هاني خليفة من المخرجين الذين يمتلكون رؤية في أعمالهم ولذلك لا يبحث عن الكم بقدر اهتمامه بتقديم عمل فني مميز, ومؤخرا شارك في تجربة جديدة وهي عضويته في لجنة تحكيم القاهرة السينمائي والتي وصفها بالثرية وأنه استفاد منها رغم حرب الانتقادات التي وجهت لهم قبل المهرجان كما تحدث عن أسباب غيابه سينمائيا, وتفاصيل مسلسله الجديد مع يسرا في هذا الحوار:- لماذا قرر المخرج هاني خليفة المشاركة كعضو لجنة تحكيم بالقاهرة السينمائي وكيف تري وقع هذه التجربة عليك؟ يعتبر هذا المهرجان من المهرجانات الدولية كما أن لجنة التحكيم تضم العديد من الأسماء المهمة; حيث إن معظمهم له حضور عالمي, وأول شيء فكرت فيه هو أنها مسئولية كبيرة لأنني في النهاية ممثل للسينمائيين المصريي; حيث كنت أضع في ذهني كيف ينظرون لنا في الخارج؟ فلم أكن أرغب الافتعال أو إظهار صورة غير موجودة, فمن الممكن أن تكون السينما المصرية ليست الأهم في العالم ولكنها تملك تاريخا كلنا فخورون به, ونقدم محاولات جيدة, كما أن المشاكل التي نعاني منها في صناعة السينما موجودة في كل الدول ماعدا السينما الأمريكية, ولكن بشكل عام كان هناك توفيق بشكل كبير في اختيار أعضاء اللجنة من إدارة المهرجان; حيث كنا متفاهمين كثيرا ونستمع لآراء بعضنا البعض, وكنت مستمتعا بالطريقة التي يقرأون بها الأفلام, وأي فيلم عرض في المسابقة الدولية مهما كان مستواه كان يجد عنصرا داخل اللجنة يدعمه ولو وجدت به مشاكل كانت هناك نقاط أخري تدعمه, وبالتالي العمل والمشاهدات ممتعة مع الفريق بالرغم من وجود اختلافات في الرأي بيننا ولكن الهدف الأول والأخير هو الانتصار للسينما. هل معني ذلك أنه كان هناك اختلاف في الآراء فيما بينكم؟ لابد من وجود اختلاف في وجهات النظر ولكن معظم الأحكام أو70% معبرة عن أغلب الأعضاء وبالإجماع ولم نجد انقساما في اللجنة. ما رأيك في الانتقادات التي وجهت لبعض أعضاء لجنة التحكيم المشاركين؟ أنا واحد من الناس الذين وجه نقد لي; حيث شاهدت ذلك علي صفحات التواصل الاجتماعي من نقاد احترم رأيهم, ومن حق كل شخص أن يقول وجهة نظره ولكنني لم أضع هذا في تفكيري, ولكن الفكرة أن الانتقاد الموجه لنا بشكل عام علي فكرة السن وإنجازاتنا, وفي النهاية نحن كنا نمثل السينمائيين المصريين, والسؤال هل قدمنا دورنا بشكل مشرف أم لا؟ هذه هي الفكرة وأنا فخور أيضا بأروي جودة وهي اكتشاف بالنسبة لي, وأول مرة أعرفها وهي شخصية مثقفة كثيرا وتتقن لغتين, كما تتناقش مع باقي الأعضاء بحرفية, وبمنتهي العمق, ومن الواضح أنها شاهدت العديد من الأفلام من قبل وأعضاء اللجنة بلا استثناء كانوا معجبين بها وأنا بالفعل مبهور بها وفخور بدورها ولو الناس تتحدث عن التاريخ القصير للشخصيات ولكن ما رأيته مع أروي عكس ذلك. هل تقصد أن العمر الفني ليس مبررا لهذه الانتقادات؟ نعم فلننظر كم فيلم شاهدت أروي فهناك أشخاص أكبر سنا وأكثر تواجدا ولم يشاهدوا هذا العدد من الأفلام مثلها وبالتالي الثقافة السينمائية شرط مهم جدا وهذا ما يتوفر فيها وهو أهم شيء بالنسبة لي كما أن باقي أعضاء لجنة التحكيم العالميين وهم يتحدثون معنا لم يشعروا إطلاقا أننا نعيش بجزيرة من القرون الوسطي بل شعروا بأنهم يتحدثون مع أشخاص شاهدوا أفلاما في تاريخ السينما وأعمالا متنوعة معاصرة. أشعر أنك في حالة ضيق بسبب هذه الانتقادات؟ إطلاقا فموضوع الانتقادات أصبح طابع حياة ففكرة الانتقاد عموما شيء مطلوب رغم أنه كان عنيفا ومسبقا ومصطنعا ومقصودا وفراغ مواضيع وأكل عيش وهذا ما يحدث الآن في جميع المجالات الكرة والفن من خلال اختراع مشكلة لنتفنن فيها, كما أن هناك شيئا ما مسبق تجاه مهرجان القاهرة, وفي النهاية كلنا ننتقد ومن حق أي شخص أن يقول رأيه ولكن الأهم الأفلام الجيدة التي لم يذكرها أحد سواء خارج المسابقة الدولية أو في المسابقة, كلهم تركوها وانشغلوا في الفساتين والمهرجانات وكأنهم خبراء مهرجانات ويعلموا كيف يتم اختيار لجنة تحكيم, وللعلم كل خبراء المهرجانات كنت أتمني أن يكونوا قد شاهدوا هذه الأفلام بالفعل, ولا اعتقد لأن بالبيانات أظهرت أن عدد المقاعد المشغولة قليل جدا وهو ما كان مزعجا بالنسبة لي فالمهرجان السينمائي هدفه مشاهدة أفلام غير متاحة دائما في السينما العادية ومنها أفلام حازت علي جوائز في مهرجان كان وبرلين وهذا لم يذكره أحد. معني ما تقوله إن المهرجان فشل في تحقيق شعاره السينما للجمهور؟ أي مهرجان في العالم يذهب إليه الجمهور ويقف طوابير ويكون هناك شغف, وهذه مشكلة كبيرة وأنا لم أدافع عن المهرجان فأنا من الأشخاص الذين قصروا في حضور أفلام المهرجان لانشغالي في الحياة, ولكننا لا نملك ثقافة التحضير والتخطيط في حياتنا في مصر لحضور المهرجانات ففي أوروبا يستطيع المواطن الحصول علي إجازة والتخطيط لها لحضور أفلام في مهرجانات. بعيدا عن المهرجان لماذا خطواتك السينمائية بطيئة منذ فيلم سكر مر؟ لا يوجد سبب محدد فهناك مشروع وتعطل لظروف ما, ويوجد مشروع آخر جاهز وأفكر في تنفيذه بعد مسلسلي القادم ولكنني أحتاج لتحضيره لأن علاقتي بالفيلم غير علاقتي بالمسلسل بمعني أن الفيلم دوري فيه كمخرج يبدأ من مراحل مختلقة قليلا أما في المسلسلات دوري كمخرج جزء من العمل وليس الجزء الأكبر فأنا أري أن الإنتاج التليفزيوني يكون فيه دور المنتج أهم بالرغم من أهمية دور المخرج ولكن المنظومة مختلفة فالمسلسلان الذين قدمتهما كان دور المنتج فيهم هو الأهم وهو صاحب الفكرة بينما أنا أقدم دوري بشكل احترافي فني. هل ما ذكرته سبب في تأخر خطواتك السينمائية لرفض البعض التدخل في كل التفاصيل؟ لم يحدث لي من قبل وجود أزمات مع المنتجين لهذه الأسباب, فالمشروع الذي دخلته منذ أربعة أعوام كانت مشكلتي معه الوقت; حيث يحتاج لتطوير في الكتابة دائما, لأن كل شيء يتغير وتشعر أن أي عمل كتب منذ عامين يعتبر قديما فالتطور التكنولوجي أيام كتابته كان لا يوجد اوبر في الشارع المصري مثلا, وكل شيء يتغير فنحن في عصر عجيب ففكرة التحضير لعمل لابد من تنفيذه سريعا فقديما كان يجوز وضع سيناريوهات في الأدراج لمدة خمسة أعوام أما الآن التغييرات تصعب ذلك. تردد أن هناك عملا مع السبكي ولكن لم ينفذ؟ بالفعل قابلت السبكي مرة وكان هناك عمل سيجمعنا, ولكن لم يحدث نصيب وهذا ليس رفضا له, خاصة أن مخرج مثل يسري نصر الله قدمت معه, وليست المشكلة التعامل مع من ولكن المشكلة ما الذي سنقدمه وسوف نحاسب علي النتيجة والعمل. ماذا عن مسلسلك الجديد؟ أحضر لمسلسل مع الفنانة يسرا وجمال العدل في ثاني تعاون بيننا بعد مسلسل فوق مستوي الشبهات الذي عرض العام الماضي وسوف أبدأ التصوير في شهر ديسمبر الجاري ولم يتحدد أي من فريق عمل أو اسم له فنحن في مرحلة الكتابة والتحضير لأماكن التصوير.