وذهبت إلي منزل مريضتي بعد لقائي بالصديق العزيز المتخصص في علاج المرضي, وهو دكتور عالمي خاص بعلاج المرضي النفسيين.. وأخبرني بعد أن شاهدته وهو يسير حافيا علي الزرع الأخضر.. وبعد سؤالي له.. لماذا يسير حافيا؟! قال لي بثقة أنت عليك وأنت تعالج مريضتك تجعلها تسير حافية وعندما شهد استغرابي.. أخبرني بأن صوت أقدامك وأنت حافي سوف يعطيك.. صوتا جديدا قد يؤثر فيك.. ويبعد عنك إحساس مرض الوحدة.. وتستطيع أن تجد أسلوبا جديدا في علاجك للمريضة. وذهبت بعد هذا اللقاء إلي منزل المريضة.. وأول ما دخلت إلي صالة الشقة.. فوجئت بوجود والدتها في انتظاري ترحب بي ونادت علي ابنتها.. وقدمتني لها. بأني الطبيب المعالج الجديد لها.. ولم تتحدث المريضة. ونظرت إلي بلا كلام ولكن ظهر علي ملامحها بعض الارتياح!!. وقمت بتحيتها بهدوء من بعيد, وطلبت منها أن تجلس علي مقعد المفروض أنها كانت تجلس عليه للدكتور السابق الذي كان يعالجها.. وهي تستجيب لكل طلباته ووالدتها تطلب مني أن أتحدث معها.. فطلبت منها أن تجلس علي المقعد الذي كانت تجلس عليه مع الطبيب السابق.. جلست بصمتها.. وفجأة قالت.. أنا لست مريضة.. أنا عايشة بجد مع زوجي الذي يقولون عنه أنه رحل.. ولكنه لم يرحل.. ويعيش معي طوال الوقت؟! قلت لها.. بهدوء.. وأنا أحضر مقعدا آخر جلست به أمامها.. وقلت لها.. عظيم.. أنت صريحة وهايلة لأنك حكايتي عن ما تعانيه وتعيشي فيه.. وأنا سوف أحكي لك حكيت.. وقصصت لها حكاية أن أكون حافيا وأنا معك وحكيت لها حكايتي مع الطبيب صديقي العالمي.. علي أن تكوني حافية وأنت في جلسة علاج.. وتسيري وأنت حافية!! ونظرت إلي وأنا أمد يدي إلي حقيبتي.. وأخرج منها كيسا به فردة حذاء حريمي, وطلبت منها أن تتلخص من حذائها.. وتلبس في قدم من أقدامها فردة الحذاء بعد أن تتخلص من حذائيها الكاملين.. فنظرت إلي وقالت وأبقي حافية؟ هل هذا علاجك لي. قلت لها أرجوكي نفذي ما أطلبه منك.. لأن هذا أسلوب وطريقة علاجي لك!! فقالت بدهشة رافضة: أنا غير مقتنعة بأنك طبيب فعلا ولست في حاجة لعلاجك!! أرجوك نفذي ما أقوله.. لأنها وصفة دكتور عالمي في الأمراض النفسية أنا لست مريضة.. وأنت لست طبيب يعالج.. أنت تهزأ بي.. أرجوك أتركني.. في حالي الذي أعيش فيها مع زوجي لأنه لم يمت وهو يعيش معي!!. قلت لها.. أرجوك نفذي ما أطلبه منك.. واجعلي زوجك يراك وأنت حافية.. وتسيرين وأنت حافية.. فيتأكد أنك تحبينه ويشعر بوجوده فعلا!!. وامتلأ المكان كله.. بصمتنا جميعا!!.