رفض عوض أن يعيش حياة هادئة مع أسرته ويكتفي بالرزق الذي يأتي إليه نتيجة عمله فكهانيا وحلم بالثراء فلم يجد سوي الاتجار في المواد المخدرة حتي يتحقق انتعاش أحواله المادية وبدأ رحلته في عالم الكيف بالاتفاق مع المصادر السرية لكي توفر له البانجو.. دارت عجلة الزمن أصبح بعدها عوض من المشهورين في تجارة النبات المخدر بالجملة والقطاعي يتوافد عليه عملاؤه من المحافظات المجاورة للحصول علي احتياجاتهم اللازمة من البانجو بأسعار أقل من مثيلاتها في أماكن أخري وازدهرت أحواله المادية بشكل لافت للنظر وأقنع المقربين إليه بأنه يتاجر في بيع الأراضي الزراعية ويتظاهر بالخروج مبكرا من منزله لجلب الفاكهة من سوق الجملة تمهيدا لطرحها داخل الشادر الذي يمتلكه وأثناء عودته في المساء لمسكنه يبدأ اتصالاته الهاتفية مع زبائنه ويحدد لهم موقع تواجده لتسليمهم بضاعته التي يحتفظ بها دوما في أكياس بلاستيكية ويحصل علي المقابل المالي ويعتمد علي بعض صبيانه لمراقبته من علي بعد وتحذيره إذا استشعروا أن هناك تحركا غريبا يحدث حوله ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة ضبطهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من ضبطه وبحوزته كميات من نبات البانجو المخدر, وتحر المحضر اللازم له وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع محمود فاروق مدير إدارة البحث الجنائي لفحص المعلومات الواردة لهما حول وجود بؤر يتردد عليها الشباب من الجنسين للحصول علي احتياجاتهم من المواد المخدرة بمختلف أصنافها. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد ياسر عبد الرحيم رئيس فرع شمال والمقدم أحمد محيي رئيس العمليات والرائد إيهاب صالح رئيس مباحث قسم أول ومعاونيه النقباء عمرو سليم وأحمد سمير وعصام شاهين ومحمود مجدي ودلت تحرياتهم أن المدعو عوض45 سنة فكهاني- ليس له سجل جنائي يقوم بالاتجار في المواد المخدرة علي نطاق واسع في محيط مزلقان عبد الحكيم عامر حيث ينتظر زبائنه الذين يقصدونه من محافظات القناة والشرقية للحصول علي البانجو بالكميات التي يريدونها.. وأضافت التحريات أن المتهم يتمتع بالذكاء الشديد والقدرة علي التمويه لكي يهرب في الوقت المناسب قبل سقوطه في قبضة الأجهزة الأمنية التي تجوب المنطقة بحثا عن العناصر الإجرامية وانه اتفق مع مصادره السرية لتدبير حصص النبات المخدر لتخزينها لإعادة طرحها في الأسواق وقت الأزمات للاستفادة المادية من وراءها وحقق بالفعل أرباح كبيرة نتيجة ترويجه للبانجو السيناوي الذي يفضله تجار الكيف والمدمنين عن غيره من الأنواع الأخري وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في المناطق التي يتردد عليها وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه في ساعة متأخرة من الليل وتخفوا في زي أولاد البلد وفوجئ المتهم بمحاصرتهم له وبتفتيشه عثروا علي لفافات متعددة من النبات المخدر.. وبمواجهته بما أسفرت عنه واقعة الضبط والتحريات اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار فيها وبعرضه علي خالد عبد القادر وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد أبو دنيا رئيس نيابة أول الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.