لا يمكن الحديث عن حادث بعينه لأنه حتي كتابة هذه السطور لاتزال حوادث الطرق مستمرة ولم يتوقف النزيف بعد, ومازال المتهم الرئيسي في معظم هذه الحوادث هي سيارات النقل الثقيل التي يرفض أصحابها والعاملون عليها الإمتثال لقرارات وقوانين وضعت من أجل الحد من كوارث النقل الثقيل والمقطورات علي الطريق وفي المقابل لم تلتفت إلي السائقين الذين يجدون أنفسهم أو علي الأقل الغالبية العظمي منهم مجنيا عليه وضحية كضحايا حوادثهم تماما. تفسيرات عديدة يسوقها سائقو النقل الذين بقدر اعترافهم بالحوادث المروعة التي يتسببون فيها إلا أنهم يريدون فرصة للدفاع وطرح حلول آخري تختلف عن القوانين التي تم سنها. البعض يؤيد منع سيرهم بالنهار, وآخرون يوافقون علي تخصيص طرق لهم, فيما يقترح فريق ثالث تغليظ العقوبات عليهم ولكن يبقي سائق النقل الثقيل وحده يفكر في العواقب والنتائج التي تلحق به إذا تم تطبيق القانون لذلك التقت الأهرام المسائي بمجموعة من سائقي النقل الثقيل لعلهم يجدون لأنفسهم مخرجا يعود علي الجميع بالنفع ولا يضرهم. في البداية يقول ناصر عبد العال- سائق نقل من مصر القديمة أن سائقي النقل الثقيل يعانون من نبذ مجتمعي رهيب رغم أنهم يبحثون عن مصدر رزقهم كغيرهم من السائقين, مضيفا أن سائقي الملاكي يتعمدون الاحتكاك به علي الطريق سواء بآلة التنبيه أو بتقليب الضوء العالي وأحيانا بالسباب رغم أنه يري إشارة النقل لكنه يصر علي المرور أولا مشيرا إلي أنه أثناء حمولة الأوزان الثقيلة يفقد50% من فرملته وهي طبيعة عمله التي قد تتسبب في وقوع حوادث عديدة إذا لم يحترم كافة السائقين قواعد المرور. وحول منع سير النقل بالنهار يري ناصر أنه سيضر بالكل قائلا هيتقطع عيشنا حرام, مؤكدا أن لكل سائق بيته و أولاده وضغوط الحياة الواقعة عليه كغيره من المواطنين, وعن أسباب حوادث النقل يؤكد ناصر علي أهمية حرفية السائق أثناء القيادة مضيفا أنه لابد من عدم تناول المكيفات أو المنبهات وهو تحذير للكل سواء سائقو النقل أو الملاكي أو باقي المركبات مؤكدا أن التعاطي سلوك سلبي لا يقتصر فقط علي سائقي النقل أو يلتصق بهم بل أن سائق الملاكي أحيانا يتعاطي المخدرات و الخمور أثناء القيادة ولكن المجتمع يتصيد أخطاء سائقي النقل دون غيرهم. واستكمل حديثه قائلا أن سائق النقل لا يتعمد القيام بالحوادث وأنه يخشي علي حياته قبل أن يخاف علي المارة وهذا يجعله حذرا جدا علي الطريق لأن قيادة النقل الثقيل أصعب وأكثر إجهادا من أي وسيلة مواصلات آخري, ولكن في الغالب تحدث مناوشات و معاكسات من جانب سائقي الملاكي أو الميكروباصات تجاه سائق النقل تقع الحوادث بالإضافة إلي أن أغلب الطرق في مصر غير ممهدة بشكل كامل للسير و خصوصا الطريق الدائري. ويضيف عمرو منصور- سائق نقل من6 أكتوبر- أنه يشعر بظلم كبير من قبل المجتمع وذلك بسبب أخطاء فردية من قبل بعض سائقي النقل, وخص بالذكر سائقي المونة مؤكدا أن السيارات التي تحمل الرمل أو الزلط أو ما شابه هي التي تتسبب في مشاكل علي الطريق حتي دون وقوع حوادث, وحول منع سير النقل بالنهار انفعل عمرو قائلا: البلد حالها هيتوقف لو القرار ده اتنفذ, و شدد علي أهمية سائقي النقل وعملهم مؤكدا أن تعطيلهم يتسبب في تعطيل