حتي لا يغيب عني وأنا أتعامل مع مريضتي.. وأصبحت تتعامل معي وكأنها صديقتي الذي بيحكي لها قصصا بعيدة عن المرض, وعن أنني طبيب يعالجها من المرض.. وكانت والدتها الأم الطيبة تشاهدني وأنا أتعامل مع المريضة كأصدقاء.. وجعلتها تهتم بالعزف علي البيانو وهي هادئة وفي انتظار وجودي.. وحضرت لها وهي تعزف علي البيانو.. ووقفت بجوار والدتها.. التي وقفت جانبي.. والدموع تملأ عينها.. حبا في بداية علاج إبنتها من العيش مع زوجها الذي رحل.. وخفت من مرض الوحدة.. الذي كانت تعيش فيه.. مرض بأن زوجها لم يمت وعاشت معه فترة طويلة.. وحدث بيني وبينها أشد تعامل ورفض وجودي.. ووصل الأمر بيني وبينها إلي ثورة لن أنساها.. بطردي من المنزل ورفضها التعامل معي وقالت لي.. أنت لست طبيبا.. وأنا لست مريضة واذهب عني.. لأعيش مع زوجي وأتعامل معه.. وأصدق أنه لم يمت.. وحبست نفسها في حجرتها.. وبأعلي صوتها صاحت بطردي من بيتها ونظرت إلي والدتها وهي تقف بجواري, ولن أنسي دموعها ونظراتها الأليمة من الأم الطيبة التي تفقد إبنتها ولكن لن أنسي جملتي التي قلتها لها.. يا سيدتي الطيبة.. ما يحدث بيني وبين ابنتك الآن.. هو بداية علاجها!! ومرت الأيام وأنا أتعامل مع المريضة كعازف بيانو ونقلتها إلي منطقة أخري.. حتي وصلنا فعلا إلي ما هي عليه الآن وتغيرت كصديقة بعد أن حكيت لها عن.. بتهوفن.. وقصة حياته.. وإقتربت مني.. حتي وصل أمرها إلي العزف علي البيانو.. وأصبحت معي كصديقة وبدأت أخبرها عن زوجتي العزيزة وعن نجوم الموسيقي المصريين ودورهم الهام في حياة الشعب المصري.. والعالمي!! وبدأت بأخبارها عن زوجتي التي تعزف علي البيانو بعد أن تبعدني عنه لأني أخطئ في العزف.. وكيف كنت أعيش مع زوجتي وبدأت أحكي لها مفاجأة قصة حياتي مع زوجتي.. أخبرتها بعد أن أصبحت أنا وهي أصدقاء.. أن زوجتي.. ماتت منذ فترة طويلة.. وأمضيت أنا أعيش وأنا وحيد.. وكان العزف علي البيانو هو صديقي.. ووصل بي الأمر أنني بعد عزف أي لحن علي البيانو.. أنظر إلي صورتها العالقة في مواجهة البيانو وأسألها من خلال صورتها بعد رحيلها هل أنا أخطأت في العزف أم لا.. وما هو رأيك.. وكنت أكلم الصورة المعلقة.. وأتخيل بنفسي أنها تجيب علي سؤالي كما كانت تجيب علي أخطائي في العزف.. وتتولي هي العزف وبعد رحيلها.. بدأت أسأل صورتها عن ألحاني.. وأتذكر رأيها كعادتها وهي عايشة.. وكأنها تجيب علي!! نظرت إلي صديقتي الجديدة.. وقالت لي.. هذا الذي بيحدث لك إنه مرض.. فأنت كنت تكلم صورة زوجتك التي رحلت وليست حقيقية.. أنت مريض فعلا معقوله تكلم صورة.. قلت لها.. وأنت يا صديقتي العزيزة.. كنت تكلمين صوتا!! وحدث أنها نظرت إلي.. وإلي والدتها الطيبة وساد المكان صمت الغرباء!! وإلي لقاء!! مع المريضة.. ونجوم الموسيقي العلاج والمتعة!!