أحمد الشهير بلقب عنبه ينتمي لأسرة متوسطة الحال أفرادها يبحثون عن كسب رزقهم بعرقهم دون أن تمتد أيديهم لأحد وحاولوا غرس هذه العادات فيه لكنه عندما اشتد عوده ونتيجة الدلال الذي تعود عليه انحرف وبدأ في السهر خارج منزله لساعات طويلة بصحبة أصدقاء السوء الذين تعلم علي أيديهم تعاطي المواد المخدرة حتي أدمنها بشراهة ولم يستطع الإقلاع عنها بالرغم من نصائح عائلته المتكررة بضرورة ابتعاده عنها لكي لا تدمر صحته الجسدية. لكنه أبي أن يفعل ذلك وراح يتعرف علي تجار الكيف بعد أن لعب الشيطان في رأسه حتي يجلب منهم المخدرات لإعادة بيعها والتربح السريع من ورائها وبالفعل وجد ضالته وأصبح من كبار الموزعين للمخدرات بمختلف أصنافها يقصده زبائنه من أماكن متفرقة للحصول علي احتياجاتهم من البودرة والحشيش والبانجو التي اشتهر بترويجها وتعرف علي صاحب مقهي مشهور في محيط محل إقامته واتفق معه أن يستقبل عملاءه بموقعه الحيوي لمنحهم ما يريدون من المواد المخدرات خاصة الهيروين وحقق الاثنان أرباحا مادية كبيرة ومرت الشهور وتشاء الظروف أن يقع صديقه في قبضة الأجهزة الأمنية وينفرد هو بإدارة الكافيتريا لصالحه وانعدم ضميره عندما فكر في حيلة ماكرة لجلب الزبائن من الشباب الذين لديهم قدرة مالية للصرف حيث يضع لهم قليلا من الهيروين في فنجان القهوة بدون علمهم ليضمن عودتهم إليه مرة أخري ويطلبون منه ذات المشروب الذي وجدوا فيه ضالتهم لتغيبهم عما هم فيه وعقب التردد عليه لفترات قصيرة يخبرهم بحقيقة الأمر وتبدأ رحلتهم مع شراء البودرة ويتحولون بالتدريج لإدمانها ونظرا لخطورته وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب ضبطهم ونجح رجال مباحث الإسماعيلية في تكثيف الرقابة عليه ومعرفة الأوقات التي ينشط خلالها لبيع المخدرات وتم استهدافه علي مقربة من المقهي وعثر بحوزته علي كميات من نبات البانجو معدة لطرحها لدي عملائه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لفحص المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر يزاول من داخلها تجارة المواد المخدرة ويتردد عليها المدمنون لشراء احتياجاتهم الأمر الذي يمثل ضررا بالغا بصحتهم فضلا عن دفعهم لارتكاب جرائم القتل والسرقة بالإكراه والخطف والاغتصاب تحت تأثير المخدرات. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والرائد فهمي عبد الصمد رئيس مباحث التل الكبير ومعاونيه النقباء محمود حسن وسليمان عيسي وإبراهيم ناجي ورامي الطحاوي ودلت التحريات أن أحمد الشهير بلقب عنبه22 سنة قهوجي سبق اتهامه في قضية مخدرات وأمضي بسببها السجن لفترة زمنية وعندما خرج لم يعلن توبته وراح يبحث عن المال الحرام من جديد لسداد الديون المتراكمة عليه حتي وجد صاحب مقهي شهير في منطقة تل البلد يدمن الهيروين ويبيعه في نفس الوقت واتفق معه أن يعمل لديه وراهنه علي زيادة التعاملات مع زبائنه الذين يترددون عليه لشراء البودرة وشرح الأسلوب الذي سوف ينتهجه ويتمثل في وضع كميات قليلة من البودرة في فنجان القهوة للبعض من العملاء ميسوري الحال حتي يدفعهم لتعاطي هذا الصنف من المخدرات فيما بعد وأضافت التحريات أن المتهم حقق هدفه وتضاعف حجم رواد المقهي بشكل لافت للنظر وفاحت ريحته بين جيرانه من التجار والسكان الذين خشوا علي أبنائهم أن يقعوا في مصيدة إدمان البودرة ونهروا صاحب الكافيتريا وحذروه من مغبة أفعاله التي وقع فيها بعد ذلك عندما استهدف ودخل السجن بقدميه وأشارت التحريات إلي أن عنبه استكمل المشوار وحول المقهي إلي وكر نشط لطرح جميع أصناف المخدرات وعلي رأسها الهيروين