تعد الخيانة الزوجية سببا في دمار الأسرة وتفرقها وتشتيت الأبناء بل سبب في دمار المجتمع كله,, فالمرأة هي النواة المحركة لكل ما هو صالح في المجتمع فهي الأم والزوجة , هي الأخت والابنة, فإذا صلحت صلح المجتمع كله, كذلك الرجل هو من له القوامة كما قال سبحانه( الرجال قوامون علي النساء) والقوامة هي العدل وما يعاش به, والقوامة هي التزام الرجل بالدفاع عن المرأة والإنفاق عليها وكسوتها وتوفير المسكن لها, ثم قال سبحانه( وللرجال عليهن درجة) فهي درجة تزيد في مسئوليته وقدرته, لكن هل تنطوي القوامة علي ظلم الزوجة! إن قوامة الرجل علي الأسرة قوامة رعاية وإدارة وليست قوامة هيمنة وتسلط, فهناك الأزواج من يحملون الزوجة مسئوليات بناء الأسرة واستمرارها, ثم يلهو هو في غمرات الحياة مع النساء وإذا ما سئل ادعي البراءة وحسن النية آخذا من صلة الزمالة أو القرابة ذريعة للمخالطة والمعاشرة, ونسي أن الله قد أمره بغض بصره وما قد يعود عليه من مفاسد ومضار وعلي مجتمعه إذا لم ينصع لأوامره ففي الحديث( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما). والمرأة لماذا تنحرف عن الطريق المستقيم وتزل قدميها إلي الهاوية! لماذا تنحرف بعض النساء وتبتعد عن المنهج المستقيم بعد ما أعطاهم الله الحياة الزوجية الهادئة الهانئة, وما هذا إلا لعدم الرضا بما قسمه الله لهم بل وقلة إيمانهم بالله, لأن المرأة المؤمنة إذا رضيت بمعيشتها أتتها أسباب السعادة من حيث لا تدري, وصارت الحياة لها طعم آخر وهو طعم الإيمان ولكن الشيطان يوسوس للمرأة عند أول منعطف تشتعل فيه البغضاء وتتأجج الشحناء بينهما وبين زوجها فعندها تتحين المرأة الفرصة للبحث عن آخر ويخدعها الشيطان بأنها لا تفعل شيئا محرما فهي لا تريد إلا العيش في سعادة ويحلل لها ما حرمه الله فتقع في المحظور, ولذلك يقول سبحانه( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) فمجرد إنك أمسكت طرف الخيط وقبلتيه من الشيطان أصبحت تكرين الخيط كرا بعد ذلك, لأن هذه هي الخطوة الأولي التي تأتي بعدها خطوات وخطوات لفعل الفاحشة التي حرمها الله, وهو ما يدمر العلاقة الزوجية ومعه ينتهي كل شيء, ياس يدتي غض بصرك إلا علي زوجك. ألم يقل سبحانه( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها, بل وحذر ونهي فقال( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) أي لا تقربوا من مقدمات الزنا ومنها النظرة فهي سهم مسموم من سهام إبليس ومنها الخلوة مع الرجل في مكان مغلق بدون ذي محرم, ولقد حرم الإسلام النظر والخلوة لأنهما من دوافع الزنا وأسبابه ولقد نهي الله عن الاقتراب لأنه أبلغ في التحريم وأحوط بل ويخبرنا أنه فاحشة أي قد اشتد قبحه, وقد سماها الله فاحشة وشرع لها حدا يقام علي مرتكبها علانية أمام الناس وقد ثبتت مشروعية حق المحافظة علي عرض ومال الزوج في القرآن والسنة وعلي الزوجة التي تفرط في ذلك استحقاق العقوبة, قال تعالي( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) فهن حافظات للغيب بما( استودعهن الله من حقه) وحافظات لغيب أزواجهن, وقد أوصي النبي صلي الله عليه وسلم في خطبه الوداع فقال منها( فأما حقكم علي نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن, ولكم أيها الزوجان نصيحة عندما قال سبحانه( وساء سبيلا) فالسبيل هو الطريق الموصل لغاية, وغاية الحياة أننا جميعا مستخلفون لعمارة الأرض والسعي فيها بما يعود علينا بالخير والفلاح, فإذا ضل الانسان وانحرف أفسد هذه الخلافة وفسد في الأرض, ونحن نري الآن بيئات الانحراف والانحلال ما يجعلنا نؤمن بأن الزنا فعلا ساء سبيلا وساء طريقا فهو يقضي علي سلامة المجتمع وأمنه وسعادته فخروج الخلق عن منهج الخالق لن يكون من ورائه إلا الهم والغم في الدنيا والعقاب في الآخرة نسأل الله سلامة الأعراض وطهارة النسل حتي نحيا في ظل مجتمع طاهر سليم في ظل شريعتنا السمحة.