نشأ محمود وسط بيئة محدودة الدخل لم يكمل تعليمه وخرج من الدراسة وهو في المرحلة الابتدائية بسبب سوء استيعابه للمواد الدراسية ورغبته في اللعب الدائم والهروب من مدرسته وعندما اشتد عوده ظل يتنقل من حرفة لأخري يلاحقه غضب أصحاب المنشآت التجارية الذين دق أبوابهم يطلب منهم توفير فرصة عمل له مثل باقي الشباب في سنه ووجد الطريقة المثلي لكسب رزقه والعمل بائعا متجولا لمواد التسلية الفول السوداني والترمس واللب داخل الأفراح الشعبية وانتعشت أحواله المادية بشكل لافت للنظر بمرور الوقت نتيجة الربح المادي الذي يحصل عليه وتقدم بالزواج من ابنة الحلال واستقر نفسيا وعائليا لكن أصدقاء السوء همسوا في أذنيه بضرورة استغلال تواجده في الأعراس لترويج المواد المخدرة بين المدعوين وبدون تفكير في العواقب الوخيمة التي قد يتعرض لها رحب بشدة ببيع البانجو داخل سرادقات الأفراح وهو متخف في مهنته بائعا متجولا وانتعشت جيوبه بالمال الحرام بعد أن ذاع صيته وادخر جزءا من السيولة المادية الموجودة بين يديه والآخر وجهه لشراء النبات المخدر من المصادر السرية التي يتعاون معها وتقوم بجلبه من شمال سيناء ونتيجة اتساع دائرة تعاملاته المريبة سقط في قبضة الأجهزة الأمنية أثناء قيامه بترويج البانجو وقضي خلف الأسوار الحديدية وقتا من الزمن وخرج قبل عامين من محبسه مكبلا بالديون وبدلا من إعلان توبته والسير في الطريق الصحيح والبحث عن عمل شريف لسداد الأموال المتراكمة عليه أغواه الشيطان من جديد وراح يجوب الأفراح في المناطق الشعبية والريفية لبيع النبات المخدر ضاربا عرض الحائط بالنصائح التي أسديت إليه للكف عن تجارة الكيف ولم يدر أن هناك أعينا تراقب تحركاته وترصدها جيدا لاستهدافه حيث طالبت مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية رجال مباحث الإسماعيلية وسرعة ضبط المتهم للحيلولة دون استمراره في تجارة المخدرات التي تشكل خطرا داهما في المجتمع المحيط به وبعد مجهودات مضنية تم ضبطه متلبسا وبحوزته كميات من نبات البانجو المخدر وتحرر المحضر اللازم للمتهم وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود فاروق مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما بوجود بؤر إجرامية ثابتة ومتحركة تزاول العناصر الإجرامية من خلالها عملية بيع المواد المخدرة لتجار الكيف بنظام الجملة والقطاعي لأصناف الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم فهمي عبد الصمد مفتش المباحث الجنائية والرائد محمد الحسيني رئيس مباحث أبو صوير ومعاونيه النقباء مروان الطحاوي ومحمد سالم ومحمد سليم وعبد الله العادلي ومحمد إسماعيل ودلت تحرياتهم أن المدعو محمود28 سنة بائع متجول سبق اتهامه في قضية مخدرات عاد مرة أخري لنشاطه في ترويج البانجو علي نطاق واسع وبالتحديد داخل الأفراح الشعبية, وأشارت التحريات إلي أن محمود تاجر الكيف شديد الحيطة والحذر أثناء تسليم بضاعته لزبائنه الذين ينتظرون قدومه بفارغ الصبر للحصول علي احتياجاتهم من البانجو بأسعار أقل من غيرها في أماكن أخري وبجودة أفضل وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين أكمنة ثابتة ومتحركة للبائع المتجول وعندما حانت ساعة الصفر ألقوا القبض عليه متلبسا وبحوزته لفافات من البانجو جاهزة وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في المواد المخدرة بقصد التربح منها وبعرضه علي أحمد الشخب وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد أبو طه رئيس نيابة أبو صوير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.