قامت الدنيا ولم تقعد بعد أن تناثرت أنباء كثيرة حول بيع مكتبة شبكة قنوات الإيه آر تى بعد بيع قنواتها الرياضية ومن قبله أنباء شراكة الملياردير اليهودى مردوخ الموالى لإسرائيل مع رجل الأعمال الوليد بن طلال وإن كان من حق أى شخص أن يبيع أى شىء يملكه.. ومن باع شيئا فلا يبكى بعد ذلك إذا رأه يباع مرة أخرى لأنه ليس ملكه.. تلك هى القاعدة التى اتفق عليها معظم صناع السينما الآن فى نظرتهم لقضية بيع مكتبة art، وروتانا فماذا عن الأفلام المقبلة والتى مازالت تباع أولا بأول بالنيجاتيف.. فهل حقا صناع السينما يسكبون اللبن، ثم يبكون عليه. فى البداية تحدث هانى جرجس فوزى وهو أحد من قامت شركة والده وشركته ببيع عدد كبير من الأفلام من قبل للقنوات العربية قائلا: كل هذه الضجة كلام فى كلام، وأنا أتساءل ماذا سيفعل بها إذا قام بشرائها، مؤكد سيعرضها فى قنوات عربية أيضا، وحتى إذا قام بعرضها فى الخارج فى قنوات أوروبية، فأعتقد أن هذا شىء جيد ونتمناه جميعا للفيلم العربى، أما عن إسرائيل فأقول إنها طالما تعرض أفلامنا منذ عشرات السنوات دون دفع أى مقابل فسيكون جيدا أن تعرضها الآن فى مقابل أن تدفع أموالا.. وأنا أقول إن الوليد حر فيما يفعل فهو رجل يستثمر فى الإعلام وباع جزءا من شركته لصاحب أكبر إمبراطورية إعلامية فى التاريخ.. وهذا أيضا شىء مثمر لأنه مؤكد أننا بتلك الصفقة نكون توغلنا أكثر فى الإعلام الخارجى. وتساءل هانى أيضا قائلا: أريد أن أفهم أين وزارة الثقافة ووزارة الإعلام فى كل هذا.. ألم يشتر هذا الرجل بمقابل مادى من قبل وهو حر فيما يفعل.. وطالما خائفين بهذه الصورة فليدفعوا هم أموالا ويحصلون على تراثنا الذى يتحدثون عنه، فكل الموضوع 100 مليون جنيه فى ميزانية بمليارات.. ولكن تلك الملايين ستؤكد ريادتك العربية التى لم يتبق منها إلا السينما... والتى يتم سحبها الآن شيئا فشيئا حتى فى الغناء فتجد شروطا مجحفة تشترط أن يحتوى الألبوم أغنية خليجية وأخرى لبنانية حتى أصبح الشرط أن يكون الألبوم بأكمله خليجيا. وتطرق فوزى إلى أن ما يحدث من بيع نيجاتيف الأفلام فقال إنه فى البداية كانت الشركات تبيع الأفلام دون بيع النيجاتيف، فخرجت فتوى أنه طالما النيجاتيف لم يباع فستسقط الحقوق بعد 50 سنة فقامت الشركات بشراء النيجاتيف أيضا، فلذلك من حقها أن تفعل ما تشاء. أما المنتج عادل أديب والمسئول عن الإنتاج فى جود نيوز افتتح حديثه قائلا «أقسم أن الشيخ صالح كامل لن يبيع المكتبة وهو يعلم أنها ستذهب لإسرائيل، ولا حتى الوليد سيفعل هذا «ثانيا هذا الموضوع له أكثر من شق، أولا أنك فى عالم مفتوح، كل شركة تفعل ما هو فى مصلحتها، ومعروف أن الكيانات تندمج وتتحالف، ولكن نحن كمنطقة عربية لسنا مع ولا ضد ما يحدث، لأنه قبل أن نفرقع كلاما فى الهوا، لابد أن نفهم ما هو الاتفاق بالضبط. وتحدث عادل عن ما سيحدث بعد تلك العملية، عن الحفاظ عما هو قادم من الآن فقال: كل من يبكى من المنتجين وتجده يصرخ باسم تراث السينما، عندما تبحث عنه تجده أول البائعين، وأول من يقوم ببيع أفلامه بالنيجاتيف دون شرط.. وأنا أتعجب إذا كانت الحكومة تريد أن تحافظ على هذا التراث فلتصدر قرارا بمنع بيع النيجاتيف وتنتهى المشكلة برمتها.. ثم إذا كان الشيخ صالح اشترى الفيلم ب500 دولار فهذا ذكاء منه والغباء من البائع، ولكن الرجل خدم السينما المصرية خدمة العمر بترميم الأفلام وعرضها.. فى حين لم تفعل الحكومة شيئا ولن تفعل.. وحتى أفلامنا الجديدة تباع أولا بأول بالنيجاتيف وتحدث أيضا عن شركته قائلا نحن فى جود نيوز لم نبع نيجاتيف واحدا من أفلامنا، ونبيع فقط حقوق عرض تلك الأفلام. أما منيب شافعى رئيس غرفة صناعة السينما فقال إن الذى يعلمه أن هذا الرجل ليس يهوديا بل هو