يوما بعد يوم.. تفرط بورسعيد في قطعة غالية من آثارها ومعالمها, وتاريخها الحضاري الذي وضعها مع نهايات القرن التاسع عشر وبعد40 عاما فقط من انشائها في مصاف المدن الأجمل علي مستوي العالم. ويوما بعد يوم تخفت أصوات حماة الآثار البورسعيدية الأصيلة وتتلاشي صرخات المطالبة بالحفاظ علي الطراز المعماري للمدينة الأصيلة في الوقت الذي تنهال فيه معاول الهدم علي العقارات الاثريه والمباني التاريخيه للمدينه خاصه الواقعه في منطقة الافرنج( حي الشرق حاليا) والتي شهدت البدايه الأولي للمجتمع الجديد للمدينة الوليدة التي ظهرت للنور مع اول معول لحفر قناة السويس في5 ابريل..1859 وابدا لم يظن بناة هذا المجتمع الجديد وهم كثرة اوربيه وقله مصريه ان ماسيبنونه من عقارات ومحلات ومجمعات وأسواق سينهار ويتحول لأبراج سكنية شاهقة. وكان حماة التراث ببورسعيد قد ناشدوا قيادات المحافظه ووزارتي الآثار والثقافة التدخل لانقاذ المجمع الفرنسي العريق المطل علي مرسي معديات بورفؤاد والمجري الملاحي للقناه من الانهيار بعدما تدهورت حالته من جميع الوجوه وأصبح آيلا للسقوط في اي لحظة.. وأشار حماة التراث الي العصور الذهبية للمجمع المتكامل والذي كان مزارا لعابري القناه ومقرا لاقامة البحاره والقباطنه وضيوف المدينه الأجانب في بدايات القرن العشرين.. واحتفظ بأناقته وجماله ورواجه حتي السبعينات من القرن الماضي. وقال الفنان وليد منتصر( مصور وأحد نشطاء حماية التراث المعماري ببورسعيد) أنه في قمة الحزن لحال المبني بالكامل خاصة حالة الأوتيل الرئيسي( ناسيونال) المغلق منذ3 عقود مشيرا لتجربته المثيره في دخول الاوتيل وتصوير قطاعاته المختلفه والتي باتت علي وشك الانهيار الفعلي بفعل الإغلاق والعوامل الجويه وانعدام الاهتمام بها ومضيفا بأن الأوتيل المذكور تحديدا كان قبلة الكثير من مشاهير اوربا وامريكا ممن زاروا بورسعيد منذ افتتاح القناه عام1859 واستمتعوا بجماله واطلالته الرائعه علي القناه, ومبني هيئة قناة السويس بالجهه المقابله وذلك قبل ان يغلق ابوابه تماما في منتصف الثمانينات تقريبا وأوضح منتصر ان هناك دراسه فرنسيه جري الكشف عنها منذ سنوات قليله لاعادة تأهيل المبني بالكامل وتطويره بشكل يمكن الاعتماد عليه سياحيا وترفيهيا وتجاريا.. فالمبني كان نموذجا للمجمعات الخدميه والتجاريه والترفيهيه المتكامله( المولات) التي لم تعرفها مصر الا مؤخرا فالمجمع المقصود بالتطوير كان يضم الأوتيل الرئيسي( في نهاية ممفيس جنوبا) والمحلات التجاريه والترفيهيه والفنادق ومكاتب الصرافة المطلة علي واجهتي النهضه وصلاح سالم.. ومازالت الغالبية العظمي من تلك المحلات موجوده وتباشر نفس الأنشطة وهي تحتفظ بفضل أصحابها بجمالها وبريقها حتي الآن وينبغي مساعدتهم علي الاحتفاظ بالصورة الجميله لمحلاتهم التي تعد مزارا سياحيا مهما للغايه, وتخليص المكان من آثار تحويل بعض المحلات لنشاطها الأساسي. قال محمد الباني صاحب محل للساعات بالمجمع الفرنسي أنه سعي منذ سنوات للتواصل مع ملاك العقار.. واضطر للسفر للقاهره للتفاهم معهم بشأن مصير العقار والمحلات الموجوده.. بعدما عرف ان العقارمملوك لإحدي شركات التأمين المتخصصه في ادارة العقارات القديمه ومن بينها بعض عقارات وسط البلد بالقاهره.. واضاف انه لا احد يعرف خطط الشركة المتعلقة بمستقبل المبني بالكامل مشيرا لأهمية تواصل الشركة مع المؤجرين. واضاف ان الاوتيل الرئيسي للمجمع كان مكانا لتصوير العديد من الافلام المصريه والاجنبيه المشهوره.. حيث استقبل نجوم السينما سعاد حسني وعادل امام وسعيد صالح وفاروق الفيشاوي اثناء تصوير فيلم( المشبوه) عام1981 وذلك قبل سنوات قليلة من إغلاقه. في المقابل نفي المهندس كامل أبو زهرة السكرتير العام لمحافظة بورسعيد كل ماتردد بشأن تلقي المحافظة لأي مشروعات تطوير فرنسية تتعلق بالمبني مشيرا لالتزام المحافظة بالحفاظ علي المباني التاريخية المدرجة علي قائمة التراث تنفيذ للقانون.. مشيرا الي مجهودات المحافظة للحفاظ علي الهوية التراثية لعقارات بورسعيد القديمة والتصدي بحزم للعديد من محاولات هدم بعض العقارات المدرجه كآثار والتي بلغت حدتقدم المحافظة ببلاغ رسمي للنائب العام بشأن مخالفات هدم بعض تلك العقارات الواقعة في حي الشرق تحديدا وقراره بانتداب12 قاضيا للتحقيق.