ينتمي محمد لأسرة ريفية لها عاداتها وتقاليدها, لم يقصر والداه في تربيته مع أشقائه حتي انتهي من تعليمه وظل يبحث عن الوظيفة الميري حتي وجدها والتحق بها فرحا بعد عناء كبير, وتقدم للارتباط بابنة الحلال التي رحب أهلها بزواجه منها لأخلاقه الكريمة وحسن سيرته الطيبة وصارت الحياة طبيعية ورزقه الله بالأولاد الذين ملأوا حياته سعادة وبهجة وسرورا. وفجأة تبدلت أحواله المالية وتراكمت الديون من حوله بشكل لافت للنظر وفي الوقت نفسه بدأ يخرج من مسكنه ويسهر لساعات طويلة مع أصدقائه لتناول المواد المخدرة للهروب من الواقع المرير, حتي أدمن أنواعها المختلفة. و انتقل بعد ذلك من الإدمان للاتجار في المخدرات وتخصص في جلب البرشام من المصادر السرية للحصول عليها بأنواعها المختلفة وذاع صيته في وقت قصير. ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع المحيط به وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم, وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري من تحديد الأماكن التي يتواجد بها وتم ضبطه متلبسا وبحوزته كميات من البرشام المعد للبيع لزبائنه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. كان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود فاروق مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة ومناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتجمع داخلها تجار الكيف الكبار ويمارسون نشاطهم في بيع المواد المخدرة, وكيفية وضع الخطط الأمنية المناسبة لملاحقتهم وإلقاء القبض عليهم. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان, رئيس مباحث الإسماعيلية, ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدمين أحمد محيي رئيس العمليات وفهمي عبد الصمد مفتش المباحث الجنائية والرائد محمد الحسيني رئيس مباحث أبو صوير ومعاونيه النقباء مروان الطحاوي ومحمد سالم ومحمد سليم وعبدالله العادلي ومحمد إسماعيل. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبطه وأعد ضباط المباحث أكمنة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين لاستهدافه وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه, وقاموا بفرض كردون أمني حول المكان الموجود به وألقوا القبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من البرشام وتم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في المواد المخدرة بقصد التربح من ورائها وبعرضه علي أحمد الشخب وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد أبو طه رئيس نيابة مركز أبو صوير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.