حصل خالد الشهير بمكاوي علي دبلوم المدارس الفنية الزراعية ونصحه المقربون إليه باستكمال دراسته في التعليم الجامعي المفتوح, لكن الظروف المادية الصعبة لأسرته حالت دون تحقيق ذلك. وبدأ يجلس مع أصدقائه علي المقاهي يتحدث معهم عن سوء حظه في إيجاد مصدر دخل ثابت للصرف منه علي نفسه, واقترح أحد الخبثاء عليه ترويج الهيروين لتحقيق مكسب مالي سريع وقتها, وبدون تردد رحب بكلامه واستفسر منه عن المصادر التي تمده بهذا المخدر لكي يتعامل معها, وعندما وجدها اتفق علي تخصيص حصة من البودرة لكي يتاجر فيها. بعد فترة من الاتجار في الهيروين تنقل بين أكثر من منطقة, واستقر به الحال للتردد علي طريق البلاجات الذي يكتظ بالكافيتريات والمطاعم السياحية لاستقبال زبائنه القادمين من محافظات القناة, حيث وصلت معلومات عنه لمصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية ووضعته علي قائمة المطلوب استهدافهم, وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من القبض عليه. كان اللواء عصام سعد, مدير أمن الإسماعيلية, قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة بشأن مكاوي, حيث تم تشكيل فريق بحث للقبض عليه بإشراف العميد محمد عربان, رئيس مباحث الإسماعيلية, ضم الرائد محمد ثروت رئيس مباحث الضواحي ومعاونيه النقباء عبد الرحمن المصري وأشرف الصوالحي ومحمد جبر ومحمد الشافعي ومصطفي جميل, ودلت التحريات أن المتهم خالد الشهير بمكاوي35 سنة, عاطل يقيم في مدينة القنطرة شرق ليست له معلومات جنائية, سيئ السمعة, اتجه في السنوات الأخيرة للاتجار في الهيروين الخام الذي يجلبه من شمال سيناء ومنطقة السحر والجمال عن طريق أباطرة البودرة الذين يتواجدون في هذه الأماكن. وأضافت التحريات أن مكاوي يمتلك شبكة من العلاقات ساعدته علي التوسع في ترويج البودرة بين عملائه القادرين ماديا, والذين يوفر لهم احتياجاتهم من هذا المخدر عبر الاتصال الهاتفي الذي يتم معهم في أي وقت بالقدوم إليه من محال سكنهم أو أن يتوجه إليهم حاملا البضاعة بين يديه لتسليمها لهم. وأشارت إلي أن المتهم يتمتع بالذكاء المفرط الذي يمكنه من الإفلات عندما يشعر بتحركات أمنية من حوله قد تستهدفه, حيث يغير وجهته أو يخفي الهيروين الموجود بحوزته ويتوقف عن طرحه في الأسواق. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط تاجر البودرة الذي يتواجد في طريق البلاجات يوميا, وأعد ضباط المباحث خطة محكمة للإمساك به, وعندما حانت ساعة الصفر وعقب ورود معلومة عن وجوده في أحد المواقع الذي يروج داخلها الهيروين اتجهوا إليه مسرعين وقاموا بتطويقها والقبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من البودرة المعدة للبيع, وأصيب بصدمة شديدة عندما انفضح أمره وتم اصطحابه وسط حراسة مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في المخدرات بقصد تحقيق هامش ربح جيد من ورائها يعينه علي أن يعيش حياة آمنة بعيدا عن الأزمات المادية وبعرضه علي كمال الشناوي رئيس نيابة مركز الإسماعيلية أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.