي. احناعايزينها سلام والدة الدكتور أحمدبسيوني شهيد جامعة حلوان سامية السيد مازالت تتذكر الكلمات الأخيرة التي وضعها الشهيد علي الاستيتيو الخاص به علي الفيس بوك تحفظها عن ظهر قلب تستدعيها من الذاكرة لتهدئة أمهات الشهداء الذين يفقدون طسيطرتهم علي دموعهم بالقاعة جلست إلي جوار زوجها بالقاعة واتجهت بنظرها نحوي قائلة.. أرجوكم ناشدوا المسئولين يمنحوا أحمد درجة الدكتوراه.. كان نفسه يناقش الرسالة قبل وفاته بأيام.. وحول اللحظات الأخيرة لحياة الشهيد تقول أحمد نزل يوم25 يناير ميدان التحرير ورجع كتب علي صفحته علي الفيس بوك.. رغم إني اتهريت ضرب لكن هنزل الجمعة.. ولوهما عايزينها حرب.. احنا عايزينها سلام.. وحنحرر بلدنا بطريقة سلمية