لم يكن أحد يتوقع أن تتهاوى الامبراطوريات الكبرى فى الساحة الإعلامية العربية، وأن تتغير خرائط المنافسة بين الفضائيات الأكثر قدرة فى تاريخ الإعلام العربى، وذلك فى إطار تداعيات الأزمة المالية العالمية، وكانت البداية فى قنوات روتانا التى دخلت فى شراكة مع «نيوز كوربوريشن» التى يملكها رجل الأعمال جايمس مردوخ ابن الملياردير الشهير روبرت مردوخ الأسترالى الجنسية، والملقب بملك الإعلام فى العالم والمعروف بولائه لإسرائيل. وهى الصفقة التى كشفت عنها الصحف الغربية، واعتبرها خبراء الإعلام فى الوطن العربى أنها بمثابة الأمل الوحيد فى وقف نزيف الخسائر التى تلاحق القنوات الفضائية التابعة لمجموعة روتانا، حيث يوفر مردوخ لهذه القنوات الفرصة لتجاوز الأزمة المالية نظير حصوله على نسبة 20% من أسهمها، كما يحصل على حق الإدارة التى تمكنه من اختراق الإعلام العربى. فيما دفعت الأزمة المالية ونزيف الخسائر فى قنوات ART أن تبيع المجموعة باقة قنواتها الرياضية للجزيرة، لتخسر بذلك مجموعة راديو وتليفزيون العرب الدجاجة التى كانت تبيض لها الذهب، خاصة أنها كانت تحتكر حقوق البث لعدد كبير من البطولات المهمة فى المنطقة العربية، حتى إن البعض اعتقد أن هناك خلافات بين الشيخ صالح كامل رئيس مجلس إدارة الشركة وأبنائه الذين يشغلون الوظائف القيادية فى الشركة حول هذه الصفقة. وأنه كان يرفض بيع القنوات الرياضية التى كان يراها الأهم فى المجموعة، وبسبب ذلك تأخر إتمام الصفقة عدة أشهر بعد أن كشف غانم الخليفى مدير قنوات الجزيرة الرياضية القطرية عن المفاوضات حول الصفقة التى تعد الأكبر خلال عام 2009، وبعد ضغوط كثيرة من الجزيرة، ومساعدة من محيى الدين صالح تمت بالفعل الصفقة التى حصلت منها شركة راديو وتليفزيون العرب ما يزيد على 3 مليارات يورو. وقبل رحيل 2009 بأيام قليلة تطايرت أخبار عن تقدم قنوات روتانا بعرض لشراء باقة قنوات ART الترفيهية التى تضم قناة سينما، وقناتين للأفلام العربية وقنوات الحكايات، وهو النبأ الذى اعتبره كثيرون بمثابة نهاية امبراطورية ART التى كانت أحد النماذج التى فتحت الباب أمام صناعة الإعلام، والعمل فى القنوات الفضائية. وفى رد سريع لتدارك الأزمة وإغلاق أبواب الحديث فى موضوع البيع أصدرت المجموعة بيانا رسميا على لسان مصطفى جمعة مساعد الرئيس التنفيذى لشبكة ART نفى ما يتردد عن وجود مفاوضات بين الشبكة وأى جهة فضائية أخرى لبيع القنوات الترفيهية، مؤكدا على عدم وجود نية لبيعها، وأشار إلى أن شبكة ART بصدد إعداد خطة تطوير شاملة للارتقاء بالقنوات شكلا ومضمونا لتلبية احتياجات المشاهدين، وأن الخطة ستنطلق فى 2010. وبعد الأزمات المالية الحادة التى تواجه قنوات البث المشفر فى المنطقة العربية وتغير مفاهيم البث الحصرى، لم تجد قنوات أوربت إلا الدخول فى شراكة مع الكيان الأضخم فى العالم للقنوات المشفرة، حيث انضمت إلى مجموعة الشو تايم، أملا فى أن توفر لها مساحات أكبر من التميز فى مجالات البرامج والتسويق والتوزيع، إضافة إلى تقنية البث ونظام إدارة المشتركين بصورة أفضل.