عجلة الإنتاج, ويؤكد أن الحوادث هي أفعال فردية تحدث من سائقي النقل مثلما يتسبب فيها أحيانا سائقو الملاكي والأوتوبيسات بل وأحيانا القطارات. وعن السبب في معظم حوادث النقل يري عمرو أن أكثرها بسبب سائقي الميكروباص مفسرا قوله بأن هناك موقفا شائعا بأنه علي الطرق و خصوصا الدائري حيث يشغل سائقو الميكروباص أكثر من حارتين لتحميل الركاب ثم يخرج علي الثالثة خروجا مفاجئا مما يضطر سائق النقل إلي الفرملة المفاجئة فيقع الحادث, ويقول أنه لا يصلح لسيارات النقل السير علي اليمين في كل الطرق لأن تلك الطرق بها مخارج علي اليمين, ليتطرق بعدها إلي مشكلة السرعة مضيفا أنه حينما يتعدي سرعة ال60 كيلو متر بالساعة ينبه الجهاز الموجود بشاحنته الشركة التي يعمل لديها فيتعرض للجزاء قبل تعرضه للمخالفة المرورية مؤكدا علي وجود هذا النظام بكل الشركات, وحول صلاحية الطرق يؤكد عمرو أن أغلب الطرق غير صالحة لسير المركبات. ويقول طاهر عبد الغفار- سائق نقل من6 أكتوبر- أنه يشعر بظلم من قبل المجتمع بسبب التجني علي سائقي النقل مشيرا إلي التعميم الخاطيء الذي يتعامل به الغالبية العظمي مع سائقي النقل بخصوص مشكلة تعاطي المخدرات, ويضيف أن أغلب السائقين لا يتعاطون المخدرات وأن أكثر الحوادث سببها سائقو الملاكي, وعن منع سير النقل بالنهار قال طاهر: مينفعش يتنفذ. ويتحدث عادل رمضان- سائق نقل من أبو رواش- عن ظلم المجتمع لسائقي النقل قائلا: أكتر ناس مظلومين هم سواقين النقل, وأضاف أن معظم الحوادث تقع بسبب سائقي الملاكي وذلك لجهلهم بأبعاد السيارات النقل و المقطورات و الجرارات وجهلهم بكيفية الفرملة أثناء التحميل الثقيل, ويقول أنه أكثر الأخطاء التي تحدث من سائقي النقل تكون ممن يحملون معهم المونة حيث تتساقط بعضها علي الطريق وفوق بعض السيارات. ويؤكد أن أخذ صورة نمطية عن الكل بسبب شريحة قليلة هو ظلم بين, وينصح عادل سائقي الملاكي بالإبتعاد قدر الإمكان عن الشاحنات خاصة أصحاب الحمولة الثقيلة وعن تخصيص حارات للنقل استشهد عادل بطريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي ففيه حارات منفصلة عن الطريق للنقل ولكن سائقي الملاكي يسيرون فيها أيضا مما يتسبب في أزمات عديدة علي الطريق كما أشار إلي حادث وقع علي هذا الطريق في النوبارية بين4 شاحنات و سيارة ملاكي في الحارات المخصصة للنقل حيث دخل سائق الملاكي بين النقل مؤكدا أن الكارثة حدثت بسببه لأن سائقي النقل يفهمون بعضهم البعض ويحفظون أبعاد السيارات ويستطيعون التعامل معا لكن سائق الملاكي يجهل بهذا و يصر علي السير بينهم مما يتسبب في وقوع كارثة. ويؤكد عادل أن أغلب الطرق غير ممهدة بالقدر الكافي لتفادي وقوع حوادث لكنه استشهد بطريق الإسماعيلية الصحراوي مؤكدا أنه علي جودة عالية و يخلو من المشاكل, أما عن الطريق الدائري أجزم عادل باستحالة سير النقل في الحارة اليمني للطريق بسبب أنه يحمل حمولة تصل إلي120 طنا وتؤثر علي الفرملة و ذلك بسبب المخارج ومواقف الميكروباص التي تشغل الحارات اليمني, وتطرق عادل إلي نقطة هامة و هي الحرفية مشيرا إلي عدم جدية الإختبارات, وشدد علي ضرورة عدم إعطاء رخصة الدرجة الأولي إلا بالإختبارات الدقيقة, فسائق ال جرار بمقطورة