لم أستطع أن أترك مشاهدة هذا الفيلم المصري الذي تعرضه احدي القنوات الفضائية التي اشترت عددا كبيرا من أفلامنا التي تسجل تاريخ السينما المصرية وأشترت هذه الأفلام بالملاليم.. وحاول التليفزيون أن يعيدها إلي مكانها الأصلي علي شاشات التليفزيون المصري ودفع الملايين مقابل عودة هذا التراث الرائع للسينما المصرية الذي نشاهده هذه الأيام, وللأسف لا نملكه.. وتوقفت محاولات إعادة أفلامنا إلينا.. ونرجو من يهمه أمر السينما.. أن يهتم بإعادة هذا التراث إلينا مرة أخري.. ونرجو من المسئولين في الوزارات المعنية.. ومنها وزارة الثقافة.. أن تحقق عودة هذه الأفلام بمساعدة الوزارات المعنية.. والنقابات الفنية.. والجمعيات الأهلية.. التي تهتم بمصلحة هذا الوطن.. وفنه.. وتراثه الفني الذي يسجل تاريخ السينما المصرية صاحبة المائة عام سينما..!! ونعود إلي الفيلم المصري الذي أشاهده.. وأبطاله الذين سيطروا علي المشاهدين بقدراتهم الرائعة فيلم: رصاصة في القلب.. تأليف الأديب توفيق الحكيم وبطولة الموسيقار الكبير الراحل محمد عبدالوهاب.. راقية إبراهيم.. سراج منير وذلك الممثل الذي بهرني وشدني بشكل لم أحظ به من قبل وهو يمثل دور البواب الصديق لمحمد عبدالوهاب.. واسمه يسجله التاريخ بحروف من نور لدوره الكبير في عالم المسرح والسينما.. إنه النجم الراحل علي الكسار.. صاحب مشوار كبير في عالم الفن وقدم للمسرح200 مسرحية.. وقدم للسينما36 فيلما.. وأول ممثل مصري يقدم أول فيلم صامت للسينما المصرية عام1920 وكان اسم الفيلم الخالة الأمريكية.. ثم قدم أول فيلم ناطق بعنوان بواب العمارة عام1935.. وتوالت أفلامه بعد ذلك.. وقدم مع المخرج توجو مزراحي شخصية.. عثمان عبدالباسط التي اشتهر بها وقدمها في أفلام علي بابا والأربعين حرامي, سلفني3 جنيه.. والساعة سبعة.. واشترك مع كبار المخرجين حسن الامام.. محمود ذو الفقار.. إبراهيم عمارة.. حسين فوزي ومعظم كبار مخرجي السينما المصرية.. واكتشف عددا كبيرا من الممثلين الكوميديين ومنهم اسماعيل ياسين واشركه في أفلامه. جلست أشاهد كل هذا التاريخ وهو يمثل مع محمد عبدالوهاب.. وكان يؤدي دوره بكل سهولة وطبيعية أخاذة.. تأخذك لتنضم اليه في المشاهد التي يقدمها مع النجم التاريخ هو الآخر محمد عبدالوهاب ويتعامل معه علي الكسار بأسلوبه البسيط فجعل عبدالوهاب يبدو في كل مشاهد لقائه معه.. عملاقا في فن التمثيل الطبيعي والأداء الطيب الذي لا يخضع لأي مدرسة من مدارس التمثيل ولكنها مدرسة خاصة من إبداع طبيعة وقدرات علي الكسار!! ذلك العبقري الراحل لم يحظ بأي تكريم علي مشواره الفني سواء المسرحي.. أو السينمائي.. ولكنه يكفيه تكريم الجماهير له حتي اليوم.. علي الرغم من تقصير من يتولون مسألة التكريمات الكثيرة هذه الأيام في المهرجانات السينمائية.. والمسرحية.. والأهلية.. أيها النجم العبقري المذهل. نحيي تاريخك الفني.. ومشوارك المؤثر في التاريخ الفني والاجتماعي المصري.. ونذكرك بكل التقدير في ذكري رحيلك ال54.. وابدا لن ننساك!! عيون لا تنسي!!