كشف الدكتور حسام بدراوي المفكر والسياسي والأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة عن عدة مشروعات تنفذها الحكومة لتطوير التعليم منها عدد كبير من البرامج بالتنسيق والتعاون مع القطاع الخاص والجمعيات الأهلية في المحافظات. وقال الدكتور بدراوي خلال الندوة التي أقيمت بالقاعة الكبري بجامعة القاهرة بعنوان الجامعات تصنع حضارة أم تقدم خدمة إن الجامعة التي تنتقد ما لديها من علوم وتشكك بها هي التي تستطيع تطوير علومها والتي غالبا ما يكون دورها الرفاهية والنظام والحقيقة وذلك بتأهيل الطلاب وتعليمهم وزرع التناسق المجتمعي بينهم. مضيفا أن التشكيك في المسلمات هو الطريق إلي الإصلاح وأنه لن يحدث تطور مجتمعي بدون تشكيك في المعارف المتوارثة لأن الاستقلالية في التفكير تنتج أفكارا جديدة وأنه لا يمكن أن ينمو مجتمع بدون أخطاء وأن الإبداع هو أساس الابتكار. كما اعترف الدكتور بدراوي بأنه أخطأ في تقييم بعض التجارب بأنه وضع نفسه في إطار تطوير الواقع و هو أمر صعب المنال لتحقيقه في مصر لأن تحقيقه يتطلب تحريك المجتمع بأكمله ورغم توافر مصادر المعلومات والمواد الدراسية في أعرق جامعات العالم فإن الطلاب في تلك الجامعات لا يذهبون إليها من أجل المناهج وإنما من أجل الابتكار والتواصل مع الأساتذة. كما حمل بدراوي الدولة مسئولية تدهور التعليم وكذلك تعديله وتصحيح المسار في الجامعات قائلا: الدولة هي المنظم الرئيسي للعملية وتحقيق العدالة والمساواة ورئيس الجامعة ليس موظفا بل يعتبر وزيرا للتعليم العالي في تلك المحافظة أو المنطقة الإقليمية ولذلك يجب إعادة صياغة دور الدولة في التعليم العالي والتوسع في تخصصات التعليم بشكل عام ومصر علي كل الأحوال أفضل من دول مجاورة حيث لدينا50% من الشباب لهم جزء في منظومة التعليم العالي أما في كوريا فهناك70% من الطلاب لهم وإسرائيل65% من شبابها يحصل علي تعليم عال وكل من يطالب بتقليل نسبة الحاصلين علي تعليم عالي لديه فكر عقيم فالأفضل خلق بطالة متعلمة عن وجود بطالة ليس لديها تعليم. وأضاف الدكتور حسام بدراوي أنه يجب علي الدولة إعادة تأهيل المؤسسات التعليمية واتخاذ الإجراءات الحادة مثلما فعلت إيطاليا وفرنسا وغيرهما لأننا لدينا أعداد هائلة فجامعة القاهرة وحدها بها حوالي400 ألف طالب و جامع الأزهر يدرس بها حوالي نصف مليون طالب والجامعة لديها مكانة مما يجعلها تقف في وجه الدولة كما أن جامعة القاهرة فقط قدمت17 براءة اختراع وهذا يؤكد مدي تأثير الجامعات في الدولة والمجتمع. وعن رؤية مصر في2030 لتطوير التعليم أكد بداروي أن الدولة تهدف إلي أن يكون التعليم متاحا لكل المصريين بشكل مميكن تكنولوجيا وان يكون مستوي المعلمين أقوي من مستوي الطلاب حيث يظل عضو هيئة التدريس والمعلم هو الأساس في الجامعات والمدارس ويمكن تحقيق الجودة في التعليم خلال3 سنوات فقط من خلال تطبيق اللامركزية. مؤكدا أن التعليم الفني في مصر شهد تدهورا أيضا رغم انه كان مثالا يحتذي في فترة من الفترات ولكن وضعنا برامج لتنشيطه وإعادته إلي مجده مرة أخري ومشروع الاتحاد الأوروبي هو أبرز المشروعات التي تم تنفيذها في مصر وهناك مشروع كبير ننفذه في بني سويف لتطوير التعليم وأمام الشباب فرصة أكبر لنشر الإيجابية والجميع يمكن أن يشارك في تطوير التعليم وجينات المجتمع بأكمله قادرة علي تنمية الحضارة التي ورثناها من الأجداد. وفي نهاية اللقاء أكد بدراوي أنه عمل بالسياسة ويعلم انها ظالمة ورغم ذلك حاول تقديم شيئا لبلاده مشيرا إلي أن زملاءه في العمل السياسي كانوا يتعجبون من عدم تناول الصحافة والإعلام بنقده فكان يرد عليهم ضاحكا: الإعلاميون حبايبي علشان أنا بولد زوجاتهم إنتوا نسيتوا إني دكتور امراض نساء مشيرا إلي أنه استقبل12 ألف طفل خلال رحلته العملية في وظيفته كطبيب مؤكدا أنه يجب غرس قيم حب المدرسة والمدرسين والقرية والمدينة والتي منها جميعا ينبع حب الوطن.