كان يحيطني أمر أحبه في علاج مريضتي التي زرتها في منزلها التي تعيش فيه مع والدتها.. وهي تظهر لي.. بدموع الأم الحنونة التي ترجو أن أقوم أنا كطبيب لعلاج مرض الوحدة الذي يسيطر علي كثير من المرضي الذين يعانون من هذا المرض النفسي والذي كان يسيطر علي مريضتي النفسية عرضها الذي تعيش فيه.. وتجعل والدتها الأم الطيبة التي تأمل شفاء إبنتها من المرض الذي تعانيه.. وتتخيل بمرضها أن زوجها لم يمت وهو يعيش معها بصوته.. وحضوره المستمر.. وأنها كانت تعيش في أمل أنني قادر علي علاجها!! وبعد أن تركتنا وذهبت إلي حجرتها.. وهي تصرخ وتتركنا أنا ووالدتها بثورة المريضة.. وهي تصبح رافضة وجودي لعلاجها.. وتطلب بصوتها العالي وهي في حجرتها برفضي كطبيب يريد علاجها.. وأنها ليست مريضة وأنها تعيش مع زوجها الذي لم يمت.. وهي سعيدة في وجوده معها تعيش معه حياتها لأنه لم يمت.. وسمعت من كلامها وهي في حجرتها ما يشبه كلاما طرديا.. من منزلها.. ووقفت والدتها معي بدموعها الطيبة وهي تحاول الاعتذار لي.. ولكني طمأنتها أنني سأعالجها.. وسأحضر لها في اليوم الثاني. وفعلا حضرت لوالدتها في اليوم الثاني التي كانت تنتظرني بلقائها الطيب.. والبيت كله في هدوء.. وشاهدت وجود البيانو الخاص بهم موجود, والبيت في منتهي الهدوء.. فاتجهت إلي البيانو وجلست أمامه.. وبدأت أعزف لحنا رائعا.. أعرف كل لحظات إبداع صوته!! والأم صامة.. تسمع اللحن بإبداعي وبهدوء المنزل تتابع لحن العلاج النفسي الذي أبدعه بعزفي علي البيانو.. ومع صوت لحن البيانو فوجئت أنا ووالدتها بابنتها تخرج بسرعة ادئها تتجه في سيرتها إلي حيث أجلس أمام البيانو واستمر في إبداع اللحن الذي أقدمه من صوت البيانو..!! ولم أتوقف في عزفي علي البيانو وكنت بالفعل انفعلت مع أنغام لحن البيانو.. وكأني عازف بيانو محترف ولست طبيبا معالجا.. وأمها الطيبة إندهشت من خروج ابنتها وتتجه إلي جوار البيانو وعاشت لحظات صمت إبداع عزفي علي البيانو وإنتهيت من عزف اللحن بهدوء.. ولم أنظر لها.. أو لوالدتها وكنت فعلا فيحالة إبداع.. وسط هدوء المكان!! وإقتربت مني الابنة المريضة.. وقالت بصوت هادئ جدا هل.. هذا اللحن.. من إبداعك؟! قلت لها بصوت هادئ جدا.. إذا سمحت لي.. بكوب ماء.. فتحركت بصمت سريع.. وذهبت لإحضار كوب الماء.. ونظرت أنا إلي والدتها فوجدت الأم تبكي بدموع صمتها ولم تتكلم وحضرت إبنتها وهي تحمل كوب الماء.. وأخذته منها بهدوء وصمت وشربت الماء!! سألتني.. بعد أن قالت هنيئا.. إخبرني هل هذا اللحن من إبداعك؟ قلت لها ياريت.. ولكن له معي حكاية سأقصها عليك غدا.. وإلي لقاء وخرجت بهدوء يكمل هدوء الأم.. ودموعها!!