أثار عرض فيلم «المسافر» خلال وقائع مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الأخيرة جدلا كبيرا بين أوساط من شاهدوا الفيلم، حيث فوجئ مخرجه أحمد ماهر بهجوم عاصف خلال الندوة التي أعقبت عرضه، واللافت أن الفيلم يمثل حالة خاصة جدا في السينما قد تكون بحاجة إلي قدر أكبر من التأني خلال مشاهدته، وهو ما أكده أحمد ماهر خلال حديثه عن الفيلم أكثر من مرة، وبأي حال من الأحوال لا يمكن التعامل باستسهال مع تجربة مثل «المسافر»، وهو الفيلم الذي أعاد المصريين إلي مهرجان فينسيا بعد غياب 29 عاما، كما شارك مخرجه في لجان تحكيم مهرجانات سينمائية مهمة منها مهرجان «ميلانو».. في هذا الحوار يحاول أحمد ماهر توضيح ما أثير بشأن الفيلم، ورؤيته لتلقي المشاهد المصري للسينما عموما.. ما تفسيرك لكل هذا الهجوم الذي لاقاه عرض الفيلم ضمن وقائع مهرجان الإسكندرية الذي اختتمت دورته السادسة والعشرون منذ أيام قليلة؟ - برغم كل هذا الهجوم فإنني غير نادم علي المشاركة في المهرجان، فأنا بطبيعتي لا أندم علي شيء، وعموما مهرجان الإسكندرية يعتبر هو أصغر مهرجان شاركت فيه حتي الآن خصوصا أن الفيلم عرض في عدد كبير جدا من أهم المهرجانات الدولية، ولكن لا أعلم ما سر كل ذلك الهجوم علي الفيلم..هل هذا مثلا لأنني حصلت علي دعم من وزارة الثقافة؟ إذن فلماذا شاركت في مهرجان الإسكندرية من الأساس؟ - لأنني أردت الابتعاد عن فكرة عدم عرض الفيلم في أي مهرجان مصري، فأنا لم أشارك في مهرجان الإسكندرية حتي أفوز بجائزة، ولكن لأنني فقط احترمت فكرة عرض الفيلم في مهرجان مصري. لكن هل ستضع الآراء التي هاجمت الفيلم في اعتبارك أم أن الأمر لايعنيك؟ - مع احترامي للجميع أنا لا أهتم بآراء بعض النقاد وليس جميعهم، لأن معظم النقاد الذين هاجموا الفيلم لم يروه أصلا، لذا فأنا لن ألتفت أبدا إلي أشخاص مرجعيتهم الأفلام التجارية الأمريكية التي تعرض في التليفزيون، فلا أحد منهم يشاهد سينما عالمية، ورغم هذا فأنا لست ضد سماع الرأي الآخر، ولكن في حالة واحدة فقط هو أن يكون رأيه تحليلي ومعتمد علي أدلة وليس مشاعر شخصية تجاه الفيلم. هل تخشي أن يؤثر هذا الهجوم في تلقي الجمهور للفيلم عند عرضه تجاريا فيما بعد؟ - أنا لا أخاف من ذلك الهجوم، وأري أن الفيلم سيكون قريبًا إلي الجمهور وسيتقبله ربما ليس بشكل كبير ولكن أعتقد أن رد الفعل سيكون جيدا، لأن الفيلم عندما عرض علي الجمهور العادي في دول مختلفة كان رد فعلهم لصالح الفيلم وليس ضده. هل تري أن الهجوم الذي تعرض له الفيلم طبيعي ويحدث مع أفلام أخري أم أن الأمر أخذ أكبر من حجمه؟ - عموما المناخ في مصر أصبح سيئاً ، والكل أصبح عاشقًا للضجة والفرقعة فمثلا خلقوا أسطورة غريبة جدا، وهي أن عمر الشريف يتنصل من الفيلم، والحقيقة هي أن عمر الشريف كان له رأي معين، هو أنه يخشي ألا يكون الفيلم تجاريا، وهذه هي وجهة نظره التي احترمها، ولكنني أري أن الفيلم سيتقبله الجمهور، بالرغم من أن المشاهد المصري أصبح يعتمد علي التلقين، وبشكل عام أري أن ماحدث معي هو ضريبة متوقعة لكوني مخرج مختلف، والمخرجون المختلفون عادة لا نجدهم الآن إلا من خلال أعمال قليلة، فأين خيري بشارة؟ أو محمد خان؟ لكن لا يمكن الاستسلام لكون الجمهور أصبح يعتمد علي التلقين فهناك مسئولية تقع عليك كمخرج مختلف لجذبه إلي الأعمال التي تقدمها؟ - بالفعل هذا يحدث لأنني تعلمت شيئاً هو أن أسحب الجمهور في اتجاهي مرة وأن أذهب إليهم في المرة التالية ولكني لن أنجرف أبدا إلي كل ما يريده الجمهور. ما شعورك بعد أن تقبل الجمهور المصري الفيلم بهذا الشكل في الوقت الذي نال فيه الفيلم إعجاب عدد كبير من جمهور المهرجانات الدولية التي شارك بها؟ - دائما موطن الفنان أقسي عليه من البعيد، ولكني كنت متخيلاً أنه من الأسهل أن أصل إلي من هو أقرب لي، ولكنني اكتشفت عكس ذلك. ما تقييمك النهائي لتجربة الفيلم عموما؟ - أنا كنت شجاعا عندما أقدمت علي تلك التجربة، ولم أفكر في رد الفعل، كذلك كان عندي إخلاص للمهنة واستطعت أن أصنع فيلما بهذا المستوي، ونجحت في أن أكون ضد المناخ.