رغم محاولات طيور الظلام لإحداث الوقيعة بين أبناء الوطن. إلا أننا دائما ننتهي بالخسران المبين. والدليل الجديد شهدناه الليلة الماضية في المركز الكاثوليكي الذي كرم أسر شهداء الثورة مسيحيين ومسلمين في مشهد مليء بالشجن والدموع. وفي نفس الوقت تأكد أن الكل مصري. فقد تشابكت أيادي كل من في قاعة النيل وعلي المنصة وتداخلت آيات الفاتحة مع ترانيم الإنجيل التي قرأها الحاضرون معاً تراحما علي أرواح الشهداء ومعها صوت الآذان وأجراس الكنيسة لتثبت أن مصر فوق كل فتنة. حرص الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي علي أن يتحول الاحتفال السنوي بيوم العطاء "عيد الأم" إلي ليلة خاص جدا لتكريم مجموعة من أسر شهداء ثورة "25 يناير" وأيضا شهداء الشرطة أما الفقرة الثانية تم فيها تكريم عدد من الفنانات. قدم الحفل المذيع أسامة منير. الذي قال إنه يشارك لأول مرة في احتفال للمركز. لكنها مناسبة متميزة جداً لأنه أيضا يوم للوفاء للشهداء الذين غسلوا بدمائهم كرامة الشعب المصري. ألقي الأب بطرس كلمة قصيرة قال فيها: باسم الإله الخالق والمحق لجميع البشر العيد يأتي بشكل مختلف. فهناك دموع لم تجف في عيون أمهات الثورة هؤلاء رجال مصر الذين لم تفقد فيهم الأمل. شهداؤك يا مصر الذين رووا بدمائهم الذكية أرض مصر. هذا الشباب بالثورة أعطي المثل لكل شعوب الأرض. أضاف: إذا كنا نكرم أسر شهداء الثورة فلا يجب أن ننسي شهداء الشرطة الذين أدوا عملهم بكل شرف وأمانة ولم يتخلوا عن أماكنهم. قال الفنان يحيي الفخراني الذي قدمه المذيع أسامة منير إنه باشا الدراما المصرية: الأم تستحق التكريم لأنها تعطي بغير حساب. والأم الكبري مصر تستحق أن تعطي لها بلا حدود. أضاف: أنا لم أذهب لميدان التحرير. لكني تابعت علي القنوات ما يحدث. وكنت أحلم أن ينقل ما يحدث في الميدان لكل مصر. وأصبح الحلم حقيقة لأن الشباب كان فاهم جداً. ولا طبقية بينهم ولا ضغينة. قال الأب د.كمال وليم: أشعر بالحسرة والألم لشباب انتهي عمره بين الغدر والخسة واشعر بألم كل أب وأم خسر ابنه. واشعر أيضا بالفخر بمن ضحوا في سبيل المبادئ ومن أجل مصر. بدأ تكريم أمهات الشهداء مع الأبيات الشعرية التي يلقيها الشاعر ناجح فرج. وهم اللواء محمد البطران وتسلم الدرع ابنه المهندس إبراهيم ثم الرائد طارق نور والذي أثارت والدته شعور الحاضرين عندما صعدت لتسلم الدرع لأنها كانت تبكي طوال الاحتفالية. تسلم باسم بسيوني درع أخيه الشهيد أحمد بسيوني المدرس بكلية التربية الفنية بحلوان أما درع الشهيد مايكل وصفي فتسلمته والدته التي حاولت التماسك علي المنصة. تسلمت إيناس درع زوجها الشهيد الصحفي أحمد محمود وكانت بصحبتها ابنتها. أما درع الشهيد جرجس مرعي تسلمه والدته وشقيقه. وعندما صعد محمود عبدالرحيم مع والدته لتسلم درع أخيه الشهيد أحمد قال: أقول لأم كل شهيد إفرحي بابنك لأنهم ذهبوا لميدان التحرير بإرادتهم وليس تنفيذا لأمر عسكري. ونحن نشكر كل من فكر في تكريم هؤلاء الأبرار. لكن لي عتاب صغير علي الإخوة الفنانين فلو كل فنان كلف نفسه واتصل بإحدي اسر الشهداء حتي من باب العزاء ستكون لفته طيبة جداً. أما الفقرة الثانية من الاحتفالية فكانت تكريم الفنانات وهن آثار الحكيم: المشاعر أكبر بكثير من أي كلام. وأقول لكل أم لابد من القصاص من كل شخص شارك بالأمر أو التنفيذ أو حتي بالتحريض قولاً وكتابة سوف يحاسب كل من ارتكب هذه الجريمة. تضيف: في هذا المكان الرائع يشرفني أن اتواجد فيه. وكل المصريين يعلمون أننا لا نحسبها بكم مسلم أو مسيحي. وإنما مؤمن أو غير مؤمن. ليس هناك مؤمن يؤذي لأننا في النهاية كلنا تراب.. وأشعر بالحرج جداً أن اتواجد هنا ليتم تكريمي في ليلة تكريم أمهات شهدائنا. لكن عيب جدا أن أرد الهدية. من الفنانات المكرمات أيضا سهير المرشدي وقالت: هذه أول مرة انزل من منزلي بعد 40 يوما والدي توفي وهذه الليلة هي ليلة الأربعين. وشجعني أنني سأقابل أم الشهيد. وأمي أيضا هي أم الشهيد صلاح المرشدي الذي استشهد في حرب 73 وتم أيضا تكريم د.درية شرف الدين وقالت: اشعر بالخجل وأنا أكرم في وجود أمهات الشهداء لأنهم رمز الفداء. ولهذا حضرت لأكون في شرف استقبالهم. تم أيضا تكريم كل من بوسي والفنانة خيرية أحمد وتسلمها الممثل مجدي صبحي ليلي طاهر الإعلامية نجوي إبراهيم وتسلمت الدرع نيابة عنهما الممثلة غادة إبراهيم. نيهال عنبر تسلمت الدرع الممثلة دينا أبوالسعود الناقدة السينمائية ماجدة موريس وتسلمت الدرع نيابة عنها الممثلة وفاء سالم. واسم الأخت ماري جورجيت. علي هامش الاحتفال * باسم شقيق الشهيد أحمد بسيوني قال: الفراق شيء وحش لكن نحن فخورون بأحمد. ونشكر الداخلية لأنها رغم أنها قتلته لكنها حولته لشهيد وهو وسام غالي جداً. * دارت مناقشات كثيرة في جوانب قاعة النيل حول التعديلات الدستورية. وكان الشعار العام هو ضرورة المشاركة. * علي خلفية التكريم كانت تردد في القاعة أغاني الشهيد "لعبد الحليم" وأم البطل لشريفة فاضل بنحبك يا بلادي لرامي جمال وعبدالعزيز الشافعي. * حرص كل الحضور علي الوقوف وترديد السلام الوطني الذي أذيع في بداية الاحتفال. * مجموعة من شباب إعلام الثورة شاركوا في تنظيم الحفل مع أسرة المركز الكاثوليكي.