محمد الشهير بلقب أبو رحمة ينتمي لقبيلة بدوية تمرد علي عاداتها وتقاليدها الحميدة عندما اشتد عوده للبحث عن الثراء بأي وسيلة ممكنة ولم يجد أمامه سوي الاتجار بالمواد المخدرة وتعرف من خلال المقربين إليه علي بعض أعضاء عصابات التهريب الدولية لمخدر الهيروين الذي يجلبونه من خارج البلاد عن طريق المنافذ الحدودية والموانئ والمطارات بالطرق المشبوهة التي يتبعونها ليطرحوه في الأسواق, وعرض عليهم أن يتعاون معهم ويكون مخلصا لهم وبعد فترة ليست بالطويلة رحبوا به ومنحوه دفعة محدودة من البودرة لترويجها ونجح في تسويقها سريعا وعاد إليهم مرة أخري يطلب المزيد ووفروا الكميات اللازمة له والتي تساعده علي توسيع نشاطه الآثم بين محافظات القناة والشرقية والقاهرة الكبري وأصبح محطة هامة لتجار التجزئة ومدمني السموم البيضاء. كان اللواء منتصر أبو زيد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما عن تردد العشرات يوميا علي أوكار بيع المواد المخدرة لشراء ما يلزم من أصنافها المختلفة وكيفية القضاء عليها وتقديم الأشخاص الذين يديرونها لمحاكمات عاجلة للقصاص من أفعالهم الشريرة تجاه الشباب المدمن من الجنسين. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم وكيله العقيد طارق حجاب والرائد أحمد النمكي رئيس مباحث مركز الضواحي ومعاونيه النقباء محمود علي ومحمد أسامة ومحمد جبر ودلت تحرياتهم أن محمد الشهير بلقب أبو رحمة38 سنة عاطل خرج من السجن قبل شهرين ونصف الشهر من حكم مدته5 سنوات في قضية مخدرات ووجد الديون قد تراكمت من حوله ووجه عملاؤه القدامي من تجار الكيف والمدمنين الدعوة له من جديد ليستعيد نشاطه ويمدهم بالهيروين الخام وبدون تردد أو معرفة للأجواء المحيطة به استمع لندائهم وبدأ مرة أخري في فتح سوق جديدة للاتجار. وأضافت التحريات أن المتهم شديد الحيطة والحذر في تعاملاته ولا يأمن التعامل مع أي شخص لا يعرفه خشية أن يقع في قبضة الأجهزة الأمنية, واقتصر بيعه للهيروين علي عملائه وبينهم ربة منزل تدعي أسماء والتي كانت تتعامل معه وتعتبره ساعدها الأيمن في تلبية احتياجات المدمنين داخل مدينة الإسماعيلية العاصمة. وأشارت التحريات إلي أن أبو رحمة يتواصل مع المترددين عليه مستخدما هاتفه المحمول ويحدد لهم المناطق التي يتردد عليها حتي يلتقيهم ويعطيهم ما بحوزته من البودرة لكي يتعاطوها أو يطرحوها للبيع مرة أخري للتربح منها. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط مباحث مركز الضواحي أكمنة ثابتة ومتحركة لاستهداف أبو رحمة تاجر الكيف واتفقوا مع أحد مصادرهم السرية علي أن يتعامل معه لشراء حصة من الهيروين وعندما حضر إليه مستقلا سيارته رقم140678 ملاكي الإسماعيلية وأثناء عملية التسليم والتسلم تم القبض عليه واصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات. وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بحيازته للبودرة بقصد الاتجار فيها لتعويض الخسائر المادية التي تعرض لها وهو في السجن فضلا عن عدم وجود أي عمل سهل يشغل وقته لظروفه الصحية وبعرضه علي إسلام عرابي وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف نبيل عباس رئيس نيابة مركز الإسماعيلية الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.