لابد أن يختبر علي جرار بمقطورة, و سائق ال تريلا لابد أن يتم اختباره علي تريلا وهكذا, حتي في ترخيص الميكروباص والأوتوبيس والملاكي. ويستطرد حديثه قائلا: كل حاجة عاوزة صنعة مشددا علي ضرورة حفظ السائق لمركبته, وعن أخطاء سائقي النقل يقول عادل أنها تنتج عن شئ من الإثنين:( قلة نوم أو إنفجار أحد العجلات) وهي الأخطاء الوارد حدوثها مع باقي السيارات, ويقول عادل أنه يتابع السيارات من خلفه أكثر ممن أمامه لأنه لا يري الخلف, مشيرا إلي أن بعض سائقي الملاكي ينشغلون بهواتفهم المحمولة أثناء القيادة وبعد ذلك يلقي باللوم علي النقل بداعي الوقوف المفاجئ. و يقول: يعني بتاع النقل اللي محمل أكتر من100 طن هيقف فجأة وانت يا بتاع الملاكي مش هتقدر تقف!, لذلك أنهي حديثه مطالبا بالتوقف عما أطلق عليه تعميم ظالم بسبب أخطاء فردية مستشهدا بسائقين يعملون بالجبل طوال الوقت ويخرجون إلي الأسفلت نادرا وعندما يخرجون يسيرون بسرعة عشان بيطلع يعفرت الأسفلت و يدخل الجبل تاني بتحسبوهم علينا ليه ؟ علي حد وصفه. ويضيف إسماعيل أبو شادي- سائق نقل من الفيوم- أنه يتعرض لمعاملة صعبة من قبل المجتمع, وحول منع سير النقل بالنهار يقول: مش هينفع أكل عيشنا يتوقف علي شغل بالليل بس, الليل مش كفاية, مؤكدا أنه يحمل البضاعة ليلا و يسير نهارا ولا يجوز له أن ينتظر بها طيلة النهار ثم يسير بها ليل اليوم التالي. وعن أهم أسباب الحوادث يؤكد أنها بسبب قلة وعي سائقي الملاكي بقواعد السير وسط سيارات النقل بالإضافة إلي مشكلات عديدة علي طرق السفر بسبب عدم وجود لوحات إرشادية كافية عند المنحنيات, مستشهدا بمنحنيين علي طريق الإسكندريةالقاهرة الصحراوي يتسببان في حوادث كثيرة شبه نمطية وتتكرر بنفس الصورة من فترة لآخري; الأول عند مصنع السكر عند مدخل الإسكندرية والآخر عند المسجد التالي للمعداوي علاوة علي ضرورة تزويد الطرق بأعمدة إنارة. وتحدث أحمد محمود- سائق نقل من القليوبية- أنه ليس عدلا أن يتم توجيه التهم لسائقي النقل بسبب أخطاء فردية ويضيف أن كل فئة بها الصالح والطالح, وتطرق إلي أن حساسية فرملة النقل هي أهم ما يحتاجه من سائق الملاكي أثناء السير علي الطريق وضرورة حسابه لأبعاد السيارة, كما أنه أيضا يريد من سائق الملاكي نزع الخوف أثناء السير بجانب النقل قائلا: لما تعدي من جنبي قلبلي نور مرة واحدة بس وانا هشوفك, كما أكد علي ضرورة الابتعاد بمسافة لا تقل عن3 أمتار خلف النقل تفاديا للخطر. من ناحية أخري يوضح محمد أبوزيد- صاحب كافيتريا بالعين السخنة- أنه قام بمنع توافد سيارات النقل الثقيل إلي الاستراحة بسبب تعطيلهم للطريق الذي وصفه بالضيق مضيفا أن أغلب زبائنه هم سائقون سواء ميكروباص أو تاكسي, وكان يأتي إليه سائقو النقل فيما قبل لكنه منعهم لأنهم كانوا يعطلوا الطريق ويزيدون من الزحام المروري به, وعن رأيه في أسباب وقوع الحوادث شدد محمد علي دور الطرق حيث أكد أن الطرق أغلبها لا يصلح, علاوة علي جهل سائق الملاكي بكيفية السير مع النقل الثقيل علي الطريق وتطرق إلي مشكلة تعاطي المخدرات ودورها في وقوع الحوادث لذلك يقترح التفعيل المنتظم لتحاليل كشف المخدرات لكل السائقين ومتابعة المسار الإجباري اليمين للنقل الثقيل.