* يروي لنا التاريخ أن أحمد لطفي السيد الملقب بأستاذ الجيل رشح نفسه لمجلس النواب وكان هناك مرشح آخر منافس له من حزب آخر.. ووجد هذا المرشح أن فرصة لطفي السيد أكبر بكثير من فرصته في الفوز.. فلجأ الي الدعاية ضده.. مستغلا جهل الناخبين بالمفاهيم الجديدة للكلمات.. كان لطفي السيد يعمل تحت لافتة الديمقراطية وكان هو ديمقراطي بالفعل فاجتمع المرشح المنافس ببعض عمد القري والفلاحين وخطب فيهم في أماكن التجمعات بأن المدعو لطفي السيد ديمقراطي والعياذ بالله ولم يكن الفلاحون الأميون لجهلهم السياسي يعرفون شيئا عن الديمقراطية سوي أنها كلمة أجنبية غريبة عنهم.. فطلبوا شرحا لها من مرشحهم المنافس فأخبرهم عمدا أن صاحبها يتوضأ والعياذ بالله باللبن ويستحم به وأن الأمر يصل به الي استحلال زنا المحارم! وهنا ضج الفلاحون بالصياح والاستنكار.. وانتهزها الآخر فرصة فطلب منهم لكي يتأكدوا من الأمر أن يذهبوا إليه بأنفسهم ويسألونه سؤالا واحدا: هل أنت ديمقراطي وذهبوا وسألوه فأجاب بكل حزم نعم أنا ديمقراطي فعادوا ونشروا الخبر في كل القري والنجوع.. فكان حتما أن يسقط لطفي السيد في الانتخابات, وأن يفوز منافسه بالمقعد. ** * ما الذي ذكرني بهذه الحادثة الآن؟ وهل التاريخ بالفعل يعيد نفسه؟ وهل ماحدث بالفعل في الاستفتاء الأخير حول التعديلات الدستورية بنعم أو لا قريب الشبه بذلك؟ لقد كتبت الأسبوع الماضي عن أهمية الإعلام في تثقيف العوام أو التثقيف العام.. واليوم أؤكد هذا الموضوع.. إذ اننا ننتظر انتخابات عامة بعد عدة أشهر.. في سبتمبر المقبل.. أي بعد عدة أشهر.. والمصطلحات التي ستطرحها الأحزاب التي ستتشكل كثيرة ولم تكن ضمن قاموس الفئات الشعبية البسيطة.. بل إنهم كثيرا ما يخلطون بين كلماتها فالفروق غير واضحة لديهم.. كالشيوعية والاشتراكية والليبرالية والعلمانية والسلفية والجهادية والاخوانية وغيرها.. ربما كان مفهوم الاخوان أقرب اليهم علي أساس انهم مسلمون وكفي وأنهم يساعدون الفئات الفقيرة ولذلك فلهم مردود في الشارع. ** * من أهم المطالب اليوم من التليفزيون المصري سواء القنوات الأرضية أو الفضائية أن تستعين بنجوم الكلام المحبوبين لدي الناس لكي يشرحوا بطريق مباشر أو غير مباشر تلك المصطلحات السياسية الجديدة للناس.. حتي يكون للأحزاب فرصة المنافسة الفعلية.. وحتي لا يقوم البعض بالتشويه تحت مسمي المنافسة أو توجيه الناس وجهة خاصة باستغلال الدين كما فعلوا في الاستفتاء الأخير حول التعديلات الدستورية.. حيث قالت الأكثرية نعم فهما منها أن من قالوا لا كافرون!! ** * لقد تبدل الإعلام أو هكذا يفترض بعد ثورة25 يناير وكما كان موجها من قبل لخدمة النظام السابق فمطلوب منه أن يتوجه اليوم لخدمة الشعب بما يحقق له العدالة والحرية. وحمي الله مصرنا العزيزة [email protected]