بعد أن انتهيت من العزف علي البيانو.. وخرجت مريضتي من حجرتها واتجهت إلي وهي تسألني هل هذا العزف الجميل الذي قمت بعزفه الرائع علي البيانو كان من ألحانك؟! وطلبت منها كوب ماء لأشربه.. واستجابت لطلبي وذهبت بصمت سريع وأحضرت لي.. كوب الماء وشربت الماء أنا بهدوء.. وبعد أن قالت لي.. هنيئا!! سألتني مرة ثانية.. هل هذا اللحن من إبداعك؟! وقلت لها يا ريت لكن هذا اللحن له حكاية معي.. وسوف أقصها عليك غدا وإلي لقاء!! وانصرفت بهدوء شديد.. وهي تنظر إلي بنفس هدوئي ونظرت أنا إلي والدتها الأم الطيبة التي بدأت تشعر بأن ابنتها بدأت تتحدث معي بهدوئها.. وأنني بدأت مع ابنتها أتحدث معها بهدوء الطبيب الذي يعالج مريضته المعذبة بمرض الوحدة وبدأت أنا في أول طريق العلاج!! وانصرفت خارجا.. لأترك مريضتي.. لأول مرة لها تتحدث معي.. وتسأل بهدوء.. عن لحن البيانو الذي جذبها جدا.. وخرجت من حجرتها.. وخرجت من جزء مهم بأعراض مرضها وارتحت أنا كطبيب بأن مريضتي بدأت في طريق العلاج دون أن تشعر بأنني الطبيب الذي يعالج مريضه.. بعد أن جذبها اللحن الرائع الذي عزفته بإبداع علي البيانو!!. وعدت إليها.. هي ووالدتها الأم الطيبة التي شعرت بتغيير ابنتها.. وهي تتعامل معي كصديق هادئ ويلحن علي البيانو.. جذبها إلي مرحلة بداية العلاج كما قلت لوالدتها أنني بدأت العلاج لابنتها الحبيبة!!. وعدت إلي مريضتي في اليوم الثاني كما وعدتها هي ووالدتها ووجدتها تجلس أمام.. البيانو.. وتحاول أن تعزف عليه بيديها محاولة أن تقدم أي لحن بأصابعها.. ومن إبداعها.. وفوجئت بوالدتها. تقف بجوارها وهي في هدوء العاطفة الأمومية الطيبة وتقدمت بهدوء.. بعد أن فتحت لي.. العاملة في بيت الأسرة.. وتقدمت إلي مريضتي ووالدتها التي تقف خلفها وتنظر وتسمع أنغام ما تعزفه ابنتها علي البيانو وهي صامتة.. وشعرت بوجودي.. وفجأة أنهت ابنتها عزفها المتقطع علي أوتار البيانو وأنا بدأت بعد نهاية عزفها المتقطع أصفق لها علي مجرد المحاولة.. وعندما شاهدتني.. ضحكت بخجل وابتسامة لي بأكثر من خجلها.. فقلت لها.. هل هذا اللحن الذي سمعته من إبداعك فعلا؟! فضحكت بصوتها المتغير لأول مرة. بضحكة جميلة.. وقالت أنا لست أنت يا موسيقار يا عظيم.. أهلا بك يا أستاذ. قلت لها بابتسامة طيبة.. أنت.. بتهوفن.. يا فنانة يا عظيمة!!. فسألتني.. من هو.. بتهوفن هذا؟ قلت لها سأحكي لك عنه الآن!! وإلي لقاء!!.