استمتعت بحضور ندوة مع بعض الاصدقاء بأحد نوادي روتاري مصر الجادين في ضيوفهم ومواضيع المناقشة لديهم وكان الضيف المتحدث الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة وكان من ضمن الاسئلة التي وجهت اليه, اين نجوم مصر من حضور افتتاح مهرجان السينمائي الدولي ولماذا لم حضروا ويقفوا بجانبك في هذا المهرجان الفني العالمي الذي يوجه نظر العالم لمصر في هذا الوقت الدقيق والمهم لاثبات امن واستقرار مصر؟؟؟. وبصراحة شديدة كان رد وزير الثقافة قائلا: ان عدم حضور النجوم مش أول مرة ولقد بعثنا اليهم بالدعوي... وكان متأثرا برده جدا في عدم وجود نجوم مصر من الفنانين المشهورين في هذا الاحتفال,, واسعدني الحظ بحضوري حفل اختتام المهرجان بعد هذه الندوة بيوم, وتكرر المشهد ولم تحضر النجوم كالمعتاد مما دفعني لكتابة مقالي اليوم عن هذه المهزلة,,, واقع الحال يقول إن المال صار جزءا مهما من استقطاب العديد من النجوم الكبار في كل المهن وليس فقط في السينما, وصارت هناك تسعيرة ثابتة للنجوم, سواء تحدثوا لفضائية أو حضروا مؤتمرا أو ندوة أو حتي ميلاد رجل أعمال يحلم هو وأسرته بصورة مع هذا النجم أو تلك النجمة يتباهي بها ويتفشخر علي صفحته بوسائل التواصل الاجتماعي. الظاهرة ليست جديدة, بل هي موجودة في غالبية مدن الخليج العربي منذ سنوات,,,, لكن هل المال هو كل شيء في إنجاح مهرجان أو إفشال آخر؟!. اعتقد أن الإجابة هي لا هناك وسائل كثيرة يمكنها أن تغطي علي غياب بعض نجوم الصف الأول فمثلا يمكن اقناع كبار نجومنا بأن من واجب البلد الذي علمهم وشجعهم وجعلهم مشهورين, أن يردوا له بعض الجميل, بل ان من مصلحتهم أن يدعموه, لأنهم في واقع الحال يدعمون أنفسهم وصناعتهم التي تفتح بيوتهم. وهناك أيضا التنظيم الجيد, وإقامة ندوات ولقاءات وحوارات حقيقية, وكذلك الاهتمام بسينما الشباب والسينما المستقلة,, قد لا نكون نملك أموالا كثيرة في صناعة السينما المصرية, لكن المؤكد أن لدينا أحد أهم عناصر نجاح هذه الصناعة وهو العقول والنجوم والخبرة الطويلة العريضة والتاريخ الحافل في صناعة السينما العربية. وهنا اتوقف واطالب رجال الاعمال المصريين والذي لديهم وطنية حقيقية بأن يتوجهوا إلي قطاع انتاج السينما المصرية حتي ترجع مصر كما كانت قلعة من قلاع الفن والحضارة والثقافة, ومنهم الكثير من كان له الحماسة في السابق واذكر نهم رجل الاعمال نجيب ساويرس انه وعد بأن ينتج للسينما افلاما مصرية تعلي من شأنها وهو يعرف جيدا انها القوة الناعمة ذات الأثر القوي علي الشعوب, لو كنت مكان الحكومة لقدمت كل أنواع الدعم لهذه الصناعة الاستراتيجية للأسف البعض لا يزال يعتبر السينما مجرد تسلية, هي كذلك في أحد تعريفاتها لكنها ايضا أحد أهم عناصر القوة الناعمة عربيا. رغم كل سلبيات التنظيم وقلة الإمكانيات, علينا أن ندعم مهرجان القاهرة السينمائي بكل الطرق الممكنة, وأن نفكر في وسائل مبتكرة لنحافظ عليه ونطوره.لماذا لا نعلم اولادنا في المدارس الثقافة الفنية وان نضيف مادة الثقافة والسينما بجانب الشعر والادب في مدارسنا بمختلف مراحل التعليم لكل مرحلة منهجية تعلي من احساس وثقافة الطالب بمادة السينما والمسرح ونشرح فيها اهمية هذا الفن الذي يميز الشعوب عن بعضها ويرفع من قوته,, ومن الممكن يرد علي احد المتخصصين ويقول لي, بالفعل لدينا معهد السينما واكاديمية السمرح ونخرج منها دفعات كبيره,, للاسف هذا لا يحدث لا بوساطه كبيرة اذا اراد احد من طلاب الالتحاق بمعهد السينما فانه يمر بمراحل بمنتهي الصعوبة اذا كان ليس لديه وسطة كبيرة جدا في عالم الفن والسينما,, فأنتم تصعبون علي شبابنا الذي يمتلك موهبه حقيقية دخول معهد متخصص ومنح فرصة نجاحه كما هي العادة في اي مجال في مصر,,, واخيرا اتوجه إلي الدولة في دعم مالي اكبر للمهرجانات الدولية الفنية وخاصة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يرفع مقام مصر عالميا ودوليا.