تعمل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا علي تفادي الانزلاق نحو تصعيد عسكري غداة سيطرة قوات مناهضة لها علي مواني تصدير النفط الرئيسية في شرق البلاد, وذلك عبر دعوة اطراف الازمة إلي الاجتماع لمناقشة ألية لحل الصراع. وقال رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج امس في بيان علي صفحة مكتبه الاعلامي علي موقع فيسبوك أدعو جميع الاطراف إلي إنهاء الاعمال الاستفزازية والاجتماع بشكل عاجل علي طاولة واحدة لمناقشة ألية الخروج من الأزمة وإنهاء الصراع. وجاءت دعوة السراج غداة استكمال القوة المناهضة لحكومة الوفاق بقيادة الفريق أول خليفة حفتر المدعوم من حكومة موازية وبرلمان منتخب في الشرق سيطرتها علي كامل منطقة الهلال النفطي التي تضم أكبر مواني التصدير في إطار هجوم بدأته الاحد الماضي وتمكنت خلاله من طرد قوات حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق من المنطقة. ويتضمن تصريح السراج تراجعا واضحا عن النداء الذي وجهته حكومة الوفاق الاحد عقب بدء الهجوم المباغت إلي قواتها ودعوتها إلي أداء واجبها العسكري والعمل علي استعادة السيطرة علي مواني السدرة وراس لانوف والبريقة والزويتينة. وأكد السراج في بيانه امس انه لن يقبل بان يقود طرف ليبي أو أدير حربا ضد طرف ليبي آخر, محذرا من أن ليبيا تمر بمرحلة مفصلية في تاريخها. وتزامن هذا التصريح مع مؤشرات إلي انقسامات داخل فريق حكومة الوفاق حيث أصدر عضوان في حكومة الوفاق بيانا أعلنا فيه تأييدهما العملية العسكرية التي قادها حفتر في شرق ليبيا. واعتبر علي القطراني وفتحي المجبري, وكلاهما يشغلان منصب نائب رئيس الوزراء, ان الهجوم يؤسس إلي أوضاع تسيطر فيها الدولة علي مواردها وتوظفها لمصلحة كل الليبيين. ويعتبر القطراني مقربا من حفتر. وكان قد سمي عضوا في المجلس الرئاسي المؤلف من تسعة اعضاء والذي يشرف علي حكومة الوفاق, في إطار الجهود التي رعتها الاممالمتحدة للتوصل إلي تشكيلة حكومية تمثل كل الاطراف الليبيين وتسهم في وقف نزاع ترجم لفوضي ومعارك وانقسامات وحروب في مناطق عدة ومستمر منذ خمس سنوات. من جانبه, قال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية تعليقا علي تقرير لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان البريطاني بشأن قرار التدخل في ليبيا: إن قرار التدخل في ليبيا كان قرارا دوليا بناء علي طلب من جامعة الدول العربية, وأذن به مجلس الأمن الدولي. وأضاف الناطق في بيان وزعه المكتب الاعلامي الاقليمي البريطاني, ومقره دبي, كان من الصعب التنبؤ بأفعال معمر القذافي, وكانت لديه السبل والحافز لتنفيذ تهديدات وبالتالي لم يكن بالإمكان تجاهل أفعاله التي تطلبت اتخاذ إجراء دولي جماعي حاسم. وقد التزمنا طيلة العمل العسكري في ليبيا بما كلفت به الأممالمتحدة لأجل حماية المدنيين. وتابع بعد أربعة عقود من سوء حكم القذافي, تواجه ليبيا بلا شك تحديات كبيرة. وسوف تواصل المملكة المتحدة لعب دور قيادي في المجتمع الدولي لمساندة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.