بحث الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الجنوب سوداني سليفا كير ميارديت بقصر الاتحادية أمس, عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وسبل دعم عملية السلام والاستقرار في جنوب السودان وأوجه دعم التعاون الثنائي بين البلدين في جميع المجالات. وأكد الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي عقب مباحثاته مع نظيره سلفا كير, علي الموقف المصري الداعم لجهود إرساء الاستقرار في جوبا, وحرص مصر علي التقريب بين الأطراف هناك في إطار دعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلي تحقيق الاستقرار, مع إبداء الاستعداد للمشاركة في قوات الحماية الإقليمية المقرر نشرها تحت مظلة بعثة الأممالمتحدة العاملة في جنوب السودان. ونوه السيسي إلي استمرار مصر في تنفيذ المشروعات التنموية في عدد من القطاعات بجنوب السودان, ومواصلة تقديم برامج بناء القدرات واستضافة الطلبة من جنوب السودان للدراسة بالجامعات والمؤسسات التعليمية المصرية, والذين يصل عددهم في مصر حاليا إلي نحو ستة آلاف طالب. وأشار الرئيس إلي اعتزام مصر القيام في القريب بإرسال شحنة مساعدات طبية دعما للقطاع الصحي في جنوب السودان,وذلك في إطار العلاقات المتميزة والخاصة التي تجمع بين البلدين. وأكد السيسي اهتمام مصر بمتابعة التطورات في جنوب السودان, ودعم جميع الجهود الرامية لاستعادة الاستقرار في هذا البلد الشقيق وتحقيق التنمية التي يتطلع إليها شعبها. وشدد الرئيس علي أن استقرار جنوب السودان يشكل أولوية رئيسية لمصر, لافتا إلي أهمية أن تكون العملية السلمية وفق اتفاق السلام شاملة لكل المكونات العرقية والقبلية لجنوب السودان علي نحو يعلي الهوية الوطنية لتلك الدولة ويساعد علي منع تصاعد أي أحداث عنف واحتوائها, مع تحمل جميع الأشقاء في جنوب السودان لهذه المسئولية, وقيام المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي بدعم هذا التوجه. ولفت الرئيس إلي أن المباحثات تطرقت إلي الدور الإيجابي لبعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان, وقوات الحماية الإقليمية المقرر نشرها تحت مظلة البعثة الأممية, واهتمام مصر بالمشاركة فيها, وذلك في إطار اهتمامنا بدعم كل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان الشقيق, ودعمنا لكافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية لذلك. وأشاد الرئيس بالإرادة السياسية القوية لدي الرئيس سيلفا كير للعمل علي احتواء الصراع الداخلي في جنوب السودان وتنفيذ اتفاق السلام والتعاون مع المجتمع الدولي لتهيئة المناخ لذلك, خاصة في ضوء الآثار الإنسانية والاقتصادية الصعبة لاستمرار أي توترات داخلية ونتائجها علي شعب جنوب السودان. من جانبه قال رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت في كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك, أنه اطلع الرئيس السيسي, علي تطورات تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان, مشددا علي أن مصر تعد بلدا ثانيا لمواطني بلاده الذين يشعرون بأنهم مواطنون وليسوا ضيوفا في مصر. وأعرب الرئيس سيلفا كير عن تقديره لما تقدمه مصر لبلاده من دعم تنموي في مجالات عديدة, منوها إلي أن أغلب قادة جنوب السودان قد تلقوا تعليمهم في مصر, بالإضافة إلي دراسة الآلاف من أبناء جنوب السودان في مصر, وهو ما يعكس قوة وخصوصية العلاقات بين الدولتين. وأعرب سالفا كير عن تطلع بلاده لمواصلة الارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين علي مختلف المستويات, والاستفادة من الخبرة المصرية في قطاعات عديدة. واستعرض رئيس جنوب السودان, تطورات الأوضاع الداخلية في بلاده وجهود تنفيذ اتفاق التسوية السلمية الموقع في أغسطس2015, مشيرا إلي وجود بعض الأطراف التي تسعي إلي عرقلة جهود استعادة الاستقرار, فضلا عن محاولات بعض القوي الخارجية تقويض جهود حكومة جنوب السودان وفرض حظر السلاح عليها, بما من شأنه أن يضعف الحكومة ويعزز من موقف المتمردين. وأعرب سيلفا كير في هذا الإطار عن شكره لما قامت به مصر من جهود مقدرة في مجلس الأمن للدفاع عن مواقف جنوب السودان, بالإضافة إلي التنسيق والتواصل المستمر بين البلدين في إطار المحافل والمنظمات الدولية.