سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
آفاق جديدة للتعاون بين القاهرة وجوبا السيسى: السلام والاستقرار بجنوب السودان أولوية رئيسية لمصر..سلفا كير: مصر بلدنا الثانى وممتنون لدعمها وسنستكمل مشروعات كثيرة بمساعدتها
شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على أن استقرار جنوب السودان وتحقيق السلام على أرضه أولوية رئيسية لمصر، مشيرا إلى أن مصر كانت ثانى دولة تعترف بجنوب السودان عند إعلان استقلالها فى 9 يوليو 2011 بعد جمهورية السودان الشقيق، وأضاف أن مصر سعت وتسعى دوما لتقديم كل ما تستطيع من دعم لجنوب السودان الشقيق فى مختلف المجالات. وقد عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى بقصر الاتحادية أمس لقاء قمة مع سلفا كير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان الذى يقوم بزيارة رسمية لمصر، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عقد جلسة مباحثات مع رئيس جنوب السودان، استهلها بالترحيب به والوفد المرافق له فى بلدهم الثانى مصر، مؤكدا ما يربط بين الدولتين من علاقات تاريخية وثيقة، وحرص مصر على تعزيزها على مختلف الأصعدة. ونوه الرئيس إلى استمرار مصر فى تنفيذ المشروعات التنموية فى عدد من القطاعات بجنوب السودان، فضلاً على مواصلة تقديم برامج بناء القدرات واستضافة الطلبة من جنوب السودان للدراسة بالجامعات والمؤسسات التعليمية المصرية، والذين يصل عددهم فى مصر حالياً إلى نحو ستة آلاف طالب. وأشار الرئيس إلى اعتزام مصر القيام فى القريب بإرسال شحنة مساعدات طبية دعماً للقطاع الصحى فى جنوب السودان، وذلك فى إطار العلاقات المتميزة والخاصة التى تجمع بين البلدين. كما أكد الرئيس اهتمام مصر بمتابعة التطورات فى جنوب السودان، ودعم جميع الجهود الرامية لاستعادة الاستقرار فى هذا البلد الشقيق وتحقيق التنمية التى يتطلع إليها شعبها. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس سلفا كير أشاد من جانبه بالعلاقات التاريخية الممتدة التى تجمع بين البلدين، مؤكدا ما تمثله مصر من وطن ثان لشعب جنوب السودان. كما أعرب عن تقديره لما تقدمه مصر لبلاده من دعم تنموى فى مجالات عديدة، منوها بأن أغلب قادة جنوب السودان قد تلقوا تعليمهم فى مصر، فضلا على دراسة الآلاف من أبناء جنوب السودان فى مصر، وهو ما يعكس قوة وخصوصية العلاقات بين الدولتين. وأضاف سلفا كير أن بلاده تتطلع إلى مواصلة الارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين على مختلف المستويات، والاستفادة من الخبرة المصرية فى قطاعات عديدة. واستعرض رئيس جنوب السودان تطورات الأوضاع الداخلية فى بلاده وجهود تنفيذ اتفاق التسوية السلمية الموقع فى أغسطس 2015، مشيرا إلى وجود بعض الأطراف التى تسعى إلى عرقلة جهود استعادة الاستقرار، فضلا على محاولات بعض القوى الخارجية تقويض جهود حكومة جنوب السودان وفرض حظر السلاح عليها، بما من شأنه أن يضعف الحكومة ويعزز من موقف المتمردين. وقد أعرب سلفا كير فى هذا الإطار عن شكره لما قامت به مصر من جهود مُقدّرة فى مجلس الأمن للدفاع عن مواقف جنوب السودان، فضلا على التنسيق والتواصل المستمر بين البلدين فى إطار المحافل والمنظمات الدولية. وقد أكد الرئيس السيسى فى هذا الصدد الموقف المصرى الداعم لجهود إرساء الاستقرار فى جوبا، وحرصها على التقريب بين الأطراف هناك فى إطار دعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار، مع إبداء الاستعداد للمشاركة فى قوات الحماية الإقليمية المقرر نشرها تحت مظلة بعثة الأممالمتحدة العاملة فى جنوب السودان، وذلك فى إطار اهتمام مصر بدعم كل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقرار فى جنوب السودان الشقيق. وذكر السفير علاء يوسف أن اللقاء شهد تباحثاً حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين مصر وجنوب السودان، كما تمت مناقشة بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك. وقد عقد الرئيسان عقب انتهاء المباحثات مؤتمراً صحفياً مشتركاً. وخلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده الرئيس السيسى أمس مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، عقب القمة أكد الرئيس أنه قد تباحث مع أخيه سلفا كير حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، موضحا أن مصر تنخرط بحكم مسئوليتها تجاه أشقائها فى جنوب السودان فى دفع عملية التنمية فى العديد من الجوانب والمجالات، سواء بالمنح الدراسية فى الجامعات المصرية، أو الدورات التدريبية المقدمة من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، أو