بعد زيارتي لصديقي الدكتور الشهير بقدراته الخاصة في علاج الأمراض النفسية.. والتي كانت تعاني منها مريضة سأقوم بعلاجها.. وبعد شرحي لصديقي الدكتور بأن حالة مريضتي صعبة, فهي تعيش حياتها الكاملة مع تصورها أن زوجها لم يمت وأنه في مرضها النفسي يعيش معها.. وهي تعيش معه في بيتها بصدقها أنه مازال يعيش معها.. في حياتها الحقيقية مرض خاص بها أنه يعيش معها ولم يتركها.. ووقع علي أختيار علاجها النفسي.. بتصورها أنه مازال حيا معها وتتصور لأنها وحيدة تعيش من بعد رحيله.. تعيش بوجوده.. بكل تفاصيل حياته الماضية معها.. أنه لم يمت.. وهو معها بكل ماضية بصوته.. وحركته.. وكل تفاصيله الماضية.. لأنها تعيش بمرض. الوحدة النفسي التي تعاني منه.. وتستحضر بمرضها النفسي كل حياة زوجها التي عاش معها.. وتسمع وتتحرك وهي وحيدة كل ما كان يفعله وهو معها.. وزاد مرض الوحدة لديها إلي حيث سيطر عليها الماضي. وأخبرني صديقي الدكتور المختص عالميا في هذه النوعية من الأمراض النفسية.. وكنا أنا وهو نسير في حديقة منزله. وهو وحيد.. بعد موت زوجته.. ويسير معي في حديقة منزله التي زرعها ببرسيم أخضر.. وفوجئت به يسير حافيا.. وعندما شاهدني وأنا أنظر إلي قدميه.. قال لي لا تندهش من سيري حافيا هو الحل للعلاج الذي تبحث عنه لمريضتك.. وتركته شاكرا لنصيحته بعلاج مريضتي بأن تعيش في مرضها.. وهي حافية.. واندهشت للعلاج الذي يمكن أن يشفي المريضة من وحدتها.. وأخذت أفكر هذا العلاج وقدرته علي شفاء المريضة في وحدتها. النفسية.. وفكرت في أن السير الحافي.. بصوت الأقدام. وهل الصوت الحافي الذي تسير به المريضة سيؤدي إلي شفائها.. وأن صوت الحفاء سينبهها إلي صوت آخر.. ويبعد عنها صوت الوحدة الي تعيشها مع خيال وجود زوجها بصوته الماضي!! وانتظرت لقائي بمريضتي. وأنا أسير حافيا!! وإلي لقاء!!.