تكررت سوء معاملة أبيه له ولأخوته.. فهو سليط اللسان ودائم الضرب لهم وإهانتهم أمام الغرباء فلم يستطع الابن الأكبر تحمل سوء معاملته في المرة الأخيرة بعد أن عنفه والده أمام الجيران فشعر الابن بكرامته تهدر أمام أصدقائه ورفاق عمره فترك المنزل و فر هاربا. وعاشت الأم وابنها الأصغر أسوأ سنوات عمرهما إلا أن الأب استمر في تهجمه وقسوته علي الابن الأصغر ولم تفلح معه توسلات الأم ودفاعها المستمر عن ابنها الصغير. استمرت المشكلات تتصاعد علي أبسط الأمور ولم يستطع الابن أن يهرب مثل أخيه الأكبر فقد كان الابن الأصغر يشعر بمسئوليته تجاه والدته فقرر أن يتحمل من أجلها و يبقي معها.. وصل محمود إلي عمر الشباب فقد قارب علي سن الرشد وشعر بالمهانة الشديدة وسط أقاربه ورفاقه بل في القرية كلها وعلي الرغم من وصوله إلي الصف الثالث الثانوي بإحدي المدارس فقد كان يعمل مع والده في الفلاحة وتجارة المواشي وكان الأب يرفض دائما إعطاء ابنه أجرته مثل سائر العمال ووصل الأمر بالأب أنه كان يقوم باحتجاز ابنه بحظيرة المواشي وربطه بها لثلاثة أيام متتالية.. اقتربت الامتحانات وحاول الابن أن يطلب من والده بعض الأدوات لأداء امتحاناته والكتب لمذاكرته ولكن كالعادة نهره الأب أمام الجميع ورفض إعطاءه أي مبلغ وهنا شعر الابن بنيران الغضب تسري في عروقه و قرر أن ينهي مأساته و معاناة والدته و في الصباح الباكر انتظر حتي دخلت والدته الحمام وذهب إلي حظيرة المواشي الملحقة بالمنزل ليستل عرقا خشبيا وتوجه به إلي غرفة والده ليقوم بضرب والده ست ضربات متوالية علي رأسه ليلقي مصرعه علي الفور وهرب سريعا إلي حظيرة المواشي قبل أن تخرج الأم من الحمام ليلقي العرق الخشبي و يقوم بإطعام المواشي..أبلغت الأم الشرطة دون أن تعلم أن ابنها هو من قتل أبيه. كان اللواء مصطفي النمر مدير امن الدقهلية قد تلقي إخطارا من اللواء مجدي القمري مدير المباحث الجنائية بورود بلاغ الي الرائد احمد توفيق رئيس مباحث مركز بلقاس بقيام محمود ع. ع.19 سنة طالب بالصف الثالث الثانوي التجاري بقتل والده تاجر المواشي بعرق خشبي لسوء معاملته له وذلك عقب غياب شقيقه عن المنزل لمدة خمس سنوات لسوء معاملته له أيضا و تم تحرير محضر بالواقعة وجار العرض علي النيابة.