فى مشروعات تنموية مباشرة مثل إنشاء محطات الآبار ورفع المياه، والكهرباء، ودعم قطاع الصحة والمستشفيات بالأدوية والشحنات الغذائية وغيرها. وقال إنه أكد لأخيه الرئيس سلفا كير مواصلة مصر دعمها جنوب السودان على مختلف الأصعدة، كما عبرنا عن الرغبة المشتركة فى زيادة وفتح مجالات للاستثمار أمام المستثمرين المصريين، خاصة عند استقرار الأوضاع الذى نتمنى أن يتحقق فى القريب العاجل إن شاء الله. وأضاف الرئيس السيسى أن المباحثات قد تطرقت أيضا إلى عملية السلام فى جنوب السودان وأهمية الالتزام باتفاق التسوية السلمية الموقع فى أغسطس 2015، باعتباره الآلية الأساسية لاستعادة السلم والاستقرار والرخاء لأهلنا فى جنوب السودان، كما تناولت المباحثات سبل تضافر كل القوى لتقديم الدعم لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية برئاسة الرئيس سلفا كير لتحقيق هذا الهدف المهم. وأردف قائلا: كما تباحثنا فى الدور الإيجابى لبعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام فى جنوب السودان، وقوات الحماية الإقليمية المقرر نشرها تحت مظلة البعثة الأممية، واهتمام مصر بالمشاركة فيها، وذلك فى إطار اهتمام مصر بدعم كل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقرار فى جنوب السودان الشقيق، ودعمنا جميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية لذلك. وأشاد الرئيس السيسى بما لمسه من إرادة سياسية قوية لدى أخيه الرئيس سلفا كير للعمل على احتواء الصراع الداخلى فى جنوب السودان الشقيق، وتنفيذ اتفاق السلام والتعاون مع المجتمع الدولى لتهيئة المناخ لذلك، خاصة على ضوء الآثار الإنسانية والاقتصادية الصعبة لاستمرار أى توترات داخلية ونتائجها على شعب جنوب السودان. وقال: إن مصر أكدت أهمية أن تكون العملية السلمية وفق اتفاق السلام شاملة كل المكونات العرقية والقبلية لجنوب السودان، على نحو يعلى الهوية الوطنية لجنوب السودان، ويساعد على منع تصاعد أى أحداث عنف واحتوائها، مع تحمل جميع الأشقاء فى جنوب السودان هذه المسئولية، وقيام المحيط الإقليمى والمجتمع الدولى بدعم هذا التوجه. وكان الرئيس السيسى قد استهل كلمته بالترحيب بضيف مصر حيث قال: «أخى العزيز الرئيس سلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان الشقيقة، يسعدنى أن أرحب بكم فى بلدكم الثانى مصر، وأود أن أؤكد المكانة الخاصة لجنوب السودان وأهلها فى قلوب المصريين، والعلاقات التاريخية التى تربطنا بشعبها الطيب الكريم، والصلات المتميزة التى تربط بين البلدين. وفى ختام كلمته جدد الرئيس السيسى سعادته الخاصة بالزيارة المهمة لرئيس جنوب السودان، معربا عن ترحيبه وترحيب كل المصريين بأخيه العزيز الرئيس سلفا كير فى بلده الثانى مصر. من جانبه، أكد رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت امتنانه للأشقاء المصريين للدعم الذى يقدمونه لبلاده، مشيرا إلى أن حكومته سوف تستكمل عددا كبيرا من المشروعات بمساعدة مصر فى جنوب السودان، لاسيما فى مجال بناء القدرات التى سيستفيدون منها. وأضاف أنه أطلع الرئيس السيسى على تطورات الأوضاع فى جنوب السودان مشددا على أن مصر تعد بلدا ثانيا لمواطنى بلاده الذين يشعرون بأنهم مواطنون وليسوا ضيوفا فى مصر. كما وجه الشكر للرئيس السيسى على دعوته له لزيارة القاهرة، ودعمه جنوب السودان خلال اجتماعات مجلس الأمن الدولى بالأممالمتحدة،وخاصة فيما يتعلق بقضية فرض حظر على السلاح على جنوب السودان. وقال إن المتمردين يعرفون كيف يشترون السلاح، ولذلك فحظر السلاح كان يستهدف إضعاف حكومة جنوب السودان وقدرتها على مواجهة المتمردين وحماية مواطنيها. وقال إن مباحثاته مع الرئيس السيسى أمس قد غطت العديد من الموضوعات المهمة فى مقدمتها تطورات تنفيذ اتفاق السلام فى جنوب السودان وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأشار إلى أن الأشخاص المناهضين للسلام يدمرون جنوب السودان من خلال إعاقتهم تنفيذ اتفاق السلام، مؤكدا أن اتفاق السلام لم ينهر حيث تعمل حكومة جنوب السودان على تنفيذه، وذلك برغم وفاة الدكتور جون جارانج بعد أيام من توقيعه، منوها بأن الرئيس السودانى عمر البشير التزم بتنفيذ اتفاق السلام مع جنوب السودان . وقال سلفا كير إن زيارته لمصر تتسق مع العلاقات المتميزة مع مصر، التى استمرت طوال الفترة الماضية، لافتا إلى أن غالبية قادة جنوب السودان تلقوا تعليمهم فى مصر، وأن لديهم أكثر من 6000 طالب يدرسون فى المؤسسات التعليمية العليا فى مصر. وشدد رئيس جنوب السودان، فى نهاية كلمته، على سعى بلاده لإحلال السلام، موجها الشكر لجميع الاطراف التى دعمت بلاده.