مسيحى، وهو عندما تحدث مع مسئولى الإيه آر تى قالوا له إنه شريك الوليد بن طلال، وأن كل ما يحدث ضجة مفتعلة ليس لها أساس من الصحة. وتعجب الشافعى قائلا: كل هذه الأفلام لدى إسرائيل من عقود طويلة ولا يوجد ما يسمى تراث لأن أى عرض ممكن أن نصنع منه نيجاتيف ونحتفظ به.. وتراث مصر لن يندثر لمجرد أن أى شخص يمتلك حقوقه فالأفلام ستظل مصرية إلى الأبد. وتعجب شافعى من النداء لوزير الثقافة بشراء تلك الأفلام وقال لقد عرضت بالفعل 100 مرة على المسئولين ولم يفكروا فى شرائها .. ثم إن من حق مالك أى شىء أن يبيعه لأى شخص.. وتعجب أيضا من الدعوة الدائمة بإهدار التراث، لأن تلك الشركات أصلحت مئات الأفلام بعد أن كانت مكدسة فى المخازن ولا يراها أحد، ولم نر حتى الآن مسئول فى الجمارك يمسك بأحد الأشخاص هارب بنيجاتيف لأى فيلم. أما أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون قال: أتمنى أن لا تباع تلك الأفلام بالطبع وأن لا تخرج من art لأننا نشترى تلك الأفلام أحيانا، وأخشى أن يدفع امتلاك المكتبة بأكملها إلى رفع الأسعار، أو حتى منع الأفلام عن باقى القنوات. وأما عما إذا ما كان التليفزيون قد يتدخل ويشترى هو هذه الأفلام فقال: من الممكن أن نشترى طالما أن الأسعار مناسبة ولكنى أؤكد أن الموضوع أكبر بكثير من أن نتحدث عنه هكذا لأنه يحتاج كلاما كثيرا. أما أيمن الحلوانى المسئول عن الإنتاج السينمائى بروتانا فقال إنه لم يسمع عن موضوع بيع روتانا لمكتبة الأفلام إلا بعض الشائعات وحتى الآن لا يوجد أى شىء مؤكد فى هذا الأمر.. وأما عن تخوف الناس من دخول مردوخ لمجموعة روتانا فقال: أعتقد إنه لا يوجد أى شىء يكرث هذا التخوف. وإذا كان الجميع رفع شعار الاستغاثة، وأطلقوا العنان لشعار أنه لابد أن تتدخل الدولة وتشترى هذه الأفلام، تحدثنا مع على أبوشادى رئيس المجلس الأعلى للثقافة السابق فقال: أنا شخصيا أتمنى أن تدخل الدولة لشراء هذه الأفلام حتى ولو بقرض من البنوك، لأنها بعيد عن أنها تراث سينمائى كبير، فإنها «حنفية فلوس» لا تنتهى ولن تخسر أبدا.. وإذا لم تتمكن الدولة أتمنى أن يتدخل رجال الأعمال المصريون ويشترونها، وهذا لا يعنى أنى متخوف من مردوخ إطلاقا، لأن الصفقة من مالك لمالك، ولا ينبغى أن نتخوف من مردوخ دون دلائل، فأنا لا أملك معلومات دقيقة عنه، إلا أن نفس الكلام قيل قبل ذلك على الشيخ صالح عندما اشترى وقيل إنه سيفسد هذه الأفلام والحقيقة على العكس نظفوا الأفلام وأصلحوها وصرنا نرى أفلاما لا نراها.. وأنا لا أعتقد أن مردوخ سيشترى الأفلام المصرية ليفسدها وكأنها هى سبب مشكلة العالم كله، وأدعو الناس لتتبع الجرائد الذى اشتراها حول العالم لنرى نية الرجل فى التعامل مع ما يشتريه. وأكد أبوشادى عدم تخوفه ولكنه يتمنى أن تعود تلك الأفلام لملكية الدولة أو رجال الأعمال. لأن 90% من هذه النيجاتيفات لم تخرج من مصر ومحفوظة فى ثلاجة شركة مصر للصوت والضوء. وتعجب على مما يثيره التليفزيون الآن من إطلاقه لحديث عن الملكية الفكرية والتى تخوله الحق فى استرداد هذه الأفلام، فهذا كلام فاسد وخال من الصحة لأنه يريد الاستيلاء على الأفلام عنوة، والملكية الفكرية تخص الموضوع فقط ولا تخص ملكية الفيلم.. وأما عما يجب فعله بعد ذلك للحفاظ على الأفلام الجديدة بدلا من أن تذهب لنفس المصير قال: كل ما ينتج يباع أولا بأول لأنها أصلا نقود تلك الشركات التى مولت بها الأفلام، وحتى إذا لم تكن أموالها فإن المنتجين الذين يبكون على الأفلام سيبيعونها لأنهم يحتاجون ذلك ليستردوا أموالهم، والشركة الوحيدة التى لم تبع كانت شركة مصر للصوت والضوء والسينما بل على العكس اشترت، وفى النهاية لا يوجد تخوف ولكنها أمنيات بأن تعود تلك المكتبة إلى ملكيتنا نحن.